بعد قرار الجبلاية الاستعانة بالخبرة الأجنبية للإنقاذ..

الخبراء يضعون روشتة تطوير قضاة الملاعب

صورة موضوعية
صورة موضوعية

عانت الكرة المصرية فى الآونة الأخيرة من خلل كبير فى منظومة التحكيم وهو الأمر الذى جعل مسئولى اتحاد الكرة يتحركون فى أكثر من اتجاه لتطوير قضاة الملاعب والتغلب على المشاكل الناتجة من الأخطاء الفادحة.

وقاموا بدراسة العديد من السير الذاتية ليستقروا على تعيين الإنجليزى كلاتينبرج مستشارا ومطورا للمنظومة بكاملها بدءا من الموسم المقبل بحيث يدير ملف التحكيم ادارة كاملة خصوصا بعد أن زادت شكاوى الأندية من أخطاء التحكيم . أبدى بعض المحللين والخبراء ولاعبى الكرة السابقين آراءهم بشأن رؤيتهم لتطوير المنظومة التحكيمية خصوصا أن عنصر التحكيم يلعب دورا بارزا ومهما فى نجاح أى لعبة واى مباراة ، وفى كرة القدم الحديثة حول العالم بدأ تطوير هذا الملف من خلال إدخال التكنولوجيا الحديثة التى تساعد الحكام وتساهم فى إنجاح المباريات والبطولات والمساهمة فى تقليل الأخطاء البشرية قدر الإمكان.

 

فى البداية قال د. طه إسماعيل الخبير الكروى الكبير أنه ليس من المعقول أن نظل نخطط ونتحضر بنفس الأساليب القديمة فلا بد من إدخال الجديد سواء فى الأدوات التى تساعد الحكام على القيام بأدوارهم بأفضل طريقة ممكنة أو من خلال تحضير وتجهيز الحكام أنفسهم بدنيا وفنيا ونفسيا، وأيضا ماديا من خلال صرف أى مستحقات مالية متأخرة لهم إن وجدت ليدخلوا الموسم بثقة وتركيز كبيرين.

وأضاف إسماعيل أنه مع تطبيق اقتراح الحكم الخامس خلف كل مرمى، وهو أمر جيد سيساعد بلا شك طاقم تحكيم أى مباراة وسيكون عينا إضافية له خاصة داخل منطقة الجزاء، وتطبيقه لا يكلف،فقط يتحتم التدريب عليه بشكل كاف قبل انطلاق الموسم.

وطالب بتوفير أجهزة الاتصال اللاسلكية لجميع الطواقم التحكيمية وهذا الأمر كان يجب أن يطبق منذ زمن بعيد فهذا أضعف الإيمان وهو ضرورة للتواصل بشكل صحيح وسريع بينهم خلال إدارة المباراة، ومن خلال ملاحظاتنا فإن بعض طواقمنا يمتلك هذه الأجهزة بينما لا يمتلكها البعض الآخر، والواضح والمؤكد أنه يجب على الاتحاد توفير هذه الأجهزة لجميع الطواقم التحكيمية فى درجتى الاحتراف.

ومن جانبه أكد خالد القماش نجم الإسماعيلى ورئيس قطاع الناشئين بالدراويش أنه أصبح لزاماً على قيادات الاتحادات ضرورة العمل على دخول عصر الاحتراف فى جميع مجالات كرة القدم ـ خاصة الإدارية وفى مجال التحكيم ـ من أجل تحقيق تطور حقيقى وفق معايير احترافية.

واقترح القماش أن يدرس الحكم باستمرار مواد قانون كرة القدم ومتابعة وتطبيق التعديلات التى تطرأ عليها بين حين وآخر، لأنه دونها لا يمكن لأى حكم أن ينجح فى مهمته. وهذا الفهم لا يمكن إلا بدخول الحكم دورات تحكيمية دولية ومحلية ودورات الصقل. ويجب على الحكم مشاهدة مباريات كثيرة فى دول العالم المتقدمة كرويا عبر القنوات الفضائية أو الفيديو لمشاهدة ومتابعة حركة الحكم وتصرفاته داخل الملعب، والاستفادة من كل المميزات التى يمتاز بها.

و طالب القماش المطور الإنجليزى بإن يراجع اللياقة البدنية والتى اصبحت تشكل أهمية قصوى وأولوية تتقدم على الصفاء الذهني، فتطور كرة القدم هذه الأيام وخاصة من ناحية سرعة الأداء والحركة الدائبة للاعبين داخل الملعب وسرعة نقل الكرة بين اللاعبين، تتطلب أن يتمتع الحكم بلياقة بدنية عالية وسرعة فى الحركة لكى يكون قريبا من الكرة وحتى لا تفوت عليه أى هفوة تعكس من صفو المباراة.

ومن ناحيته اقترح وليد صلاح الدين نجم الأهلى السابق أن يتم التنسيق بين طاقم مصورى ومخرجى المباريات للتلفاز والاتحاد ولجنة الحكام على التدريب على إمكانية لجوء الحكام لـ «مونيتور» خاص أى جهاز خاص يكون موجودا فى الملاعب التى تنقل فيها المباريات لمراجعة بعض اللقطات المثيرة للجدل والمهمة التى تؤثر فى نتائج المباريات بالتنسيق التام مع مخرجى المباريات لإعادة بعض اللقطات وهو أمر يمكن تطبيقه إذا تم التدريب عليه والتنسيق له كما يجب من الجهات المسؤولة.

وطالب صلاح الدين بتطوير مستوى مساعدى الحكام الرئيسيين المتواجدين على الخطوط، فليس كافيا أن تجهز وتطور حكام الساحة ففى السنوات الأخيرة اتضح أن هناك كمية أخطاء قاتلة مرتكبة منهم، وهذا يتطلب أن يتم بالشكل الأمثل بدنيا وفنيا ومن خلال دورات عملية ونظرية للمساعدين فقط لتطوير وتحديث معرفتهم بمواد القانون وحالات اللعب المختلفة والتنسيق بين دور المساعد والحكم فى هذه الحالات بحيث يكون له دور إيجابى وتكميلى لحكم الساحة يساعده فى اتخاذ القرارات الصحيحة وليس العكس.

اقرأ أيضًا | جهاد جريشة: الموسم الحالي هو الأسوأ تحكيميًا منذ 10 سنوات

ومن جانبه اقترح أحمد حسام ميدو نجم الزمالك السابق أن يتم منع اسناد المباريات الكبيرة لحكام أجانب خاصةً وأنه أمر لا فائدة منه، مؤكداً أن بعض مدربى الفرق وضعوا التحكيم شماعة لإخفاقاتهم. ودعا الى أهمية تعاون اطراف اللعبة من أجل تعزيز الثقة بالحكام المحليين، وتخفيف الضغوط عليهم.

وقال إن الاخطاء جزء من لعبة كرة القدم، لكن يمكن التخفيف منها وتقليلها من خلال الاهتمام أكثر بالتحكيم، وقضاة الملاعب، سعياً لتطور المستوى أكثر، والحفاظ على سمعة التحكيم المحلى المتميزة ، مقترحا بعمل دورات وفترات معايشة قبل انطلاق كل موسم فى الدول الأوروبية لتطوير أدائهم .

وشدد ميدو على أن المطورالإنجليزى المنتظر لابد أن يجتمع بالحكام ويستمع لمشاكلهم ، ويقوم بإلقاء المحاضرات العلمية ومتابعة أدائهم وفق خطة زمنية والصبر عليه خاصة أن تطوير المنظومة بالكامل لا يتم فى يوم وليلة.

كما طالب ميدو بتنفيذ فكرة احتراف الحكام وخاصة المميزين الذين يملكون الموهبة من خلال الانتقاء السليم لهم وتفرغهم كحكام محترفين احترافاً كاملا أو جزئيا عن طريق إعارتهم أو انتدابهم من جهات عملهم لمدة محدودة، مما يساعدهم على صفاء فكرهم للتحكيم فقط والعمل على محاولة الرفع من مستواهم، على أن يتم إنهاء الإعارة للحكم غير المتجاوب مع التطوير والهدف الذى فرّغ من أجله.