بعد ساعات من ولادتهما.. تتخلص من طفليها التوءم لهذا السبب

تتخلص من طفليها التوءم
تتخلص من طفليها التوءم

إسلام عبدالخالق

الحرام.. وصف يحمل في طياته كل ما يُخالف شرع الله بمختلف الديانات، وأعظم تلك المخالفات والكبائر بالطبع هوَّ قتل الضنا، الذي يأتي من كبريات الجرائم التي لا يمحوها الزمن أبدًا وتظل في ذاكرة التاريخ، إلا أن محور قضية اليوم سيدة وأسرتها بلغوا معًا درجة سحيقة في إتيان الجرم والفاحشة من جانب الأولى، والتستر عليها من جانب الباقين، وبين هذا وذاك تفاصيل مقززة دفعت الأغلبية ممن سمعوا بالواقعة أن يعتبروها من أسوأ الأمهات على وجه الأرض.، وهذه هي التفاصيل المؤلمة على النفس.

 

قبل أشهرٍ تسعة مضت، عرفت «هاميس» -اسم مستعار- طريق العشق الممنوع وأدمنت أوقات اللذة المُحرمة مع شخص من المُفترض أنه الأقرب إليها وإلى أسرتها، بل وتسري في عروقهما دماءً واحدة، إلا أن الشيطان وأنفسهما الضعيفة جميعها كانت أسبابًا لنصب سيرك قميئ يلهو فيه القريب بشهوة قريبته ويصلان معًا إلى ذروة الحرام الذي يصل صدى ذنوبه إلى عنان السماء السابعة.

 

فترة ليست بالطويلة كانت الفاصل بين نهاية زواج «هاميس» مطلع العام المُنصرم وبداية عدتها، لكنها ما أن انتهت العدة حتى نادتها شهوة الأنثى بداخلها تبحث عمن يروى ظمأها، غير عابئةٍ بالأسباب والتفاصيل، وعلى الجانب الآخر كان شريكها الآثم وابن دمها يتلهف للنظر إليها في كل حركةٍ لها، ليلتقى الاثنان فجأة في غفلة من كل المحيطين ويتجردان من كل فضيلة وتلتصق نواياهما السيئة ليمتزج الإثم والفجور في صورة علاقة بين ذكرٍ وأنثى جمعتهما الشهوة رغم حرام ما يفعلونه، وأقل وصف لذلك أن ذاك الشخص هوَّ المفترض أن يسترها إذا ما تعرت، لكنه بدلًا من ذلك فعل كل نقيض وعاث فيها وبها فسادًا في الأرض.

 

تكررت اللقاءات والشهوة المُحرمة بين الطرفين حتى شعرت «هاميس» ذات يومٍ بشيءٍ يتحرك في أحشائها، قبل أن تتيقن في غضون أيامٍ أنها حامل وستأتي إلى الدنيا بمن يُشبه فعلتها الآثمة دون ذنبٍ له سوى أنها أنثى وقد حملت جراء علاقة يهتز لها عرش الرحمن.

 

يومًا بعد يومٍ كبرت بطن «هاميس» ولاحظت أسرتها ذلك، وبدلًا من أن يلطم الجميع وجهه ويندب حظهم كانت ردة الفعل صادمة للكل؛ إذ لاذ وعم الصمت أرجاء البيت الذي كان شاهدًا على العلاقة واللقاءات المُتعددة من «هاميس» وشريكها حتى حملت، ولا وصف لكل ذلك سوى أن هوية والد من يتحرك في أحشاء «هاميس» ينتمي لنفس الدماء وذات العائلة، والذي لاذَّ بالبُعد عنها بعدما ثقلَّ جسدها وأخذت بطنها في الامتلاء، تاركًا الجميع يرسم سيناريوهات لأجل التستر على الفضيحة.

الجريمة

مرت الأسابيع حتى جاء المخاض «هاميس» ووضعت في منزل أسرتها، لكن المفاجأة أن من وضعته كان طفلًا وطفلة (توأم)، زاد قدومهما حزن الجميع وشعورهم بفداحة ما اقترفته ابنتهم ورفيقها الذي لا يختلف عنها كثيرًا بالنسبة لهم، وبدلًا من أن يفرحوا أخذ الجميع يتهامس بصوتٍ خافت لئلا يصل الحديث إلى الجيران، ولسان حالهم لا ينفض عن تساؤل: هنعمل إيه دلوقتي؟!

 

نحو يومين إلا قليلًا كانت المدة الفاصلة بين ميلاد الطفلين وبين تنفيذ مُخطط التخلص منهما؛ إذ حملت «هاميس» طفلها وحملت والدتها الطفلة، فيما تكفل شقيقها بحمل شنطة تحتوي على ملابس وببرونات خاصة بالطفلين، ورافقهم رب الأسرة وسار الجميع قاصدين بوابة مسجد قريب من مسكنهم في المجاورة الثامنة والخمسين بنطاق ودائرة قسم ثالث شرطة العاشر من رمضان في محافظة الشرقية، وحين تبين لهم خلو الشارع من المارة في الوقت الذي يفصل بين غروب الشمس وحلول الليل تركوا الطفلين ولاذوا بمغادرة المكان.

 

ظن الجميع أنهم بذلك قد تستروا على الفضيحة وتخلصوا من الطفلين دون رجعة، لكن هيهات؛ فما كان هي إلا دقائق فصلت بين مغادرتهم المكان وبين قدوم عدد من أهل المنطقة إلى المسجد لأجل صلاة المغرب، ليتناهى إلى مسامع الجميع صوت بكاءٍ خافت للرضيعين اللذان لم يقربا صدر أمهما الآثمة، وتلقفتهما أيدي أهل المنطقة وتم إبلاغ الجهات الأمنية في قسم ثالث شرطة العاشر من رمضان.

انتقلت الأجهزة الأمنية ورجال مباحث القسم إلى موقع البلاغ، وجرت معاينة المكان وتفريغ الكاميرات المحيطة بالمسجد في المنطقة، فيما كشفت التحريات عن كواليس وتفاصيل ما جرى؛ إذ تبين أن الأم (هاميس) قد حملت بطفليها الرضيعين جراء دخولها في علاقة آثمة وغير شرعية، وأنها أنها قد سبق لها الزواج والانفصال وهي لم تُكمل عامها الثامن بعد العشرين، فعادت للعيش رفقة أسرتها في مدينة العاشر من رمضان، وخلال الأشهر الماضية نشأت علاقة مُحرمة كان نتاجها أن حملت بطفليها وأنجبتهما بعلم أسرتها، لكن المثير في الأمر أن أسرة «هاميس» كانت على علم بما جرى واختار الجميع أن يتستر عليها، بل وساعدوها في التخلص من طفليها الرضيعين.

التحريات والتحقيقات دلت على أن والدة الطفلين «هاميس» أنجبت الطفلين بعد علاقة غير شرعية، وحين علمت أسرتها (والداها وشقيقها) اتفق الجميع على التخلص من الصغيرين فور ولادتهما وذلك بتركهما أمام أحد المساجد في المجاورة الثامنة والخمسين بنطاق ودائرة قسم ثالث شرطة العاشر من رمضان.

 

جرى ضبط الأم المتهمة ووالديها وشقيقها، وبالعرض على جهات التحقيق في مدينة العاشر من رمضان أصدرت قرارًا بـ حبس الأم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات؛ على خلفية اتهامها بمحاولة التخلص من طفليها الرضيعين (توءم) وذلك بإلقائهما أمام المسجد بعد فترة قليلة من ولادتهما جراء علاقة غير شرعية، قبل صدور قرار قاضي المعارضات بـ تجديد حبس الأم الآثمة «هاميس» لمدة خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيقات.

جهات التحقيق في مدينة العاشر من رمضان قررت كذلك إخلاء سبيل والدي الأم المتهمة وشقيقها، وذلك بكفالة مالية قدرها ألف جنيه.