الوطن أولا..

وردة الحسيني
وردة الحسيني

الوطن أولا، لابد من تغليب مصلحة الشعب على المصالح الفردية قصيرة المدى خطيرة الأثر، يجب النأى عن الصراعات السياسية التى لا طائل من ورائها سوى تعقيد الأوضاع وإهدار المقدرات، والشعب وحده المسئول عن اختيار من يمثله،لابد من الحفاظ على المؤسسات الوطنية..كل هذا أبرز ما يميز مضمون رسائل وتحركات مصر على كافة الأصعدة  تجاه الأزمة الليبية.

فلم تدخر مصر اى جهد للمساعدة سواء على الصعيد الثنائي،مع الاطراف الليبية ذاتها او اقليميا، مع دول الجوار لليبيا او دوليا، مع القوى الدولية الفاعلة والأمم المتحدة.

وكان أحدث تلك الجهود استضافة القاهرة،بدءا من يوم الأحد الماضى للجولة الثالثة لاجتماعات المسار الدستورى الليبى،بحضور مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة لليبيا، ووفدى مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة فى ليبيا،وكان الهدف السعى للتوافق على الإطار الدستورى اللازم لإجراء الانتخابات فى أقرب وقت ممكن.

وهذه الخطوة بالغة الأهمية فى تحديد مستقبل ليبيا وانهاء الانقسامات والاستقطاب القائم،وتحقيق الاستقرار  والامن بها.
كما أكد وزير الخارجية سامح شكرى على هذا التوجه المصرى خلال لقائه مع وزير خارجية لاتفيا مؤخرا، والذى شدد على اهمية التعاون مع مصر باعتبارها شريكاً استراتيجياً فى ملفات منطقة الشرق الأوسط وبمقدمتها الأوضاع فى ليبيا .

أخيرا .. من الواجب على جميع الاطراف الليبية ان تعى اهمية مصلحة الوطن،وإدراك ان هناك من يهمه استمرار الوضع على ما هو عليه من انقسامات وفوضي، فمن المعلوم وجود مؤثرات خارجية ومقاتلين اجانب داخل ليبيا، لتعقيد الموقف ووضع قيود على حرية الشعب الليبى فى الحفاظ على مستقبله.
نأمل ان تكون اجتماعات القاهرة فرصة يتم اقتناصها وان تترجم الأحاديث الايجابية التى تطلقها الاطراف الليبية ذاتها حول اهمية التوافق لواقع ملموس وحقيقي..فمصلحة الشعب الليبى تحتم ذلك.