الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى: زرت الغيطانى فتعرفت إلى مصطفى أمين

ملف | «70 سنة أخبار» .. جريدة «الأخبار».. المصدر الرئيسى لثقافة المصريين

حلمى النمنم  -- مصطفى النشار -- عبدالمعطى حجازى
حلمى النمنم -- مصطفى النشار -- عبدالمعطى حجازى

حلمى النمنم: تاريخ عريق وحاضر ممتد منذ الأخوين أمين إلى ميرى وجلال

منذ أن كانت فكرة فى رحم الغيب إلى صدور عددها الأول فى (15 يونيو 1952م/ 22 رمضان 1371هـ) برئاسة تحرير نصف دستة مبدعين: (محمد التابعي- جلال الدين الحمامصي- على أمين- كامل الشناوي- محمد زكى عبد القادر- مصطفى أمين) وحتى الآن تضع «الأخبار» الثقافة فى بؤرة اهتمامها الأولى؛ وفى عيدها السبعين تفخر بأنها قد أسهمت بقوة فى دحر الأفكار المتطرفة والارتقاء بالوعى الفكرى لقرائها..

وفى هذا التقرير يتحدث كبار المفكرين عن هذا الدور الرائد لصحيفتنا فى تثقيف الشعب العربي:

فى البداية يقول الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى إن جريدة «الأخبار» ومؤسسة أخبار اليوم كلها ذات أهمية جوهرية للصحافة المصرية والعربية التى هى المصدر الرئيسى لثقافة عامة المصريين، لأنهم هم الذين يقرأون الصحف ويحصلون على ما يحتاجون إلى معرفته فى الثقافة والاقتصاد من خلال الصحف؛ كما تعد صحف أخبار اليوم من أبرز الصحف المؤثرة فى حياتنا العامة منذ إنشائها حتى الآن.

ويتأسف حجازى لأنه لم تتح له فرص كثيرة للالتقاء بالعاملين بمؤسسة أخبار اليوم، عدا بعض الأصدقاء المشتغلين بالأدب، ومنهم الروائى جمال الغيطاني؛ وفى زيارة لى معه بالمؤسسة عرّفنى بالأستاذ مصطفى أمين رحمه الله؛ وأتمنى المزيد من الازدهار للأخبار وللصحافة المصرية.

مساحات للمبدعين

حلمى النمنم وزير الثقافة الأسبق يؤكد أنه منذ أن صدرت جريدة «الأخبار»، كان الجانب الثقافى حاضرًا وبقوة على صفحاتها، عبر استكتاب عدد من كبار المبدعين وإتاحة مساحة لهم يقدمون خلالها ما لديهم من آراء وأفكار، هنا يبرز فى المقدمة أسماء مثل: عباس محمود العقاد، وقد جُمعت يومياته فى أربعة مجلدات من الحجم الكبير وتحمل خلاصة أفكاره ورؤاه فى الكثير من قضايانا، بعض هذه المقالات باتت مصدرًا أساسيًا فى عدد من وقائع وقضايا تاريخنا، غير العقاد يبرز اسم توفيق الحكيم، ود. حسين هيكل، وإبراهيم المصري، الذى كان نجمًا فى تقديم القصص الرومانسية للقارئ.

ويضيف النمنم أن «الأخبار» لم تعتمد على الكتاب الكبار فقط، الذين كانت معظم المطبوعات تتنافس لاستقطاب أقلامهم، لكنها فتحت المجال واسعًا أمام عدد كبير من الأسماء الشابة «الواعدة»، بغض النظر عن التوجه الفكرى لكل منهم، كان المعيار أن يقدم الكاتب مادة ممتعة ومفيدة للقارئ، وحدث بعد قيام ثورة يوليو أن أغلقت جريدة المصرى فى صراعات سنة١٩٥٤، فوجد عدد من كتابها الشبان موقعًا لهم على صفحات «الأخبار».. كما تعاملت «الأخبار» مع الثقافة بمعناها الواسع، أى أنها ليست الأدب والأدباء فقط، بل جملة الإنتاج الإبداعى من فكر وفن وأدب وغير ذلك؛ كما أنها قررت أن تحيط القارئ المصرى والعربى علما بالإنجازات الثقافية حول العالم، ومن يعاود الاطلاع على أعداد «الأخبار»، فضلًا عن قائمة الإصدارات فى سلسلة «كتاب اليوم»، يتأكد من ذلك.

ويتابع الوزير الأسبق قائلا: مثلت «الأخبار» انطلاقة جماهيرية لعدد من كبار الكتاب الذين شغلوا عقولنا، وكانت «الأخبار» سندًا ودعمًا أو انطلاقة كبرى لكل منهم، فضلًا عما قدمته لكبار الفنانين مثل كوكب الشرق العظيمة أم كلثوم والصوت المصرى الأصيل عبد الحليم حافظ.

ويضيف النمنم: «الأخبار» ليست تاريخًا فقط، لكنها حاضر أيضًا، تبنت وقدمت كثيرًا من الأسماء التى تقوم بدور ثقافى فاعل الآن، بفضل الزملاء الأعزاء الذين يتولون مسئوليتها الآن، وفى المقدمة منهم الزميل الأستاذ خالد ميرى رئيس التحرير، والزميل الأستاذ أحمد جلال رئيس مجلس الإدارة، طريق شاق وممتع بدأه الأخوان مصطفى وعلى أمين ويمتد إلى يومنا وإلى الغد أيضا. 

أخبار طازجة

أما الفيلسوف الكبير د. مصطفى النشار، أستاذ الفلسفة بآداب القاهرة، ورئيس الجمعية الفلسفية المصرية فيقول: لقد كانت صحيفة «الأخبار» قبلة شباب أيام السبعينيات والثمانينيات، حيث كانت طزاجة أخبارها وتحقيقاتها الجريئة فضلًا عن كتاب أعمدة الرأى فيها يمثلون الصحافة كما ينبغى أن تكون فى انفراداتها والصياغة الممتعة فى كتابة الخبر؛ ومن منا من أبناء هذا الجيل من لم يكن يتابع الأعمدة اليومية لعلى أمين، ومصطفى أمين، ومحمد زكى عبد القادر، وأنيس منصور، وأحمد رجب، وإبراهيم سعده، وغيرهم وغيرهم؛ ومن منا لم يكن يتابع أخبار الفن والأدب بصيغاتها الرشيقة عند أبو نظارة؛ ومن لم يكن يتابع العمود الثقافى اليومى لعبد الفتاح البارودي، ذلك الكاتب الذى وهب قلمه لإلقاء الضوء على إبداعات المؤلفين الجدد وتقديمهم للقارئ العربى دون أن ينتظر منهم كلمة شكر.

اقرأ أيضاً | ملف | «70 سنة أخبار» .. دكتور عمرو طلعت: «جريدة الأخبار» اهتمت بالتكنولوجيا الحديثة