سأل النبى محمد صلى الله عليه وسلم جبرائيل هل أنت تضحك قال له نعم قال النبى متى؟ قال عندما يخلق الإنسان وعند أول ما يولد إلى أن يموت وهو يبحث عن شىء لم يخلق فى الدنيا. تعجب النبى وقال ما هو الشىء الذى يبحث عنه الانسان ولم يخلق فى الدنيا.. قال جبرائيل الراحة إن الله لم يخلق الراحة فى الدنيا بل خلقها فى الآخرة.
لقد أرسل لى صديقى محمود هضيب مقالة للكاتب د.محمد راتب النابلسى أعجبتنى جدا تقول المقالة فى بدايتها من أنت كإنسان؟ طبيب مهندس عالم محام تاجر أستاذ صحفى..
وأنا ابن فلان الفلانى ومن عائلة كذا وأنا وأنا ويعدد مزاياه ويستطرد صاحب المقالة فيقول إن الحوت الأزرق وزنه مائة وخمسون طنا فما وزنك يا إنسان. إن أعلم علماء الأرض لا يستطيع أن يتنبأ بالزلازل قبل وقوعها أما الحمار فيتنبأ بالزلزال قبل وقوعه بخمس عشرة دقيقة.. الصقر يرى ثمانية أضعاف ما يراه الإنسان والصقر فى علياء السماء يرى السمكة تحت الماء هناك حيوانات لوقطعت يده نمت له يد جديدة وهناك أمثلة كثيرة تدل على أن ما من صفة مركبة فى إنسان إلا وفى الحيوان ما يزيد عنها فمن انت يا إنسان أنت تحت ألطاف الله وقبضة الله جسدك وسلامتك بيد الله عائلتك ورزقك بيد الله أنت لاشىء بلا رحمة الله فعلى ماذا تتكبر ولماذا تشكو من عدم وجود الراحة لقد شكت السيدة مريم من حملها ولم تعلم أن فى بطنها نبيا فلا يأس حتى لو طال البلاء موسى عليه السلام لما دفن أخاه هارون بكى وتذكر ظلمة القبر على أخيه فأوحى الله إلى موسى قائلا ياموسى لو أذنت لأهل القبور أن يخبروك بلطفى بهم لأخبروك ياموسى لم أنسهم على ظاهر الأرض أحياء مرزوقين أفا نساهم فى باطن الأرض مقبورين ياموسى إذا مات العبد لم أنظر إلى معاصيه ولكن أنظر إلى قلة حيلته..
ما أرحمك وما ألطفك يا الله يا الله يا الله.. ولمن يبحث عن الراحة اذكرك بأن الزيتون إذا ضغطت عليه أخرج الزيوت والفواكه أخرجت أحلى العصائر فإذا أحس الإنسان أن متاعب الدنيا تضغط عليه بهمومها فاعلم ان الله يريد أن يخرج منك أحلى فى قلبك.
