الأهلى وموسيمانى .. في انتظار القرار الحاسم

سلبيات الجنوب أفريقي تتصارع مع إنجازاته.. بيتسو يغرد بحروف الوداع

النادي ال
النادي ال

النقط حائرة فوق الحروف والأوضاع باتت مشتعلة وضبابية حول علاقة الأهلى ومدربه بيتسو موسيمانى ومدى إمكانية استمرار هذه المسيرة، وإن كانت سرديات الواقع لم تبح بشىء بعد ولكن فك شفرة ما يحدث قد يوضح إلى أى مدى وصلت هذه العلاقة.

الحكاية بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة ولكن لم ينتبه أو يركز معها احد من الطرفين ولكن بعد خسارة اللقب الأفريقى لصالح الوداد ومن قبلها تراجع مستوى الفريق الفنى فتح باب الأهلى لمناقشة مدربه على هذا الحال.

الأهلى برئاسة الكابتن محمود الخطيب ولجنة التخطيط وشركة الكرة اجتمعوا مع موسيمانى عبر تقنية زووم اثناء تواجده فى المغرب ولكن لم يخرج الاجتماع بشىء واضح وإن كانت تفاصيل الاجتماع كانت صريحة تماما من الأهلى الذى طلب من بيتسو مناقشة ما حدث مؤخرا إلى جانب بعض الطلبات إن لم تكن شروطا واضحة حتى يستمر موسيمانى فى منصبه فى ظل هذا التراجع والخسائر المتوالية وكانت تتلخص هذه الطلبات أولا فى إضافة مدرب مساعد مصرى جديد للجهاز الفنى و تغيير مدرب الأحمال وثانيًا تقليل الإجازات وفترات الراحة وثالثًا تقديم تقرير بما حدث فى الفترة الماضية وعن حالة اللاعبين .

هذه كانت طلبات الأهلى بشكل مبسط و صريح لموسيمانى ولكن الرد على ذلك لم يأت فى وقته من جانب المدرب الجنوب افريقى الذى اعتذر عن استكمال الحديث نظرا لحالته الصحية وطلب مهلة للتفكير لحين عودته لمصر والاجتماع مع الخطيب غدًا لانهاء كل التفاصيل المعلقة.

هذه هى الأمور الرسمية ولكن على المستوى العام فالعلاقة باتت متوترة للغاية وأصبح هناك شبه اتفاق ضمنى بأن النهاية قد حان وقتها وخاصة بعد تصريحات موسيمانى العديدة والمثيرة التى ادلاها اليومين الماضيين لصحف جنوب أفريقية والتى جعلت اصابع الانتقاد اللاذعة تطوله بشدة حيث رآها العديد تجاوزا فى حق الأهلى وأساطيره .

سلبيات وحساب
الحسم ربما يكون غدًا بشكل رسمى عقب اجتماع الطرفين وجهًا لوجه وحتى أقرب المقربين داخل القلعة الحمراء صعب أن يشير إلى أى نقطة سيصل إلى نهاية هذا الحوار ولكن كل السيناريوهات مطروحة سواء بالبقاء أو الرحيل أو حتى الاستمرار بشكل مؤقت.

ولكن لرؤية المشهد بشكل أكثر دقة يتضح انه على مستوى السلبيات فموسيمانى خسر نهائى دورى أبطال أفريقيا ومن قبلها خسر الدورى الموسم الماضى وتذبذب نتائج الموسم الحالى .

بإلاضافة إلى تصريحاته غير الموفقة بالمرة وهجومه العنيف على بعض الأمور الخاصة بالنادى .. إلى جانب رفضه زيادة اعضاء الجهاز الفنى وتغيير مدرب الأحمال.

وبالقطع من النقاط السلبية عدم تطوير اللاعبين خلال فترة ولايته وكثرة الاصابات العضلية بسبب نظام الأحمال و توزيع الإجازات الطويلة .

هذا بالإضافة إلى سوء إدارته لملف المحترفين والجدل الدائر حول السمسرة فى ذلك الأمر لصالح زوجته التى أحضرت بيرسى تاو وميكيسونى للفريق ولا سيما اعتمد موسيمانى على عاطفة الحب والكره فى اختيار اللاعبين المشاركين فى الفريق.

ربما تكون السلبيات كثيرة ومتشعبة وقد تكون سببًا فعليا فى رحيل موسيمانى ولكن على الناحية الأخرى من القصة هناك الجانب المشرق فى حدوتة موسيمانى مع الأهلى التى استمرت لعشرين شهرًا رغم سلبياتها ولكن كشف حساب الجنوب أفريقى سيؤكد انها فترة تاريخية بلا أدنى مجال للشك ففى خلال تلك الفترة حصل الأهلى على ثنائية متتالية لبطولة دورى أبطال أفريقيا وكان على وشك الحصول على الثالثة فى إنجاز تاريخى لم يحدث من قبل ولكنه خسر اللقب أمام الوداد فى مباراة عليها الكثير من الجدل كما حقق ما فشل فيه الجيل الذهبى بالحصول على ميداليتين برونزيتين مع الأهلى فى كأس العالم للأندية آخرهما كانت النسخة الماضية والتى كانت أشبه بالمعجزة فى ظل سفر الأهلى بدون لاعبيه الدوليين.

كما توج بلقبين لكأس السوبر الأفريقى وفاز بالدورى مرة وكأس مصر مرة.

وخلال هذه الفترة خسر الدورى الموسم الماضى لصالح الزمالك بفارق 4 نقاط، وخسر بطولة السوبر المحلى لصالح الطلائع بركلات الترجيح، وخسر بطولة دورى أبطال أفريقيا لصالح الوداد فى المباراة النهائية.

وإجمالا لعب الأهلى فى عهد الجنوب أفريقى بيتسو موسيمانى المدير الفنى للفريق 102 مباراة، حقق الفوز فى 65 وتعادل فى 26 لقاء، وخسر 11 مباراة.

رسالة وداع
والآن بعد وضع الكفتين امام بعضهما السلبيات وكشف الحساب يتضح ان قرار رحيل موسيمانى سيكون غير منطقى بالمرة نظرًا لهذا السجل الحافل من الإنجازات فى هذه الفترة القصيرة ، فى حين قرار البقاء مع هذه السلبيات لن يكون فى صالح الأهلى لأنها اظهرت قصورا كبيرا فى الفريق وإن كان ممكن تداركها.
فى النهاية القرار لن يخرج إلا من الغرف المغلقة وجلسة الحسم غدًا ستكشف عن المصير.

وان كان هناك بعض الشواهد قد تعطى نظرة عما هو قادم وتتلخص فى نقطتين الأولى توقيت عودة موسيمانى والاجتماع مع الأهلى غدًا قبل يوم واحد فقط من مباراة الفريق المهمة مع المصرى بالسلوم بكأس مصر فى توقيت من المفترض ان يكون مع الفريق فى معسكر مغلق استعدادا للمباراة.

وثانيا التغريدة التى نشرها مساء أمس الأول على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى تويتر التى نشر فيها صورة مجمعة للحظات تتويجه بالبطولات مع الأهلى خلال ولايته وعلق عليها قائلًا :« على مدى العشرين شهرًا الماضية، هذه هى رحلتنا التى بارك لنا الله بها ..أشعر بالامتنان والتواضع.. من أجل الأفضل».

ربما هذان الشاهدان يشيران إلى أن موسيمانى قد اتخذ القرار بالرحيل وان تغريدته ما هى إلا رسالة وداع لجماهير الأهلى.

كواليس الاجتماع
وفى نفس السياق أكد أحد المصادر المقربة من الأهلى أن الشرط الجزائى لفسخ التعاقد بين الطرفين يقدر براتب ثلاثة أشهر من قيمة عقد موسيمانى.. وأشار المصدر إلى أن الأمور داخل النادى لا تتأثر بما يحدث فى وسائل الاعلام أو على السوشيال ميديا وان الأهلى لم يخرج بأى شىء رسمى سواء بالسلب أو الايجاب يخص موسيمانى.

وشدد على ان اجتماع الغد الكل أخذه على محمل تحديد مصير المدرب مع الفريق وان كان الأقرب للواقع هو مناقشة بعض التغييرات فى الفريق وتحسين الأوضاع.

وأشار إلى أن الأهلى يتخذ قراراته بهدوء ولا يتأثر بالعوامل الخارجية التى تضغط لتوجيه الشكر لموسيمانى وتسعى لرحيله.

دفاع زوجة موسيمانى
واصلت مويرا تلاجالي، زوجة ووكيل أعمال موسيمانى الظهور فى معركة الأحداث الحالية وأجرت حوارًا مع قناة «Newzroom Afrika» الجنوب إفريقية، للحديث عن مستجدات الأمر بين بيتسو والأهلى.

وقالت: «هذه ليست المرة الأولى التى يُعقد فيها اجتماعات لبيتسو مع مجلس الإدارة، ولكنها المرة الأولى التى نرى فيها الاجتماع يتم الإعلان عنه فى وسائل التواصل الاجتماعى أمام الجماهير».

وشددت:« أرقام موسيمانى تتحدث عن نفسها، إنه على مدار العشرين شهرًا الماضية لعب العديد من المباريات ولم يهزم فى حوالى 88% منها، وأعتقد أنه انتصر فى 94، ولم يخسر إلا 9 مباريات، لقد قدم أداءً جيدًا، لذا فنحن لسنا قلقين حقًا بشأن الاجتماع القادم».

وتابعت: «من الطبيعى ألا يحب الجميع ما تفعله، ولكن بالنسبة لنا القلق الوحيد هو القول إن المدرب ليس مفيدًا وليس جيدًا فيما يقوم به، رغم أن أرقامه تتحدث عن نفسها، لقد فضل المدرب أن يكون الاجتماع وجهًا لوجه،وستحسم الأمور فى اجتماع الغد».