تعافي ملحوظ في العديد من الوجهات السياحية خلال الربع الأول من العام الجاري

د.سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية
د.سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية

أكد د.سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية أن مع رفع القيود المتعلقة بالسفر في العديد من الوجهات وعودة الثقة للمستهلك السياحي بالأسواق، تستمر حركة السياحة العالمية في الانتعاش بوتيرة قوية.

وأوضح البطوطي أن الأرقام المتاحة توضح أنه خلال الربع الأول من العام الحالي 2022 استقبلت الوجهات السياحية حول العالم 117 مليون سائح، أي بنسبة زيادة قدرها 182% عن الفترة المماثلة من العام الماضي 2021 والتي كان عدد السائحين خلالها 41 مليون سائح فقط.

وقال د .سعيد البطوطي ان الانتعاش كان واضحا جدا في شهر مارس حيث بلغ عدد السائحين خلال هذا الشهر وحده 47 مليون سائح، مما يدل على أن التعافي آخذ في الازدياد.

على مستوى المناطق؛ منطقتي أوروبا والأمريكتان تقودان الانتعاش؛

منطقة أوروبا: خلال الربع الأول من العام الحالي 2022 (يناير - مارس) استقبلت أوروبا ما يقرب من أربعة أضعاف عدد الوافدين الدوليين الذين زاروها العام الماضي 2021 بنسبة زيادة بلغت +280% (لكن أقل من مستويات عام 2019 بنسبة -43%)، وكانت النتائج مدفوعة بالطلب القوي داخل المنطقة.

منطقة الأمريكتان: خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الحالي تضاعف عدد السائحين الوافدين إلى الأمريكتين وحققت المنطقة نسبة زيادة بلغت +117% عن نفس الفترة من العام الماضي 2021، لكن أقل من مستويات عام 2019 بنسبة -46%.

منطقة الشرق الأوسط: خلال الربع الأول من العام الحالي شهدت نموا قدره +132%، لكن أقل من مستويات عام 2019 بنسبة -59%.

منطقة أفريقيا: خلال الربع الأول من العام الحالي شهدت نموا قدره +96%، لكن أقل من مستويات عام 2019 بنسبة -61%.

منطقة آسيا والمحيط الهادئ: خلال الربع الأول من العام الحالي سجلت زيادة بنسبة +64% عن نفس الفترة من عام 2021، ولكن كانت المستويات أقل بنسبة -93% من أرقام عام 2019 حيث ظلت العديد من الوجهات مغلقة أمام السفر غير الضروري.

على مستوى المناطق الفرعية دون الإقليمية؛ تواصل منطقة البحر الكاريبي وجنوب البحر الأبيض المتوسط في أوروبا إظهار أسرع معدلات الانتعاش، حيث بلغت نسبة تعافي حركة السياحة الوافدة في كليهما إلى ما يقرب من 75% من مستويات عام 2019، مع وصول بعض الوجهات في المنطقتين إلى مستويات ما قبل الجائحة أو تجاوزتها.

بشكل عام وعلى الرغم من أن حركة السياحة الدولية لا تزال أقل بنسبة -61% من مستويات عام 2019، إلا أن المؤشرات توضح أن الانتعاش التدريجي سوف يستمر طوال العام الحالي 2022 حيث تخفف المزيد من الوجهات من قيود السفر أو ترفعها تماما، ويتم إطلاق العنان للطلب المكبوت.

الموقف اليوم أن 45 وجهة سياحية حول العالم لم يعد بها قيود متعلقة بـ COVID-19 (منها 31 وجهة في أوروبا)، حتى منطقة آسيا المتشددة، بدأت بعض الوجهات بها في تخفيف تلك القيود.

وبالنسبة لآخر تحديث بخصوص العائدات السياحية، في عام 2021 بلغت العائدات السياحية 713 مليار دولار أمريكي (مقابل 602 مليار عام 2020 و 1466 مليار عام 2019)، أي زيادة قدرها 4% بالقيمة الحقيقية عن عام 2020 ولكن لا تزال أقل بنسبة 61% من مستويات عام 2019.

على مستوى المناطق، سجلت أوروبا والشرق الأوسط أفضل النتائج، حيث قفزت العائدات إلى حوالي 50% من مستويات ما قبل الجائحة في كلا المنطقتين.

من الملاحظ والإيجابي أيضا أن إنفاق السائحين (المبلغ الذي يتم إنفاقه لكل رحلة) آخذ في الارتفاع، حيث زاد متوسط إنفاق السائح على الرحلة من 1000 دولار أمريكي في عام 2019 إلى 1400 دولار أمريكي في عام 2021.

أما بالنسبة لمؤشرات الانتعاش

يظهر أحدث مؤشر ثقة لمنظمة السياحة العالمية UNWTO Confidence Index ارتفاعا ملحوظا للمرة الأولى منذ بداية الوباء وعاد المؤشر إلى مستويات عام 2019، مما يعكس زيادة التفاؤل بين فريق خبراء المنظمة، وكما كنا نتوقع بدأ بالفعل انطلاق الطلب المكبوت Pent-up demand القوي، ولا سيما السفر داخل أوروبا والسفر الأمريكي إلى أوروبا.

وفقا لآخر استطلاع أجرته لجنة الخبراء التابعة لمنظمة السياحة العالمية، ترى الغالبية العظمى منهم (نسبة 83%) آفاقا أفضل لعام 2022 مقارنة بعام 2021، طالما تم احتواء الفيروس واستمرار الوجهات في تخفيف قيود السفر أو رفعها. ومع ذلك فإن الإغلاق المستمر لبعض الأسواق الخارجية الرئيسية، خاصة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فضلا عن عدم اليقين الناجم عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا، يمكن أن يؤخر الانتعاش الفعال لحركة السياحة الدولية.

نسبة 48% من خبراء المنظمة يرون الآن عودة محتملة لحركة السياحية الدولية إلى مستويات 2019 في عام 2023 (النسبة كانت 32% في استطلاع يناير الماضي)، في حين أن نسبة 44% من الخبراء يرون أن حركة السياحة الدولية سوف تعود لمستويات عام 2019 في عام 2024 أو بعد ذلك (النسبة كانت 64% في استطلاع يناير الماضي).

هناك مؤشر آخر إيجابي جدا وهو أنه بحلول أبريل الماضي نمت السعة الجوية الدولية عبر الأمريكتين وأفريقيا وأوروبا وشمال المحيط الأطلسي والشرق الأوسط بنسبة وصلت إلى 80% من مستويات ما قبل الجائحة وأن الطلب في ارتفاعه مستمر.

ومن أجل ذلك كله، قامت منظمة السياحة العالمية بمراجعة توقعاتها لعام 2022 بسبب نتائج أقوى من المتوقع في الربع الأول من العام الحالي 2022 وزيادة كبيرة في حجوزات الرحلات الجوية والتوقعات من مؤشر الثقة لمنظمة السياحة العالمية.

من المتوقع الآن أن يصل عدد السائحين الدوليين على مستوى العالم خلال العام الحالي 2022 إلى 55% إلى 70% من مستويات 2019، اعتمادا على عدة ظروف بما في ذلك معدل استمرار الوجهات في رفع قيود السفر، واحتمال تفشي تحورات جديدة من فيروس كورونا، وتطور الحرب في أوكرانيا، وأيضا اعتمادا على الظروف الاقتصادية تسببها الحرب وخاصة التضخم وأسعار الطاقة وتعطيل سلاسل التوريد العالمية ما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف النقل والإقامة لقطاع السياحة.

اقرأ أيضا : السياحة:تخفيض الدرجة السياحية لعدد 97 فندقًا وإعادة تقييم 135 منشأة لعدم التزامها بالإجراءات