داخل «مراكب البرلس».. الحياة بالألوان.. تفاصيل

د. أسماء الدسوقى مع مجسم «طرح البحر»
د. أسماء الدسوقى مع مجسم «طرح البحر»

هاجر علاء عبدالوهاب

ضمن فعاليات الدورة الثامنة لملتقى البرلس الدولى، الذى يقام سنوياً على بحيرة البرلس بمحافظة كفر الشيخ، تستضيف قاعة آزاد للفن التشكيلي بالزمالك حاليًا المعرض الختامى لهذه الدورة تحت عنوان مراكب البرلس، الذى يعرض نتاج ما قام به الفنانون من الرسم على مجسمات صغيرة لمراكب صيد.

 

هذا الملتقى الذى يعد بمثابة مهرجان فنى، أسسه الفنان الكبير الدكتور عبدالوهاب عبدالمحسن، وأصبح أهل البرلس ينتظرون قدومه فى كل عام، ويعتبره الأطفال عيدًا سنويًا، حيث اعتادوا لقاء الفنانين ومساعدتهم فى تجهيز الألوان، ومراقبة تحوُّل الأسطح الفارغة إلى لوحات مبهجة تشع بالجمال والحياة.. وقد ترك عشرات الفنانين من مختلف دول العالم ألوانهم والكثير من ملامحهم على جدران مدينة البرلس.

وتتصل بحيرة المدينة الساحلية بالبحر المتوسط عبر بوغاز البرلس، الذى يبلغ اتساعه نحو 44 متراً، ويشتهر أهل المدينة بالعمل فى حرفة صيد الأسماك، ما يجعل المراكب الخشبية البسيطة إحدى العلامات المميزة لهذه المدينة الصغيرة.

 

ويضم المعرض الختامى 44 فنانًا تشكيليًا من جميع أنحاء العالم، يقدمون رؤاهم الفنية لطرح البحر، بخامات ومدارس مختلفة لرسم لوحاتهم المميزة على المراكب والجدران، فتظهر المدينة بشكل ساحر، وألوان جذابة، يضيف البهجة إلى المدينة التى تتمتع بمناظرها الطبيعية الخلابة، والحياة البحرية التى تميز أهل البحيرة، التى أصبحت مصدر إلهام للفنانين بكل تفاصيلها، فنجد أنفسنا نقف أمام ميناء المراكب الصيد بألوانها المختلفة، تحيط بها المياه الزرقاء والسماء الصافية مع انعكاس أشعة الشمس على صفحة المياه الهادئة، كل هذه التفاصيل جعلت من المدينة تربة خصبة للإبداع والتميز فى الأعمال الفنية المشاركة فى المعرض، كجزء من فعاليات الملتقى الدولي.

 

ومن ضمن المشاركين فى المعرض الذين يقدمون رؤاهم لطرح البحر بخامات ومدارس فنية مختلفة، الفنان على المريخى الذى يقدِّم عملًا بعنوان ابوابة الجنوبب، والفنان إبراهيم البريدى بعمل فلكلورى بألوان مبهجة، والفنانة أميمة السيسى بعمل ينبض بالحياة والجمال.

 

وتقدم الفنانة الدكتورة أسماء الدسوقى عملا بعنوان اطرح البحرب يمتاز بأسلوب جذاب، إذ استخدمت خامة الدانتيل مع الأحبار الملونة فى تنفيذ رسمتها على مجسم المركب، فتبلور عملها فى مجموعة من الزهور متناغمة الحركة على الأوجه المختلفة للمركب، وجاء ذلك فى شكل انسيابى رقيق ساعد فى إظهاره استخدامها الدانتيل الأبيض، ما أضفى على العمل نعومة ورونقًا فريدًا فى تجربة فنية تربط الفكرة بالمضمون، فالحراك والسعى والمثابرة هو ما يأتى بالطرح، والبحر أيضًا يحتوى على كنوز لا تأتى إلا بالسعى والمثابرة، فكلٌ من الزهور وطرح البحر يحتاجان إلى الصبر والوقت والعمل والسعى، لنحصل على خيراتهما وكنوزهما.