في تطور لحماية حياته.. أذرع الاخطبوط ترى الضوء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عالم مليء بالاسرار والغموض ومع مرور الوقت تكتشف حجم ما يملكه هذا العالم من اسرار وتطورات مفاجأة ليكون شعار التكيف مع البيئة هو أساس هذا العالم المفترس.. عالم البحار الذي مازال حتى الآن لم يكشف عن كافة تفاصيله.

وفي خطوة جديدة للتكيف مع البيئة توصل الباحثون إلى أن أذرع الاخطبوط الـ 8 وصلت لدرجة من التكيف حتى انها تمكنت من رؤية الضوء حتى وإن كان عيون الاخطبوط  مظلمة وذلك بهدف حماية الاذرع من مفترسيها فبمجرد شعوره بالضوء يسحب ذراعه على الفور بالقرب من جسمه.

 

اقرأ ايضا:مئات من «حوريات البحر» في بليموث ليدو لمحاولة تحطيم الرقم القياسي العالمي


وعلى الرغم من أن العلماء على علم بأن أذرع الأخطبوط تتفاعل مع الضوء كون جلدهم مغطى بصباغ يسمى " كروماتوفورز" المسؤولة عن ما يمتلكه الاخطبوط من قوى تمويه خارقة عن طريق تغير لونها كرد فعل انعكاسي عند تعرضها للضوء إلا أن رؤية الاذرع للضوء كانت المفاجأة الصادمة لهم بحسب موقع " live science".

 


ففي إحدى الدراسات التي كان هدفها دراسة صباغ الاخطبوط المسؤول عن التمويه عند تعرضه للضوء اكتشف العلماء أن الاخطبوط كان يبعد ذراعه فكل مرة تعرض خلالها للضوء ليحول الباحثون دراستهم لاكتشاف هذا السلوك الغريزي المعقد وفي تجربة تم خلالها وضع الاخطبوط في خزان مظلم مغطى بقطعة قماش سوداء مع تسليط الضوء في أوقات عشوائية على اذرعه عند بحثه عن الطعام.

 


توصل الباحثون إلى أن حوالي 84٪ من الوقت عندما يتم تسليط الضوء على أذرع الاخطبوط كان يسحب ذراعه سريعا بعيدا عن الضوء مما يشير إلى أنه قادر على الإحساس بالضوء والتفاعل معه بأذرعه حتى عندما لا يستطيعون رؤية الضوء بأعينهم.

 


ليكون هذا السلوك الذي يتحكم فيه طريق الإدراك عالي المستوى في الدماغ هو خطوة متطورة من الاخطبوط في طريقة حماية أذرعه من الحيوانات المفترسة فنظرا لأن الأخطبوط لديه إحساس ضعيف بمكان وجود جسمه في الفضاء بشكل عام وخاصة انثى الاخطبوط فقد ساعده هذا السلوك الغريزي المعقد في حماية اذرعه من كماشة الحيوانات المفترسة القريبة التي قد لا تشعر بها لولا ذلك.

 


فالحيوانات المفترسة التي تصطاد عن طريق البصر قد تخطئ في فهم ذراع الأخطبوط في غير محله كونه يشبه الدودة أو سمكة صغيرة فهذه القدرة المتطورة على الشعور بالضوء بطرف ذراعه قد تساعده على إبقاء اذرعه بعيدا عن الأذى.