فرض الغرب عقوبات عدائية مفرطة ضد روسيا هذا العام على أثر عمليتها العسكرية الخاصة لحماية دونباس، وهدفت هذه الإجراءات في المقام الأول إلى شل موسكو وحرمانها من مواردها المالية بالدرجة الأولى.
ومع ذلك، لا يزال بإمكان موسكو أن تجني 800 مليون دولار يوميا من عائدات النفط والغاز فقط هذا العام بفضل ارتفاع أسعار الطاقة الناجم بالأساس عن العقوبات الغربية، وفقا لـ"بلومبيرج إيكونوميكس".
ارتفعت أسعار النفط بنحو 50% هذا العام وبلغت أعلى مستوياتها في 13 عاما، ونتيجة ذلك، تتوقع "بلومبيرج" أن تحقق مبيعات النفط والغاز الروسية بفضل هذه المستويات إجمالي 285 مليار دولار هذا العام.
هذا يزيد بنسبة 20% عن 235.6 مليار دولار التي حققتها روسيا من مبيعات النفط والغاز في عام 2021. يسهم اعتماد الاتحاد الأوروبي على الطاقة الروسية في تحقيق موسكو أرباحا ضخمة.
وافق الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين على خفض 90% من واردات النفط الروسية إلى الكتلة بحلول نهاية عام 2022 - لكن بعض الدول في المجموعة، بما في ذلك ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، لا تزال تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي.
الأكثر من ذلك، هو موافقة عدد من الدول على قواعد موسكو الجديدة للدفع بالروبل مقابل موارد الطاقة، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الطلب على العملة الروسية، والتي أصبحت الآن العملة الأفضل أداء في العالم مقابل الدولار الأمريكي هذا العام.
في غضون ذلك، تشتري دول مثل الصين والهند النفط الروسي بسعر مخفض، مما يزيد من تقويض العقوبات الغربية الأحادية.
الأكثر إثارة في توقعات "بلومبيرج"، أن هذه فقط هي عائدات النفط والغاز، علما بأن روسيا تعد أيضا منتجا رئيسيا لسلع أخرى مثل القمح والمعادن مثل البلاديوم والبلاتين.
ومن المرجح أن تتجاوز أرباح البلاد من تجارة المواد الخام 300 مليار دولار هذا العام، وفقا لـ"بلومبيرج"، وهذا يمكن أن يعوض المبلغ نفسه الذي جمده الغرب من الاحتياطيات الأجنبية لروسيا.
