وصلة كلام

إهدار كنز سياحى

نبيل التفاهني
نبيل التفاهني

أعرف أن الموضوع الذي أتناوله فى هذا المقال يمثل حساسية خاصة فى بورسعيد لأنه يمس قطاعا كبيرا فى المحافظة وهو قطاع العاملين فى مجال الصيد وعلى جانب آخر هو مطلب لكل ابناء المحافظة بلا استثناء لأنه يمثل نقلة نوعية فى التنمية السياحية لمصر كلها وليس بورسعيد فقط  والقضية تتعلق بإقامة مارينا لليخوت وستكون المارينا الأولى فى تاريخ مصر وموقعها المقترح يشغله حاليا ميناء الصيد وهو أجمل موقع فى حوض البحر المتوسط بأكمله عند ملتقى قناة السويس والبحر وبداية لابد أن نتفق إنه لا يمكن أن تقام المارينا على حساب ميناء الصيد وأول خطوة فى هذا المشروع وقبل التفكير فى إقامة المارينا  هو إقامة ميناء جديد لسفن الصيد على شاطئ غرب بورسعيد وبالطبع سيكون ميناء حديثا يستوعب أعداد المراكب التى ضاق عليها الميناء الحالى  وكذلك يكون الميناء مزودا بكل الخدمات الحديثة  مصنعا للثلج وكافيهات ومطعما للصيادين ووحدة اتصالات لاسلكية تتابع حركة السفن فى عرض البحر وتتلقى إشارات الاستغاثة عند الأزمات لا قدر الله وبذلك لا نقطع عيش الصيادين وأصحاب المراكب ونعود لهذا الكنز المتاح لدينا ولا نستغله حيث سبقتنا دول حوض البحر المتوسط بأكمله فى إقامة مارينات اليخوت التى تدر ذهبا ومعروف أن سياحة اليخوت تدر عوائد خمسة أضعاف السياحة العادية ورأيت فى تونس فى منطقة بجوار سوسة لا تمتلك واحدا على عشرة من جمال الموقع المقترح ببورسعيد وأقاموا فيها مارينا  اسمها مرسى الانطاوى وتضم بجوار المارينا مطاعم وكافيهات وموتيلات وتعمل المنطقة ٣٦٥ يوما فى السنة ليلا ونهارا بلا توقف وحدث وأنا اعرف أن المشروع فى الحسبان لدى اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد ولكن وقت التنفيذ له حسابات خاصة وأعرف أن المبدأ عند المحافظ انه لاضرر ولا ضرار وأن توفير الميناء البديل لسفن الصيد فى المشروع له الأولوية عند التنفيذ وطبعا هذا أمر طيب ونأمل أن يكون قريبا كما أن تطوير ساحة الميناء السياحى التى جعلت واجهة بورسعيد أمام العالم أكثر من رائعة لا يتوافق  أن يكون بجوارها مشهد ميناء الصيد الذى يعد استمراره فى موقعه إهدارا لكنز سياحى.