نجومية «شباك التذاكر» الزائفة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب: محمد إسماعيل

3 أفلام سينمائية شهدت تنافسا قويا خلال موسم عيد الفطر، “العنكبوت” لأحمد السقا ومني زكي، “واحد تاني” لأحمد حلمي، و”زومبي” لعلي ربيع، وشهد فيلمي حلمي والسقا إيرادات كبيرة، لكن السقا بالتحديد تعرض لانتقادات عديدة تتعلق بأداءه وتنفيذه لمشاهد الأكشن دون دوبلير، السؤال الذي يطرح نفسه، هل الإيرادات وحدها معيارا لنجاح النجم والعمل الفني؟.

 

يقول الناقد رامي المتولي، إن أعمال أحمد السقا على الرغم من تنوعها إلا أن الغلبة للأكشن، ويحقق النجاح في آخر فيلمين “من 30 سنة” و”هروب إضطراري” برغم أن الثاني حقق إيرادات كبيرة لكنه سقط نقديا، ومع ذلك السقا لديه إصرار على استكمال ما اعتاد عليه والذي جاء هذه المرة مع المؤلف محمد ناير والمخرج أحمد جلال الذي يتعاون معهما للمرة الأولى سينمائيا، ولكن للأسف فان تخمة النجوم في بعض الاحيان تأتي بنتيجة عكسية، فمن الطبيعي ان يتم مشاركة نجم في عمل ما كنوع من الثقل للعمل فنيا وشعبيا وإنتاجيا ولكن في حالة السقا فإن اصراره على الاستعانة بالنجوم بلا داع، كنوع من المساندة للسقا، لان السقا منذ ١٠ سنوات ليس هو السقا الان وهو ما ظهر بوضوح في دور مني زكي والذي من وجهة نظري ليس في مصلحة العمل، ولكن لان منى ثنائي هام للسقا، لا يستطيع الاستغناء عنه، ولذلك بحث لها عن دور في الفيلم ومعظم المشاهد بينهما ذكرتنا بفيلم day and knight لتوم كروز وكاميرون دياز”.

 

إقرأ أيضاً | عنكبوت يعني شبكة.. السقا يروج لفيلمه الجديد عبر تويتر

 

ويضيف رامي المتولي أن الأكشن أيضا أصبح لا يتناسب مع السقا وهو مقبل على عامه الخمسين، و”من وجهة نظري لابد وأن يراعي السقا عمره وألا ينساق خلف ادعاءات نجم الأكشن والحركة مثلما يحب ان يطلق عليه في بداية مشواره، فظهر السقا ثقيل في الحركة ودور البطل الاسطوري الذي يضرب الاعداء بقبضة يده ويهزم الاشرار بمفرده مثلما تحدث في السينما الاجنبية لا تتناسب مع السقا نهائيا، ولكن الحق يقال فان مشاهد الاكشن والحركة نفذت بعناية وحرفيه شديدة كان يمكن ان تكلل بالنجاح في ظروف اخرى”.

 

وينفي رامي المتولي نغمة ان الايرادات هي انعكاس لنجاح الفيلم وجودته وهو اعتقاد خاطئ تماما، ففيلم السقا والذي تأخر طرحه في دور العرض لعامين ساعدته الظروف بدرجة كبيرة لأنه طرح بالتزامن مع احتفالات عيد الفطر بالاضافة ان الفيلمين الآخرين زومبي لعلي ربيع وواحد تاني لاحمد حلمي لم يكونا على المستوى أيضا ولا يستحقا الايرادات التي تحققت، واذا عرضوا في وقت آخر أو أمام فيلم من العيار الثقيل، كالفيل الأزرق كان الأخير سيكتسحهم تماما والدليل علي صحة كلامي أن هذا الموسم ضعيف علي مستوى الإيرادات أيضا، فإجمالي الايرادات لم تتخط باي شكل من الاشكال ١٠٠ مليون جنيه، واتذكر في موسم ما تخطت الايرادات الـ٣٠٠ مليون والأفلام الفيل الأزرق ٢ لكريم عبد العزيز، وولاد رزق ٢ لأحمد عز وأفلام أخرى أيضا، وبالمقارنة بالموسم الحالي يعتبر صفر، ولذلك فإن الايرادات ليست معيارا، لان الجمهور متعطش أما للذهاب الى السينما بعد فتره غياب بسبب فيروس كورونا المستجد والاجراءات الاحترازية بالاضافة الي تعطشه لنجمه المفضل”.

 

أما الناقد رامي عبد الرازق فيري أن فيلم العنكبوت متوسط فنيا الى حد ما وعلى الرغم من قناعاتي بأن أحمد السقا كممثل موهوب وليس فقط كنجم أكشن فقط لكن عليه أن يعي أن مهما بلغت قدرته، لا يستطيع منافسة الزمن والتقدم العمري صحيح أن هذا لم يظهر في هذا الفيلم لأن تنفيذه كان منذ ثلاثة أعوام إلا إن كانت هناك ملاحظات وبوادر واذا حاول السقا الآن أن يقدم اكشن مرة اخرى فسيفسد تاريخه الفني وهنا يجب أن يتدخل ذكاء النجم في اختيار الأدوار القادمة التي تكون مناسبة للمرحلة العمرية والشكلية والجسدية التي وصل لها فنجوم الأكشن في هوليوود منهم من عاند الزمن واستمر في تقديم هذه الأفلام مما جعله يفقد نجوميته والأهم الصورة الذهنية السابقة لدى الجماهير، وهناك من استطاع تقديم أفلام الأكشن أيضا لكن مع مراعاة فارق الزمن، مضيفا ان الفيلم لاقى اما انتقادات من قبل الجمهور او التجاهل والاثنين اصعب من بعضهما.

 

يؤكد رامي عبد الرازق، ان الايرادات في بعض الاحيان تكون انعكاس ومرآة حقيقية لنجاح العمل مثلما حدث مع فيلم الفيل الأزرق بجزأيه، والذي حقق إيرادات هي الأعلى في تاريخ السينما المصرية وكان يحظي بمنافسة أيضا لكن في حالة فيلم العنكبوت فانه كان يصلح للعرض منذ ١٠ أعوام تقريبا وفي وقتنا هذا فإن ظروف العرض خدمته، وساعدت على تحقيقه لتلك الإيرادات واذا عرض في وقت آخر لن يحقق تلك الايرادات.

 

في حين يقول الناقد محمود قاسم إنه بالتأكيد الايرادات تعبر عن النجومية الزائفة وهو ما ظهر بوضوح في فيلمي واحد تاني والعنكبوت والذي اتتظرهما الجمهور كثيرا الا انهما مخيبا للآمال لأن مستواهما متوسط فنيا، وهناك الكثير من الانتقادات وموسم عيد الفطر السينمائي كان رؤوفا بالمنتجين بسبب الخسائر التي كادت ان يتعرضوا لها، وهو ما يمثل جرس انذار للسقا ان يختار ادواره بعناية الفترة المقبلة لان هناك أفلام أخرى كالعنكبوت ومن ٣٠ سنة والديلر وغيرهم لم يحققوا النجاح المنتظر من نجم بحجم السقا.

 

ويضيف محمود قاسم أن أفلاما كالفيل الأزرق والممر وغيرها استطاعت أن تحقق التوازن بين عمل جيد بداية من اختيار النجم والسيناريو وأخيرا الاخراج والانتاج، وهو ما أدى إلى ان يخرج العمل للنور بهذا الشكل المشرف كما انهم حققوا ايرادات ضخمة في نفس الوقت، ولذلك فان السقا وحلمي عليهما التدقيق في اختياراتهم والبحث عما يحتاجه الجمهور في تلك المرحلة الزمنية، وان يخلع السقا بالتحديد عباءة النجم الأسطوري الذي يقهر الأعداء بضربة سيف”.