حكاية طفلة تزوجت من شاب وعقدت قرانها على والده

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لم تكمل عامها السادس عشر، حينما قرر والدها أن يزوجها، وفي حفل زفافها كانت لا تدرك إذا تم ولم تستوعب مايحدث حولها، فقط تفرح وتضحك مع زميلاتها، بتلقائية شديدة، فهن مازلن فى عمر الطفولة، فقط تنظر بدهشة وسط انبهار لتلك العروس التي لطخوا وجهها بالمكياج، وزفة تتم في مدخل منزل أسرتها بكوم حماد، العروس «ن» هي في نظر القانون طفلة دفعها والدها لمصير مجهول فى طريق كانت تعتقد أنه طريق السعادة، عاشت «ن» الحياة الزوجية، فى البداية؛ قضت شهر العسل.

 

 مرت السنة الأولى على أفضل ما يكون، كان زوجها يعاملها معاملة حسنة، حتى أنجبت طفلا صغيرًا، وبعدها بدأت الخلافات الزوجية تفرض نفسها، حتى جاءت رياح الخلافات الزوجية لتعصف بمستقبل العروس وكل ماهو جميل كما اعتقدت، وقبل أن تبلغ السن القانونية للزواج وعرفت حينها أنها تزوجت عرفيًا من ابن الجيران وأن والد العريس وقع على ايصالات إمانة في عهدة مأذون القرية ليضمن حق الفتاة، مقابل عدم توثيق عقد الزواج لأنها قاصر، وعندما ازدادت الخلافات عادت هي وأسرتها للمأذون للبحث عن مخرج لتلك الزيجة، خاصة بعد ظهور مشكلتين الأولى هي عدم تسجيل رضيعها في دفتر المواليد، والثانية الطلاق من زوجها.

 

إقرأ أيضاً | ضبط شاب هتك عرض فتاة قاصر بالمعصرة 

 

تفتق ذهن مأذون القرية عن جريمة أخرى ارتكبها؛ حاول حل تلك المشكلة، اقترح عقد زواج رسمي يتم بين البنت وحماها، وأخرج شهادة ميلاد لابنها وبعدها يتم تطليقها، استحوذت الفكرة على قبول كبير من أسرة الفتاة وأسرع المأذون في تنفيذها وبعد سنة وعدة أشهر انتهت حكاية «ن»، العروس القاصر بالزواج والإنجاب ثم الزواج رسميًا من حماها بتاريخ 7 ديسمبر 2018 بسجل الأحوال المدنية مع إيقاف التنفيذ ثم الطلاق منه رسميًا واستخراج وثيقة طلاق من الجهات المختصة.

 

وسط كل هذا تزايدت الخلافات في القرية عقب انتهاء الزواج، وجدت الفتاة أن المتهم الرئيسي في تلك الزيجة هو المأذون الذي عقد زواجها عرفيا لتدخل في تلك الدوامة؛ فحررت محضررًا ضده في قسم الشرطة وأُحيل إلى القضاء حتى فصلت محكمة جنح كوم حمادة في القضية، وقضت بحبس المأذون الشرعي لمدة سنة وإحالة الدعوى المدنية إلى المحكمة المختصة بتهمة تزويج فتاة قاصر دون بلوغ السن القانونية.