الحكومة البريطانية أوقفت ترقيته وأقالته

محاكمة دبلوماسي بريطاني بتهمة «نسيان» وثائق سرية في محطة أتوبيس

الدبلوماسي أنجوس لابسلي
الدبلوماسي أنجوس لابسلي

واقعة غريبة تحمل علامات استفهام عديدة، المتهم دبلوماسي بريطاني في وزارة الخارجية وموظف حكومي رفيع المستوى يدعى  أنجوس لابسلي -52 سنة- ويوصف بخريج جامعة اكسفورد ذو التعليم الراقى كان على وشك الترقية ليصبح سفيرا للمملكة المتحدة البريطانية لحلف الناتو، أما التهمة التي تسببت فى وقف ترقيته ومحاكمته بتهمة «النسيان» الذي قاده نحو ضياع مستقبله المهنى حيث من المنتظر أن يمثل لابسلي امام المحاكم الانجليزية بسبب نسيانه وثائق سرية شديدة الاهمية فى محطة الاتوبيس.

 

كشفت الصحف الانجليزية تفاصيل الواقعة؛ لتشير إلى  فقدان أنجوس لابسلي أكثر من 50 وثيقة سرية  تابعة لوزارة الدفاع الانجليزية وتحمل علامة سري للغاية تحمل عنوان «العيون السرية للمملكة المتحدة فقط «، وتكشف تفاصيل مواقع القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية في أفغانستان بالإضافة إلى تحديد المواقع الدقيقة لأهم الجنود البريطانيين والأمريكيين من حاملي أعلى الرتب العسكرية في كابول، ولسوء حظ الموظف قام احد المارة بالعثور على الاوراق ثم قام بتسليمها لمكتب «بي بي سي».

 

إقرأ أيضاً | بي بي سي: أغاني عمرو دياب تتصدر اهتمامات الشباب الأوروبي

 

تسببت واقعة النسيان في حالة من الدهشة والاستغراب بعد تسريب تلك الوثائق السرية ووصولها إلى ايدى شخص سلمها سريعًا لمكتب هيئة الاذاعة البريطانية مما اعتبرته السلطات تهديدا مباشرا لأمن وحياة الجنود فى افغانستان وهو الأمر الذي أثار غضب الأمريكيين وأثار خلافًا كبيرًا على حد وصف جريدة ديلي ميل البريطانية، حيث اشاروا إلى توقع المزيد من المخاطر لحياة الجنود والنساء الأمريكيين والبريطانيين حيث رصدت الوثائق أعدادهم والمواقع الدقيقة لهم في المناطق المنتشرة حول كابول التي تخضع لسيطرة طالبان منذ أغسطس الماضي بعد الانسحاب الأمريكي البريطاني.

 

أكد المسئولون انه لا يُسمح بأخذ هذه المعلومات الاستخباراتية شديدة الحساسية من المباني الحكومية ما لم يتم تسجيل الخروج بشكل صحيح وحفظها بشكل آمن، الا ان لابسلي اخدها من الدرج الموجود بمكتبه إلى منزله وسقطت منه ليعثر احد المارة على الوثائق السرية مبتلة ومتراكمة في محطة الحافلات، وقام بتجفيفها وتسليمها، حاول لابسلي الادعاء بأن الأوراق لم تكن ذات طبيعة حساسة للغاية ليشير سيمون ديجينز الملحق العسكري السابق في السفارة البريطانية في كابول، إلى أن طريقة اللامبالاة والاهمال الذي اتبعه الدبلوماسي يعد إخفاقًا أمنيًا خطيرًا وإضرارًا بأمن القوات الخاصة لينتهي الامر باستقالة  لابسلي وفقد ترقيته بسبب خرقه لقانون الأسرار الرسمية.

 

وتعد تلك الواقعة الثانية بعد اتهام ريتشارد جاكسون دبلوماسي سابق بخرق قانون الأسرار الرسمية بسبب ترك وثائق سرية للغاية حول تنظيم القاعدة والعراق، وتم تغريمه 2500 جنيه إسترليني بعد ترك المذكرات في قطار بمحطة  لندن بعد عثور احد الركاب عليها والغريب انه قام بتسليم الوثائق السرية أيضا إلى هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.