إنتباه

أفيقوا يا عرب

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

العالم يتشكل الآن!
صفحة من حياة البشرية تسقط من بين سطورها الفواصل بين ثلاث لحظات: الماضى، الحاضر، المستقبل.. الصراع بكل أنواعه وأشكاله يتبدى على رقعة الخريطة الدولية، والحروب ساخنة، وباردة، بالأصالة والوكالة، حتى التلويح بأسلحة الدمار الشامل، وإخراج البعبع النووى من قمقمه، باتت الملامح المميزة للمشهد الواقع كالصاعقة فوق رءوس الجميع..  كل الأسلحة مشرعة بغض النظر عن مشروعية استخدامها: العسكرية، الاقتصادية، الثقافية، حتى الرياضية لم تسلم من توظيفها فى الصراعات المتأججة..  إنها لحظة حاسمة فاصلة، فأين العرب مما يحدث؟

سؤال حاضر غائب، ولكنه سواء بالنسبة لمن ألح عليهم، أو غاب عنهم، فإن الجميع لا يملكون ترف عدم البحث عن إجابة له وعنه.
 استيقظ العرب، من تعامل مع عروبته بإنكار أو استنكار، ومن كان تحكمه رؤية برجماتية بحتة، وأخيرا من اعتبر أنه حتى إن نسى بعض العرب القواسم المشتركة التى تقود فى المحصلة الأخيرة إلى أنه شاء من شاء وأبى من أبى، فإن هناك من ينظر إلى المنطقة باعتبار المكون الأساسى لها دولا عربية.
 استيقظنا على أن ما يتهددنا ويمثل تحديا مصيريا يأتى من ذات المصادر، وإن سعت قوى عدة إلى الإيحاء بغير ذلك، وإن ابتلع بعض العرب الطعم، فإن بقاء التحديات والتهديدات الرئيسية، وما تمثله من مخاطر بعضها وجودى لا تعنى سوى أن ثمة وحدة مصير تجمع ما يسمى بالأمة العربية، وإن انفرط عقدها، مازالت تمثل حقيقة لا مراء فيها.

من ثم فإن التعامل الجدى، وبدرجة من الوعى تتناسب مع خطورة لحظة المخاض العالمى مسألة لا تحتمل سوى السعى دون تأجيل أو كلل لامتلاك رؤية تحمل على الأقل الحد الأدنى، الذى يضمن الحماية فى أبسط معانيها لحاضرنا ومستقبلنا كعرب، وبالصيغة التى تحفظ لمصالحنا صيانتها واستمراريتها، بعد عقد حافل بالأزمات المدمرة.

يفصلنا عن القمة العربية فى الجزائر شهور قليلة، أظن أنه لا نملك ترف إهدارها دون الإعداد الذى يتلاءم وحجم وخطورة المشهد الراهن على كل الأصعدة.
افيقوا يا عرب.