قصر محمد علي باشا - والي مصر - بشبرا ؛ هو أحد قصوره العديدة الموجودة بمصر، وهو مبنى أثري يحمل رقم (602) بسجلات وزارة الآثار، ويقع بمنطقة شبرا الخيمة، بالقرب من محطة كلية الزراعة بالقاهرة، وقد تم الانتهاء من إقامته منذ مائتي عام، حيث أنشأه محمد علي خلال الفترة ما بين (1808 - 1821م)، على مراحل استمرت ثلاثة عشر عاما.
يقول الباحث الأثرى د. حسين دقيل، إن القصر كان في البداية عبارة عن منزل صيفي للوالي، غير أنه أضيف له إضافات فيما بعد فأصبح قصرا. والقصر من تصميم (مسيو دروفيتى) قنصل فرنسا العام، فقد كان دروفيتي - أحد أشهر لصوص الآثار المصرية - صديقا لمحمد على باشا.
يعتمد تصميم القصر المُقام على مساحة 59 فدانا على الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد، وتتناثر في هذه الحديقة عدة مبان، كل منها يحمل صفات معمارية خاصة، وهو تصميم لتقليد تركي في ذلك الوقت.
يتكون القصر من مساحة مستطيلة، ويحيط به بستان مبهر. ويتكون القصر من عدة واجهات ويتوسط كل واجهة مدخل يتقدمه سقيفة بسقف جمالوني محمول على أربع أعمدة رخامية، وجميع الواجهات مبنية من الحجر المنحوت.
وتوجد بالساحة فسقية عبارة عن حوض كبير مبني من الرخام الأبيض، وفي أركان الحوض نافورات ركنية كل واحدة منها عبارة عن دائرة نحت على حافتها المطلة على الحوض أشكال كائنات بحرية، عندما ينساب عليها الماء تبدو وكأنها تتحرك، ووسط كل نافورة تمثال لأسد رابض على أرجله الخلفية وتنبثق المياه من فمه، ويعلو النافورة سقف رسمت عليه مناظر لنساء في ملابس شفافة.
أما عن الأروقة فهي أربعة تلتف حول حوض الفسقية، ويُطل كل رواق على النافورة بأربع واجهات، والسقف من الخشب الأملس المدهون بالألوان. أما أرضية الأروقة فعباره عن بلاطات رخاميه مربعة.
من ضمن ما يوجد بالقصر؛ قاعة للطعام تقع في الركن الجنوبي الغربي، وهي قاعة غير منتظمة يغطيها سقف مزين بسدايب خشبية مذهبة. وتوجد أيضا قاعة البلياردو، التي تقع في الركن الشمالي الغربي للقصر وهي مستطيله الشكل.
ويوجد بالقصر كما يقول الباحث الأثرى د. حسين دقيل ؛ سراي الجبلاية التى شيدت عام 1836م، وهي تقع على بعد 120 مترا من ساحل النيل الشرقي داخل حديقة القصر، وقد بنيت على تل صناعي يرتفع عن مستوى الأرض بحوالي 8 أمتار.
أما أقدم الأبنية الباقية بقصر شبرا، فهو برج الساقية؛ ويرجع تاريخه إلى عام 1811م، ويقع بالركن الشرقي من حديقة القصر، والبرج عبارة عن بناء ضخم من الحجر يبلغ طول واجهته الشرقية 40 مترا والجنوبية 21 مترا وهو من أربعة صهاريج علويه أسطوانية يصل إليه الماء عن طريق أربع آبار.
ومن الأشياء الجميلة التي كان ينفرد بها قصر محمد علي شبرا؛ أنه شهد إدخال أول نظم الإضاءة الحديثة، فقد عرفت انجلترا هذا النظام سنة 1820 على يد م. جالوي فأمر محمد علي باستدعائه لعمل التجهيزات الخاصة بذلك في قصر.
وهناك عملية ترميم كانت تتم بالقصر من قبل وزارة السياحة والآثار تم الانتهاء منها، وفي انتظار الافتتاح قريبا.
