عبدالنبي النديم يكتب:«الانتخابات الرئاسية 2014 .. وبناء مصر الجديدة»

عبدالنبي النديم
عبدالنبي النديم

فى مثل هذا اليوم، كانت شرارة البدء لبناء مصر الجديدة، في عام 2014، بعد أن خلع المشير عبدالفتاح السيسي بدلته العسكرية، فى إستجابة فورية لجموع المواطنين المصريين، وتلبية نداء الشعب المصري بالترشح لإنتخابات رئاسة الجمهورية، وكانت أول ورقة إقتراع تتزين بإسم الرئيس عبد الفتاح السيسي تدخل فى صندوق السفارة المصرية في نيوزلندا، ولا أنسى البشارة فى هذا اليوم ، والتى صدرتها للعالم كله طوابير الناخبين المصريين في الخارج للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية، التي جرت في 124 دولة، ومن خلال 139 لجنة انتخابية فتحت أبوابها أمام المصريين الذين توافدوا فى طوابير أذهلت العالم أمام السفارات والقنصليات المصرية بالخارج، بعد الاطاحة بالجماعة الإرهابية، التي استولت على حكم مصر فى عام الجفاف السياسي وبيع الوطن والخيانة وتنفيذ المخططات الخارجية والاضطربات فى مختلف المجالات، وتقسيم الشعب المصري إلى فئات، عام يعتبره المصريون سقط سهوا من عمر الوطن.

حرص المصريون في ذلك اليوم على المشاركة بكثافة على اللجان، تلبية لنداء المشير عبدالفتاح السيسي بعد أن لبى نداءهم وترشح لرئاسة مصر، ليكمل خارطة الطريق التى أعلنها في 30 يونيو، موجها رسالة إلى المصريين المقيمين فى الخارج يدعوهم خلالها للتصويت والمشاركة بكثافة فى الانتخابات الرئاسية، لإستعادة الوطن وبناء مصر الجديدة قائلا «لكل مصرى ومصرية مقيم فى الخارج، لقد تركتم وطنكم من أجل السعى نحو العمل وكسب لقمة العيش، وهذا أمر مقدر تماما، حيث خرجتم من أجل هدف طيب ونبيل، يستحق كل التقدير والإحترام، والوطن يستنجد بكم، ومصر فى الوقت الراهن تعيش ظروف غير مسبوقة، وتطلب من أبنائها فى الخارج، ألا يتركوا بلدهم فى ظل تلك الظروف، على الرغم من الأعباء الكبيرة الملقاة على عاتقهم، ويجب أن ينزلوا إلى المشاركة فى الانتخابات الرئاسية بقوة والإدلاء بأصواتهم، للمرشح الذى يختارونه، من أجل مستقبل مصر.. متمنيا التوفيق لهم وأن يحفظهم للوطن».

وكان تلبية النداء من أبناء الوطن في الخارج فى طوابير طويلة زينت شوارع عواصم كافة دول العالم، وأبهروا المتابعين فى الإستجابة بقوة لنداء المشير عبد الفتاح السيسي، ردا للجميل وحفاظا على الوطن، ومنذ إنطلاق شرارة الإنتخابات الرئاسية، شرع المصريون في بناء مصر الجديدة، والتصويت لاختيار المرشح الأجدر لقيادة دفة الحكم في بلاد تنازعها الأهواء، بين حلم الثورة وكابوس الإرهاب، الذى أرق مضاجع المصريين، حيث عانت مصر من أعمال عنف تلت إطاحة الشعب المصري بجماعة الإخوان الإرهابية بعد أن إغتصبت حكم مصر فى غفلة من الزمن مستغلة حالة عدم الإستقرار التى شهدتها البلاد.

وكانت الصراحة والشفافية عنوان وبرنامج المشير عبدالفتاح السيسي مع الشعب المصري، بتحقيق العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، وأنه يحتاج إلى تعاون وعمل معه من جانب المصريون، من أجل مصر ومستقبلها.

وقد حظى الرئيس السيسي بشعبية جارفة لدى غالبية المصريين، وزينت صوره معظم شوارع وميادين القاهرة والمدن الكبرى والقرى والنجوع والكفور، وكان المصريون يتباهون برفع لافتات المشير السيسي فى كل شوارع مصر، في عملية انتخابيه كانت محسومة‎ ‎مقدما للمشير عبد الفتاح ‏السيسي، متخذا عنوانا عريضا لبرنامجه أنه سيجعل ‏مصر «قد الدنيا.. وهتبقى قد الدنيا»، داعيا المصريين للعمل ‏دون توقف والتقشف والتوفير،‎‎ ‎كضرورة حتمية لتحريك عجلة الإنتاج ‏من جديد في مختلف القطاعات بالدولة المصرية، وقبل ذلك أولا وأخيرًا ‏استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية، وصارح المشير السيسى الشعب المصري آنذاك قائلا: «أنا لا أُقَدّمُ المعجزاتِ، بل أقدّمُ العملَ الشاقَ والجهدَ وإنكار الذات بلا حدود»

وكل المتابعين للشأن المصري آنذاك كانوا يعلمون  جيدا أن المشير عبدالفتاح السيسى، كان القائد الأقدر على فهم طبيعة الشعب المصرى، وقد أكد الرئيس السيسي فى أكثر من تصريح قائلا: «السنوات الأخيرة من عمر الوطن بتأكد أنّه لا أحدٌ يستطيع أنْ يُصبحَ رئيساً لهذهِ البلادِ دونَ إرادةِ الشعبِ وتأييده، لا يمكنُ على الإطلاقِ، أنْ يجبرَ أحدٌ المصريينِ على انتخابِ رئيسٍ لا يُريدونَه، لذلكَ، أنا وبكلِّ تواضعٍ أتقدمُ لكمْ مُعلِناً اعتزامى الترشح لرئاسةِ جمهوريةِ مصرِ العربية، تأييدكم هو الذى سيمنحنى هذا الشرفَ العظيمْ، وأعتبرُ نفسى كما كنتُ دائماً جندياً مكلفاً بخدمةِ الوطنِ، فى أى موقع تأمر به جماهير الشعب.. مِن اللحظةِ الأولى التى أقفُ فيها أمامَكم، أريد أن أكونَ أميناً معكم كما كنت دائماً، وأميناَ مع وطنى، وأميناً معَ نفسى».

أكتب عن هذا اليوم لكي نتذكر.. فهو بمثابة علامة فارقة في عمر الوطن، ونقطة إنطلاق لمصر الجديدة التي تليق بالمصريين، ولكي نعي الدرس جيدا بما مرت به مصر من محن وأزمات تجاوزتها بإرادة الله ورغبة شعب فى إستعادة الوطن وحكمة قائد وهب روحه فداء للوطن، فما حققته مصر خلال السنوات الماضية من حكم الرئيس السيس، يثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن الدولة المصرية الجديدة إنطلقت في مختلف المجالات، وبالإصرار والعزيمة وقدرة الشعب المصري على التحدى، والقيادة الحكيمة للرئيس السيسي أنقذت مصر من براثن الإرهاب والمخططات الخارجية التى حيكت لها فى ظلام الجماعات الإرهابية، فلم يعِد السيسى فى خطابه آنذاك المصريين بالأحلام الوردية، وواجهم بالحقائق وبالتحديات والمخاطر التى تحيط بالبلاد من كل جانب، والسبيل الوحيد هو العمل والإنتاج والتكاتف لنتقدم بعيداً بمصر، في مهمةَ شديدة الصعوبة، ثقيلة التكاليف، والحقائق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية في مصر، قائلا: «رغمَ كلِ الصعابِ التي يمرُّ بها الوطنُ، أقفُ أمامَكُم وليس بي ذرةُ يأسٍ أو شك، بلْ كلّى أملٌ، في اللهِ، وفى إرادتِكُم القويةُ لتغييرِ مصرَ إلى الأفضلِ، والدفعِ بِها إلى مكانِها الذى تستحقُه بين الأممٍ المتقدمةِ ..الإرادةُ المصريةُ عظيمةٌ، نحنُ نعرِفُها وشهدناها، ولكن يجبْ علينا أن ندركَ أنهُ سوف يكون محتمٌ علينا، أن نبذلَ جميعاً أقصى الجهدِ لتجاوزِ الصعوباتٍ التى تواجَهُنا في المستقبل».

نقف اليوم لكي نتذكر أيام صعبة عاشها المصريون تحت نير الإرهاب، وراح ضيحتها خيرة شبابها من أبناء القوات المسلحة والشرطة المصرية فداء للوطن والمحافظة على مصر من تنفيذ مخططات إرهابية، وتنفيذ سيناريو وقعت فيه دول مجاورة بالمنطقة، وما نجنيه الآن من ثمار التنمية فى مختلف المجالات واستعادة مصر مكانتها بين دول العالم والمنطقة، واستخدام القوة الغاشمة من الجيش المصري للقضاء على أذناب الإرهاب، وانتشار الأمن والآمان فى ربوع البلاد، ويعيش المصريين أمنين مطمئنين في بيوتهم وقراهم ومدنهم، وما زالت عجلة مسيرة التنمية مستمرة في الدوران لتحقيق آمال وأحلام المصريين، الذين تحملوا الصعاب فى عملية الإصلاح الإقتصادي، والتى أكدها الرئيس السيسي دوما، أن الشعب المصري تحمل الكثير من أجل وطنه، وأن الغد أفضل وستظل مسيرة الوطن فى تقدم تحت قيادة الرئيس السيسي.. عاشت مصر بشعبها وقائدها.