نسرين العسال تكتب: نعم!! الإنسانية قبل التدين!

نسرين العسال
نسرين العسال

صدمت كثيرا للهجوم الشرس، على دار الإفتاء حول ما نشرته من تعليق على صورة اللاعب محمد صلاح، أثناء معانقته للاعب مؤمن زكريا وهو جالس على كرسي متحرك والتى جاءت كاتعبيرا ونوعا من الوفاء المتناهى حيث جاءعنوان البوست نصا "الإنسانية قبل التدين، والإنسانية الحقيقية، أخلاق وجبر للخواطر والأخلاق ليست قاصرة ، على الرياضة بل هي منهج حياة" حينها اندهشت جدا   بهذا خاصة حين قرأت تعليقات مسيئة على البوست الشكل العنيف على الرغم من أن من وجهة نظري جاء عنوان البوست معبرا جدا لما نقلته روعة وجمال الصورة وترجمة لمشاعر نبيلة متبادلة تجمع بين اللاعبين تكاد أن تنطق الصورة لترسل للعالم أجمع معان سامية وبالفعل أراها رسالة بمثابة توعية لكل من لا لديه إنسانية عليه أن يتعلم المعنى الحقيقي لها ولكن سرعان ما تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن فقد لاقى البوست سهام حارقة كما ذكرت من قبل رواد السوشيال ميديا أصفه بهجوم غير مبرر دون التعمق في المعنى الحقيقي للعنوان جعلني أستفز للغاية إلى أن قررت أن أعبر عما بداخلي حول هذه الهجمة الشرسة خاصة وأنني دائمة الحديث حول معاني الرحمة والإنسانية.

 لذلك أتفق تماما مع أن الإنسانية قبل التدين وهذا ليس يعنى تماما أن التدين منزوع الإنسانية والأخلاق إنما استباقية كلمة الإنسانية عن التدين يعنى من وجهة نظري تهذيب النفس أولا والتصالح مع النفس قبل التدين الذي قد يصل أحيانا إلى التعصب لذلك كن بداخلك بيئة صالحة وأرض خصبة للتدين أولا ثم قم بالشعائر الدينية على أكمل وجه وبصورة صحيحة يرتضيها الله- سبحانه وتعالى- ومن ثم يرتضيها المجتمع لأننا إذا فكرنا فكر منصف دون تحيز أو تعنيف مبالغ فيه كالعادة سنجد أن الحياة مليئة بمن يدعى الفضيلة والتدين . 

 ولكن في حقيقة الأمر هو ينتقص للمعاني السامية الراقية بصورة كبيرة ومن ناحية أخرى نجد من يقوم بالشعائر كاملة لكنه يفتقر  لكل معان الرحمة والأخلاق وهم للأسف كثير بالإضافة الى أن  منهم أيضا من تجدهم ذو آيادى عفنة ومعتاد على الموبيقات مثلا ! .وغيرها من الازدواجية والتناقض فى الفكر والذى ينعكس على
  التعاملات الحياتية بكثرة .

 وعلى الرغم من كل ذلك فأنا لست هنا بهدف التعميم  خاصة وأن هناك من أنعم عليهم الله- سبحانه وتعالى- بحسن الخلق والتدين والإنسانية فى نفس الوقت.
كما أنني لست بصدى الدفاع أو التبرير وكفى!! إنما ما طرحته في هذا المقال نابعا عن قناعة شخصية وإيمان قوي بأن الإنسانية لا بد وأن تسبق التدين .
وللعلم حديثي هنا ينطبق على كافة الأديان وليس على الدين الإسلامي فقط!! 

وختاما  فاذا كنت ذات نفس بشرية إنسانية سوية  إذن أنت مؤهل لتكون متدينا. لان لابد أن تعلم جيدا أن الأخلاق يجب وأن تظهر عند ممارسةالتعامل مع الاخرين، أما العبادات فإن لم يظهر أثرها على التعاملات الانسانية فلا فائدة منها ومن ثم كأنها لم تكن.!!!