في ذكرى النكبة:

74 عامًا من أكبر قضية لجوء في العالم.. الشعب الفلسطيني بين التشريد والاحتلال

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

74 عامًا مضت من نكبة الشعب الفلسطيني وليس على النكبة، فحال الفلسطينيين لا يزال على ما هو عليه دون تغيير أو تحريك للمياه الراكدة في مسلسل احتلالي متواصل لا ينقطع أو يُصرف عن التنكيل بالشعب الفلسطيني وتشريد أهله أصحاب الأرض الحقيقيين.

ذلك الاحتلال أُسس بسببه قصة اللاجئين الفلسطينيين، التي باتت واحدة من أطول وأكبر قضايا اللجوء في تاريخ العالم، والتي لم يُسطر فصل نهايتها بعد إلى الآن.

وبالأمس يكون قد مضى 74 عامًا على قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يمثل ذكرى النكبة للعرب والفلسطينيين، وهي ذكرى بداية طامة الاحتلال الكبرى وبداية مسلسل تشريد الفلسطينيين من أرضهم، ليصبحوا لاجئين، منهم في أوطانهم ومنهم يعيش في الشتات خارجها.

أكثر من 6.4 مليون لاجئ

وقال الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين، إن سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، تشير الى أن عدد اللاجئين المسجلين لديها حتى ديسمبر 2020، بلغ نحو 6.4 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش 28.4% منهم في 58 مخيمًا رسميًا تابعًا لها، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 في سوريا، و12 في لبنان، و19 في الضفة الغربية، و8 في قطاع غزة.

وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949، حتى عشية حرب يونيو 1967 "حسب تعريف الأونروا"، ولا يشمل أيضًا الفلسطينيين الذين رحلوا، أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب، والذين لم يكونوا لاجئين أصلًا.

وتضاعف عدد الفلسطينيين منذ النكبة أكثر من 10 مرات ما كان عليه قبل النكبة، التي كانت في منتصف مايو 1948.

وبلغ عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914 نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود 8% فقط منهم، وفي عام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من 2 مليون حوالي 31.5% منهم من اليهود، حيث تدفق بين عامي 1932 و1939 أكبر عدد من المهاجرين اليهود، وبلغ عددهم 225 ألف يهودي، وتدفق على فلسطين بين عامي 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي، وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت بين عامي 1932 و1947 ما يقرب من 318 ألف يهودي، ومنذ العام 1948 وحتى العام 1975 تدفق أكثر من 540 ألف يهودي.

ورغم تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في عام 1948 ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم إلى الأردن بعد حرب يونيو 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الاجمالي في العالم في نهاية العام 2021 حوالي 14 مليون نسمة، ما يشير الى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948، حوالي نصفهم (7 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1.7 مليون في المناطق المحتلة عام 1948).

وتشير التقديرات السكانية، أن عدد السكان بلغ نهاية 2021 في الضفة الغربية، بما فيها القدس، 3.2 مليون نسمة، وحوالي 2.1 مليون نسمة في قطاع غزة، وفيما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان حوالي 477 ألف نسمة في نهاية عام 2021، منهم حوالي 65% (حوالي 308 آلاف نسمة) يقيمون في مناطق القدس، والتي ضمها الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967.

وبناء على هذه المعطيات فإن الفلسطينيين يشكلون 49.9% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.1% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (البالغة 27,000 كم2).

غزة «الأكثر اكتظاظًا» في العالم

ويشير التقرير الصادر عن جهاز الإحصاء في فلسطين إلى أن نكبة فلسطين حولت قطاع غزة إلى أكثر بقاع العالم اكتظاظًا بالسكان.

وبحسب التقرير، بلغت الكثافة السكانية في دولة فلسطين نهاية عام 2021 حوالي 878 فرد/ كيلومتر مربع بواقع 557 فرد/كم2 في الضفة الغربية و5855 فرد/كم2 في قطاع غزة، علمًا بأن 66% من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين، بحيث تسبب تدفق اللاجئين إلى تحويل قطاع غزة لأكثر بقاع العالم اكتظاظًا بالسكان.

ويشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أقام منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة بعرض يزيد عن 1500 متر على طول الحدود الشرقية للقطاع، وبهذا يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على حوالي 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم²، مما ساهم بارتفاع حاد بمعدل البطالة في قطاع غزة حيث بلغت 47%.

أكبر قضية لاجئين في العالم

ويؤكد فوزي عوض، الخبير المختص بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي الأطول بالنسبة لقضايا اللجوء في العالم، مضيفًا أنه لا يوجد قضية لاجئين مثلها في العالم.

وقال عوض، لـ"بوابة أخبار اليوم"، إن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي أطول قضية لاجئين في العالم، مشيرًا إلى أن كل العالم مرّ بقضايا لجوء لكنها قد حلت بعضها بشكلٍ جزئي وأخرى بشكل كلي.

وأردف قائلًا: "لا يوجد قضية لاجئين لأكثر من ثلثي الشعب إلا في حالتنا الفلسطينية، وأغلب لاجئينا ولدوا خارج قراهم ومدنهم الفلسطينة التي شُرد منها الآباء والأجداد لنؤكد حق الأبناء في العودة، فمكان ميلادهم من نتائج النكبة".

وتابع: "قضية اللاجئين الفلسطينيين القضية الوحيدة بالعالم التي صدر بخصوصها قرارات دولية نصت على حق اللاجئين بالعودة والتعويض وفق القرار 194 لعام 1948، والذي تم التأكيد عليه وارتقي القرار لصفة الإلزام لكن لا زالت إسرائيل تماطل وترفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية".

ومضى يقول: "بعد 74 عامًا على نكبة فلسطين ولا زال اللاجئون الفلسطينون محرومين من الحماية القانونية، فالقرار 302 الصادر نهاية 1949 يفوض الأونروا بتقديم الخدمات التعليمية والصحية والغوثية دون تقديم أي شكل من أشكال الحماية القانونية".

اقرأ أيضًا: لأول مرة.. تغيير اسم أحد الشوارع الأمريكية إلى «فلسطين» في ذكرى النكبة