أمس واليوم وغداً

عصام السباعي يكتب: يا أهلاً بالمعارك

عصام السباعي
عصام السباعي

المتابع للأحداث من حولنا سيلاحظ أن هناك ما يريب، وسيعرف من أول نظرة عليها أن لصوص الأحلام وأعداء الخير قد تجمعوا من جديد، ويدل عليهم بقوة ذلك العواء وأصوات النباح التى تتعالى بشدة، على حطام الأحداث الجسام التى شهدها العالم نتيجة تداعيات عامين من الوباء العالمى لفيروس كورونا، وعام دامٍ مرير بعد الحرب الروسية فى أوكرانيا، ولم تكن مصر بعيدة عن دائرة المضارين من الوباء، ولكنها كانت فى دائرة الضوء، حيث رفعت المؤسسات الدولية لها القبعة وأشادوا بقدرة الاقتصاد المصرى على تجاوز التأثيرات السلبية وتحقيقه لمعدلات نمو تشبه «المعجزة»، وجاءت الحرب الأوكرانية وما تزامن معها من أزمة التضخم العالمية، وحالة الانسداد فى الأسواق وسلاسل الإمدادات، وتظهر تداعياتها على كل دول العالم وفى مقدمتها العملاق الأمريكى أكبر اقتصاديات العالم، وعندما تحركت مصر لمواجهة تلك الأزمة بتحركات علمية مدروسة، تحركت طيور الظلام والإرهاب تحاول استغلال كل ما يمكن استغلاله من أجل التضليل بمعلومات لا أساس لها، والعويل على أحداث لا وجود لها، ولم يكن غريبا أن نشهد إطلاق موجات متتالية وغير مسبوقة من الشائعات، وظهور أشكال جديدة من المنصات، تعاونت معها شياطين الإرهاب الجبان، وبعضهم وسطنا يعلمهم الله ويكشفهم لنا، هدفهم إشاعة القلق ونشر الارتباك والإحباط، ومحاولة شرخ صروح الثقة بين الشعب وقيادته، والتحرك فى اتجاه تقويض أو تشويه ما تحقق من نجاحات اقتصادية.

وما يلفت الانتباه، ويثير الإعجاب، أن الشعب المصرى بمعدنه الأصيل القوي، يزن كل ما يقال له ويتلقاه، ويفسد فى كل مرة ما تم إعداده بدهاء واحتراف فى المكر والتحايل، ولم لا والمصريون هم أول من صاغوا قواعد العشق للأوطان، وتخطوا أقصى مدى فى التضحية والفداء والصبر على المكاره من أجلها فلم تفلح حملات شائعة إفلاس مصر، واحترقت فى صدور من دبروها وروجوا لها، ثم عادوا إلى رجسهم القديم «الإرهاب»، ولكن وكما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فتلك العمليات الإرهابية الغادرة لن تنال من عزيمة وإصرار أبناء هذا الوطن وقواته المسلحة فى استكمال اقتلاع جذور الإرهاب، ولم لا وقد وصف صون الوطن بأنه عقيدتهم، ويعود الشيطان إلى محاولاته الخبيثة، وفى كل مرة يرتد سهمه إلى نحره، ولم يفلح أعوانه فى أى هدف لهم، فها هم المصريون بقيادة الرئيس السيسى يواصلون العمل ويملؤهم الأمل فى تجاوز تلك الأزمة العالمية بأقل الخسائر، لم يتوقف عملهم ولا أملهم فى مشروعاتهم الكبرى التى تصنع لهم المستقبل وتوفر لهم فرص العمل فى الحاضر .

كل مصرى هو جندى فى ميدانه، كل مصرى يتجاوز الوقت الصعب بعرقه وإيمانه، كل مصرى يصرخ من قلبه: يا أهلا بالمعارك فى أى ميدان، ويملأ صدره الإيمان بالله والوطن، لا يلتفت أحد إلى أصحاب الفتنة بين صفوف المصريين، الذين يحسبون أن المصريين غافلون عنهم، وهم مكشوفون للجميع، معركتنا الأساسية فى الداخل، مع أنفسنا، البداية بداخلنا وداخل بيوتنا، بعملنا وثقتنا فى أنفسنا وقيادتنا، بإدراكنا أننا نعيش فى زمن سريع، لاوقت فيه للكسل أو الفشل أو أصحاب الشعارات البراقة الزائفة.. كن دائما مستعدا وشعارك: يا أهلا بالمعارك.

كلنا جنود فى معركة الوجود

المرحلة الحالية تحتاج إلى العمل الميدانى فى كل المواقع، لا تحتاج إلى الجلوس فى المكاتب، تتطلب التواجد الدائم بين الناس، أتخيل أن تكون وزيرة التجارة والصناعة فى جولات بين المصانع، ومع وزير المالية فى الموانئ، أتوقع أن تكون مع رؤساء البنوك والجمعيات المهنية، بين أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وفى مؤتمرات يومية مع المستشارين ورؤساء المكاتب التجارية الخارجية التابعين لجهاز التمثيل التجاري، لمتابعة فرص التصدير، ولا أتخيل أن هناك مكتبا خارجيا تكلفته ما بين المقر والسكن وراتب رئيس المكتب والإدارى الذى يعمل معه، أكبر من قيمة الصادرات للسوق الذى يعمل فيه، المرحلة الحالية تحتاج لتحركات عاجلة للعاملين فى الاستثمار وبين مجتمعات الأعمال، أتوقع أن يكون الرئيس عبد الفتاح السيسى هو قدوتهم فى متابعة كافة المشروعات قبل وأثناء التنفيذ، كما أتوقع أن يكون ترشيد الإنفاق هو شعار الجميع، وأن يكون هناك حد أقصى لكل شيء، وبلا ثغرة يتم اختراق الترشيد منها، أتوقع تحقيق أكثر استفادة من الموارد المتاحة وبدون موارد إضافية، أتوقع أن يعلى الجميع من المصلحة العامة وتأجيل المصالح الخاصة، وكم أتمنى لو عاملنا المرتشى معاملة الخائن لبلاده، وتوقيع أكبر جزاء على المتقاعس عن العمل، فكلنا جنود فى معركة الوجود.

ماذا يحدث لسيدنا «الأهلى»؟

أتشرف بأننى من مريدى سيدنا النادى الأهلى رغم أننى لم أدخل من بابه يوما ولا جلست فيه لحظة ولا أريد ذلك وأتهرب منه، ولا أخجل من رواية حكايتى معه، ولا من ذكر مرتين من أيام الجفا معه والبعد عن صحبته، أولاها عندما دخل هدفان بطريقة واحدة لأحمد عبدالحليم ومحمد عبدالرحيم رحمه الله، فى مرمى ثابت البطل قريبا مني، حيث كنت أجلس بين مشجعى الثالثة شمال، ولم أذهب إلى استاد منذ ذلك التاريخ، والثانية بعد مذبحة بورسعيد، ولم أشهد أى مباراة لمدة ثلاث سنوات، وأخشى أن تحدث المرة الثالثة للبعاد بسبب بيتسو موسيمانى المدير الفنى الحالى، هناك شيء غلط فى أداء الفريق.

ربما بعد رحيل مساعده ومصدر إلهامه، ربما يكون بسبب تصريحاته، ربما يكون قد أفرط فى الشراب، وهو ما أستبعده لأنه محل قياس دائم لمعدلات الكحول فى الدماء، ولكنى أشعر أن هناك أشياء غير طبيعية، فالأداء باهت، ولا يبدو أن هناك فى مبارياته أسلوبا وطريقة يتم التدريب عليها، أو لتلافى الأخطاء المتكررة.

أشعر أن هناك ما يسوء الفريق، فهناك ورود تذبل، وأبطال قد أصابها الضعف، وعزائم قد نال منها الوهن، وأدعو الله أن أكون مخطئا.

بوكس

يجب أن يكون الهدف الرئيسى لنا جميعا هو الترشيد والإبداع والابتكار والنزاهة، وأدعو الله أن يبعد عنا كل من يبتعد عنها سواء بالنية أو القول أو العمل !