«خبير زراعي» يضع روشته لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح

 المهندس جمعة محمد عطا
المهندس جمعة محمد عطا

قال المهندس جمعة محمد عطا مدير محطة البحوث الزراعية التابعة لكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية والخبير الزراعي، فى تصريح خاص "لبوابة اخبار اليوم"، إن محصول القمح يعد من أهم المحاصيل الاستراتيجية الهامة للانسان، حيث أنه يدخل فى العديد من الصناعات الغذائية مثل صناعةالخبز بأنواعه المختلفةو فى صناعة المكرونة بانواعها وتستخدم الحبوب كاملة فى عمل البليلة وتستخدم الحبوب قبل تمام النضج لعمل الفريك.

وتابع أنه يبلغ متوسط استهلاك الفرد من القمح فى مصر يصل إلى 150- 180 كيلو سنويا والمساحة المنزرعة العام الحالي تقريبا 3.6 مليون فدان ومتوسط إنتاج الفدان على مستوى الجمهورية من 18 إلى 20 أردب للفدان.

وأضاف الخبير الزراعي، أن الانتاج السنوى من القمح فى مصر يصل إلى 12 مليون طن والاحتياجات السنوية لمصر من القمح من 16 - 18 مليون طن لكى تكفى الاستهلاك المحلى، لافتاً إلى أن هناك مشكلة إذ ينافس محصول القمح فى الموسم الشتوى المساحات المنزرعة بالبرسيم والفول والخضر والفاكهة مما يسبب فجوة كبيرة بين الانتاج والاستهلاك، وذلك يؤدى إلى اللجوء للاستيراد لاستكمال النقص من احتياجتها من القمح للتغلب على هذه الفجوة من الخارج بالعملة الصعبة ويكون عبئا على ميزانية الدولة.

وأشار مدير محطة البحوث الزراعية التابعة لكلية الزراعة، إلى أنه من الضروري جداً الاتجاه إلى التوسع الافقى باستصلاح وزراعة الاراضى الصحراوية لزراعتها بالقمح الى جانب التوسع الراسى باستنباط اصناف عالية الانتاج طويلة السنبلة مع مراعاة الجودة للحبوب واتباع النظم التكنولوجية الحديثة فى الزراعة والرى والتسميد والحصاد الالى لتقليل الفقد فى المحصول وادخال طرق حديثة فى التخزين فى الصوامع المعدنية وهذا ما نفذه الرئيس السيسي بدلاً من تخزين القمح بالعراء حتى لايتلف نتيجة الاصابة بالحشرات والقوارض والطيور.

كما يجب تعديل السياسة الزراعية والتركيبة المحصولية واعتبار زراعة القمح رقم 1 فى الدورة الزراعية وذلك لمجابهة الزيادة السكانية الكبيرة وتقليل الفجوة الكبيرة بين الانتاج والاستهلاك، لذا كان واجبا علينا كزراعيين المساهمة ولو بجزء بسيط نحو ارشاد المزارعين باهم الارشادات والتوصيات اللازمة لزراعة وانتاج القمح والنهوض بهذا المحصول الاستراتيجى الهام والاول.

وتابع أن ذلك بهدف تقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج لارتفاع أسعاره عالميا بعد المتغيرات الدولية التى طرأت عليه مثل نشوب الحروب فى مناطق انتاجه وتأثر السوق العالمى بنقص المعروض منه حيث أن هذه البلاد تمثل فى إنتاجها نسبة 30% من إنتاج القمح على مستوى العالم وايضا تغير المناخ وجفاف العديد من مناطق انتاجه وتحول معظم الدول المنتجة للقمح باستخدام الحبوب فى انتاج الايثانول بديل البترول .

وأوضح الخبير الزراعي، أنه لكى نصل إلى الاقتراب بل الاكتفاء الذاتى من القمح لابد من زراعة مساحة لاتقل عن 4.5 مليون فدان بالقمح مع العلم تم زراعة مساحة 3.6 مليون فدان هذا العام ومع محدودية مياه الرى وانخفاض نصيب الفرد من حصة المياه الواردة لمصر من نهر النيل كان لابد من قيام القيادة السياسية بالتفكير فى استخدام الأساليب العلمية الحديثة لتوفير المياه الصالحة لزراعة مساحات جديدة من محصول القمح (التوسع الافقى) للوصول بالبلاد للاكتفاء الذاتى من القمح بعمل الاتى:

- تحلية مياه الصرف بالمعالجة الثلاثية وضخها فى مناطق الاستصلاح الجديدة بمحور الضبعة والعلمين والمغرة وسيناء لاستخدامها فى رى المساحات الجديدة المستصلحة لزراعة القمح شتاءا وفول الصويا ودوار الشمس والذرة الشامية صيفا لانتاج الزيوت واعلاف الدواجن والماشية والوصول او الاقتراب من الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية الهامة وتخفيض فاتورة الاستيراد من الخارج وضخ الأموال التى يتم الشراء بها لتلك المحاصيل لمشاريع استثمارية تنموية داخل الوطن تفيد أبناء الشعب المصرى وتوفير فرص عمل للشباب وانتاج سلع جديدة واهما الصناعات التحولية للحالات الزراعية للاستفادة من القيمة المضافة لتلك المحاصيل المختلفة وتوفير فائض للتصدير مما يعود بالنفع على البلاد وأبناء الشعب

- عمل الزراعة التعاقدية والاعلان عن أسعار التوريد قبل الزراعة بمدة كافية لتشجيع المزارعين للموسم فى زراعة القمح

- مشاريع تطوير نظم الرى المختلفة لتوفير المياه اللازمة للتوسع الافقى بدلا من الرى التقليدى القديم الذى يسبب هدر كبير بالمياه

- دعم المزارع بتوفير عوامل الإنتاج من بذور واسمدة بسعر ملائم والارشاد الزراعى لتوعية المزارعين وتخفيض عناصر تكلفة الانتاج

- التوسع فى انشاء شركات وبيانات زراعية كبيرة تكون أكثر قدرة على الزراعة الواسعة بالاسابيع العلمية الحديثة

- ترشيد استخدام مياه الرى لتوفير المياه لزراعة مساحات أخرى بالتوسع الافقى .

- الاهتمام بزراعة احتياجات المجتمع من الخضر تحت البيوت المحمية ( الصوب) وتقوم بهذه المهمة كيانات كبيرة وشركات متخصصة من اجل المقدرة على إنتاج كميات كبيرة تفى باحتياجات السوق من الخضر المتنوعة طول السنة وتوفير المساحات المكشوفة التى كانت تزرع فيها واستغلالها بزراعة القمح شتاءا والذرة او فول الصويا او دوار الشمس صيفا .

- التوسع الرأسى بانتاج سلالات من القمح عالية الانتاج وقصيرة المدة لتوفير المياه اللازمة للرى يستفاد بها فى التوسع الافقى بزيادة المساحات المنزرعة من القمح

- توفير الارشادات السليمة للمزارعيين من حيث التعريف بنظم الرى الحديثة وطرق التسميد السليمة ومعدلاتها ومكافحة الافات وكل المعاملات المطلوب ورفع ثقافة المزارع والمرشد الزراعى

- توعية المستهلك عن التغذية السليمة وتخفيض الكميات المستهلك من الخبز والمكرونة واستخدامها بالخيرات التى تمد الجسم بالعناصر اللازمة دون حدوث السمنة

- دعم المزارع بتوفير عوامل الإنتاج بأسعار مناسبة وكذلك عمل الزراعة التعاقدية لتسويق القمح ومعرفة الأسعار قبل الزراعة لتشجيع المزارعين لزيادة المساحات المنزرعة بالقمح

- الاستمرار والتوسع فى انشاء صوامع الغلال حتى نصل بسعة تخزينية للقمح تصل ل 9 مليون طن لتخفيض نسبة التالف والفاقد من القمح عند تخزينه بالعراء والشون المكشوفة على ان تستوعب الصوامع المخزون الاستراتيجى للدولة كاملا

اقرا ايضا

البحوث الزراعية: الرئيس السيسي اتخذ خطوة استباقية للتوسع في زراعة القمح