استعرض مسئولى متحف مطار القاهرة الدولي بمبنى الركاب رقم 3 حقيقة أصل العيدية فى مصر حيث يرتبط العيد بمظاهر الفرح والبهجة والتكافل، وتأتي "العيديّة" في مقدمة تلك الطقوس، حتى باتت عنصرًا أساسيًا مرتبطًا بذاكرتنا وصورتنا عن العيد.
وقال المسئولون بالمتحف نجد مؤرخي العصر الفاطمي مثل تقيّ الدين المقريزي، يذكر تفصيلاً لطقوس ومظاهر احتفال الخلفاء الفاطميين بالأعياد، ومن تلك الطقوس، كانت العيديّة، التي ظهرت آنذاك لأوّل مرة كهبة مستقلة عن سائر العبادات، وكان ذلك منذ عهد الخليفة المعزّ لدين الله الفاطميّ، الذي أراد أن يستميل قلوب المصريين في بداية حكم دولته لبلادهم.
فكان يأمر بتوزيع الحلوى وإقامة الموائد، وتوزيع النقود، والهدايا، والكسوة، مع حلول كلّ عيد، على رجال الدولة وعامة الرعيّة، كما كان يهدي بنفسه دراهم فضيّة مخصصة للفقهاء والقرّاء والمؤذنين، مع انتهاء ختمة القرآن الكريم ليلة العيد.
وأفاد كان طقس توزيع النقود يعرف باسم "التوسعة"، وهو أول شكل ظهرت فيه "العيديّة" كمبلغ مالي يتم توزيعه بمناسبة حلول العيد، فكان الخليفة يشرف من قصره صبيحة يوم العيد، وينثر الدراهم والدنانير الذهبيّة على من أتى من عامة الناس للمعايدة.
أما الملابس الجديدة، فقد كانت توزع على الخاصّة والعامة، وكانت تصنع قبل شهر ونصف الشهر لتكون جاهزة ليلة العيد، وإلى جانب المال والملابس، كانت المعايدات تشمل صنع الكعك والحلوى وتوزيع كميات كبيرة منها في الطرقات.
استمرت تلك العادة حتى في العهد المملوكي، لكن تغير اسمها، إذ أطلق عليها اسم "الجامكية"، وتعني النقود المخصصة لشراء الملابس الجديدة، ثم حُرفت الكلمة بعد ذلك إلى اسم العيدية.