طالب يقتل طفلًا ويدفنه في أرض عمه بالشرقية 

العثور على جثة طالب وسط الزراعات والتفاصيل صادمة

المتهم
المتهم

كتب: إسلام عبدالخالق

ليس كل صغير طفل، وليس كل طفل بريء.. حقيقة لخصت ما جرى ودارت رُحاه داخل قرية كفر يوسف شحاتة التابعة لدائرة مركز شرطة مشتول السوق بمحافظة الشرقية؛ بعدما أقدمَّ طفل في السابعة عشر من عمره على إنهاء حياة صديقه الذي يصغره بنحو أربعة أعوامٍ، لا لشيء إلا لأن الكبير اعتاد الاعتداء على الصغير بعيدًا عن أعين الناس، لكنهما في تلك المرة اختلفا ونشب خلاف انتهى بمقتل صغيرهما على يد الجاني الذي أنهى حياته خنقًا حتى فاضت روحه إلى بارئها، وزاد الطفل المتهم بالقتل من بشاعة إجرامه بأن راح يبحث عن المجني عليه طوال مدة اختفائه وهوَّ قاتله ويعلم مكان جثته.

 

«مصطفى خ» اسم يعرفه كل أبناء قريته ويعرفون عنه الطيبة والأخلاق واحترام الكبير، أتم ربيعه الثالث عشر منذ أيام قليلة مضت وسط فرحة ومباركة اسرته وتمنياتهم له بعمر مديد لكن ليس كل ما نطلبه ندركه، يملك مصطفى من الجسد ما يجعل من يراه يحسبه في أول سنوات الشباب، اختفى فجأة عشية الاثنين الماضي، وبالتحديد إبان وقت صلاة العشاء والتراويح؛ إذ خرج كعادته يلعب ويلهو دون أن يُخبر أحدًا بوجهته، لكنه لم يعُد لعدة ساعات، لتبدأ أسرته البحث عنه دون جدوى، وسط غموض بدأت طبقاته تتراص جوار بعضها البعض بمرور الوقت حتى أعلنت الساعة تمام الحادية عشر والنصف صباح الثلاثاء، حين عثر عم الطفل على الصغير جثةً هامدةً داخل أرضه، لكن الغموض زاد حين تيقن الجميع من أن الفتى قد قُتل، وأن من أنهى حياته قد خنقه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، فضلًا عن وجود آثار سحجات في يد الطفل اليسرى.


تصاعدت حدة الغموض وزادت، ليتم نقل الجثمان إلى المشرحة، وهناك حضر فريق من الطب الشرعي لتشريح الجثة بقرار من جهات التحقيق لبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها، قبل أن يتبين وجود شبهة جنائية بالفعل في الوفاة، وجرى دفن الجثمان وتشييعه في جنازة مهيبة عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، لكن أهل الطفل وغيرهم من سائر أهل البلدة ظلوا على حالهم يعضون الأنامل بحثًا عمن أنهى حياة فقيدهم.

كشف الجريمة

على الجانب الآخر، بذل رجال مباحث مركز شرطة مشتول السوق، برئاسة الرائد رمزي أبو زيد، رئيس مباحث مركز شرطة مشتول السوق، جهودًا مُضنية لأجل كشف أستار الجريمة وفك لغز مقتل الصبي؛ إذ اتسعت دائرة الاشتباه لتشمل كل أطفال البلدة من أصدقاء الفتى المقتول، لكن الغريب في الأمر وما جذب انتباه رجال البحث الجنائي أن من بين من كانوا يبحثون على الصغير وقت اختفائه طفلًا واجمًا يكبُر المفقود والقتيل بنحو أربع سنوات، كان ملاصقًا لأسرة المجني عليه كظلهم، إذ أفادت التحريات والمعلومات الأولية بأن ذاك الفتى التلميذ تربطه علاقة صداقة بالمجني عليه، فضلًا عن وجود علاقة نسب بين أسرته وأسرة الطفل المجني عليه.


جرى تضييق دائرة الشبهات لتتسلط الأعين على الطفل «أدهم ع ع» ابن السبعة عشرة أعوامٍ، وتتوصل التحريات إلى أنه المشتبه الأول في مقتل المجني عليه «مصطفى خ»، وتؤكد التحقيقات صحة التحريات، ليتم إلقاء القبض على المتهم، وبمواجهته أقر بأنه قد قتل الطفل المجني عليه (صديقه) بعدما اعتدى عليه في مكان العثور على الجثة، لكن فور واقعة الاعتداء حصل خلاف بينهما انتهى بأن أنهى المتهم حياة المجني عليه بعدما ضغط بكلتا يديه على رقبته خانقًا إياه حتى فارق الحياة.

جثة ابني

«كان بيدور معانا عليه».. قالتها والدة الطفل المجني عليه باكية خلال حديثها حول تفاصيل مقتل فقيدها على يد المتهم بالقتل، قبل أن تؤكد على أن المتهم هو جارهم وصديق نجلها وفي نفس الوقت تربط بين الأسرتين علاقة نسب ومصاهرة.

 

الأم تذكرت باكية ما دار ليلة اختفاء نجلها، مشيرةً إلى أنه قد غاب عن المنزل فجأة دون مقدمات، لكن حين رأته كان جثةً هامدةً: «خدته في حضني وهو مقتول.. كان آخر حضن وعمري ما كنت أتخيل ضنايا يتقتل وأعيش من غيره، وكل اللي طالباه دلوقتي القصاص من اللي حرق قلبي على ولدي».


يلتقط «أنور محمود»، عم الطفل المجني عليه، أطراف الحديث ليؤكد لـ«أخبار الحوادث» على أن فقيدهم الطفل مصطفى قد قُتل بعدما اختفى فجأة عن منزل الأسرة عشية الاثنين الماضي، قبل أن يخبط كفًا بكف ويتحدث بأسى عن أن القتيل لم يكن له عداوة مع أحد أو يثير ضغينة تجعل منه قتيلًا على يد أحد أصدقائه، لكن العم أكد في حديثه على أنهم يثقون في العدالة الناجزة للقصاص من المتهم بالقتل، وسط تأكيد من جانبه على إعلاء دور القانون مهما كانت التداعيات.

بلاغ الواقعة

كانت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية، تلقت إخطارًا من مأمور مركز شرطة مشتول السوق، يفيد بورود بلاغ من أسرة الطفل مصطفى خ، 13 عامًا، طالب في الصف الأول الإعدادي، مُقيم في قرية كفر يوسف شحاتة التابعة لدائرة ونطاق مركز شرطة مشتول السوق، مفاده بالعثور على الطفل جثة هامدة داخل قطعة أرض زراعية مملوكة لعمه في القرية، فيما تبين من المعاينة الأولية وقت العثور على الجثة أن بها آثار خنق في الرقبة وسحجات في اليد اليمنى، فضلًا عن وجود آثار دماء في الأذن اليسرى للمجني عليه، والاشتباه في حدوث الوفاة جنائيًا.

هرعت إحدى عربات الإسعاف إلى موقع العثور على الجثة، وبالعرض على جهات التحقيق في مركز شرطة مشتول السوق قررت انتداب فريق من الطب الشرعي لتشريح الجثة في مستشفى الأحرار التعليمي، وذلك لبيان سبب الوفاة، وصرحت بدفن الجثة عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، وطلبت تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وملابساتها وكيفية حدوثها.

 

على الفور، جرى تشكيل فريق بحث جنائي من رجال مباحث مركز شرطة مشتول السوق، برئاسة الرائد رمزي أبو زيد، رئيس مباحث مركز شرطة مشتول السوق، وتوصلت الجهود إلى أن وراء ارتكاب الواقعة المدعو «أدهم ع ع» طفل في السابعة عشر من عمره، وهوَّ صديق وجار المجني عليه، فضلًا عن وجود علاقة نسب ومصاهرة بين العائلتين، إذ أفادت التحريات بأن المتهم قد أنهى حياة المجني عليه خنقًا داخل أرض زراعية، وتركه في مكان العثور على الجثة.


جرى ضبط المتهم، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة على النحو المبين في التحقيقات، قبل أن يشير إلى أنه قد تعدى على الطفل المجني عليه في مكان العثور على الجثة، لكن فور واقعة التعدي نشب خلاف بينهما انتهى بأن أنهى المتهم حياة المجني عليه خنقًا حتى فارق الحياة، وترك الجثة في مكان العثور عليها، ولاذ بالفرار من مسرح الجريمة يبحث مع أسرة الفتى عنه وهوَّ قاتله، وبالعرض على جهات التحقيق في مركز شرطة مشتول السوق قررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات.