الزوج النذل..يضرب زوجته وينشر لها فيديوهات رقص على «فيس بوك»

المجني عليها
المجني عليها

إسلام عبد الخالق

الشرف كلمة لا يستحقها ولا يدركها ولا يصونها إلا من يعرف معناها، لا هذا الرجل الذي استباح قدسية العلاقة الزوجية وفضح ستر زوجته، أحل الله الطلاق والانفصال حين تستحيل الحياة بين الزوجين، حين تنعدم المودة وتغيب الرحمة، لكن أن يصل الأمر إلى حد التشهير وأن يستبيح الرجل جسد زوجته ويعرضها عيانًا بيانًا أمام العوام بدلًا من أن يسترها أو حتى يختار الانفصال ويلوذ بالطلاق فهذا هو غير المقبول ويضعنا أمام زوج بلا نخوة؛ما جرى داخل الحي العاشر في مدينة العاشر من رمضان يفوق الوصف، وإلى التفاصيل.

 

رشا عاطف، سيدة ساقها حظها العاثر للوقوع في طريق رجل ظنت يومًا بأنه سيحميها ويكون لها السند والزوج والستر حين وافقت على الزواج منه بعد ارتباط وخطوبة دامت سنة واحدة، لكن ما هو إلا أسبوع واحد فقط فصل بين ليلة الزفاف وبين أول موقف سيئ طالت خلاله يد الزوج ليعتدي عليها، لتهرول إلى منزل والدتها تشكو وتغضب ويستمر الخصام بضعة أيام قبل أن تعود ويتكرر الأمر مرارًا وتكرارًا حتى حملت سريعًا في طفلتهما الأولى والوحيدة «مكة».

 

أكيد سوف تتغير أخلاقه، هكذا حدثت رشا نفسها، لكن هل حصل التغيير بالفعل؟!
خمس سنوات والحال كما هو، بل ويسير من سيئ إلى أسوأ؛ فالزوج لم يمنع نفسه عن ضرب زوجته والتعدي عليها بافذع الألفاظ وكأن ما يفعله هذا هو في نظر الناس رجولة وقوة شخصية، لكن ما جرى خلال الشهور القليلة الماضية فاق حد التصور والتحمل من جانب الزوجة ووالدتها؛ إذ فوجئت بزوجها «أحمد ع م ع» الذي يعمل في مجال ديكور الأسقف المُعلقة «جبسون بورد»، يعتدي عليها ويسبها بألفاظ فاحشة وخادشة للحياء، بل وتطاول عليها ذات يوم وحين استنجدت بوالدتها ضرب والدتها هي الأخرى.

محاضر وبلاغات

وصل الأمر بالزوجة إلى أن شونت منقولاتها الزوجية في مسكن والدتها، وارتضت بالعمل لأجل رعاية طفلتها، بعدما استحالت العشرة بينها وزوجها، خاصةً وأن الأخير رفض مرارًا انفاصالهما بالطلاق وإنهاء تلك الحياة التعسة بالمعروف، وحين اعتاد ضربها وزاد في إهانتها أمام القاصي والداني على قارعة الطريق ووصل الأمر إلى التلويح بسلاح ابيض «مطواة» في وجهها، قبل أن يتمادى في تعدياته بالضرب على الزوجة المسكينة ووالدتها ايضًا، لتتوجه الاخيرة (والدة رشا) إلى قسم شرطة ثانٍ العاشر من رمضان يوم 15 مارس الماضي، وتُحرر المحضر رقم 483 إداري ثانٍ العاشر من رمضان لسنة 2022، تتهم خلالها زوج ابنتها بالاعتداء عليها بالضرب، لكن البلاغ لم يردع الزوج، فعاد بعدها بثلاثة عشر يومًا واعتدى من جديد على زوجته بتاريخ 28 مارس الماضي، لتهرول الزوجة إلى قسم الشرطة وتُحرر المحضر رقم 1602 جنح قسم شرطة ثانٍ العاشر من رمضان لسنة 2022، تتهمه خلاله بالتعدي عليها بالضرب أمام العامة في الطرقات، والتربص بها وبوالدتها.

لم تهنأ رشا بالبُعد عن زوجها وفداحة ما يفعله ضربًا بيديه أو سبًا بلسانه، لتعتاد الغياب عنه، حتى أنها لخصت حياتها الزوجية التعسة تلك، خلال حديثها لـ «أخبار الحوادث»، بأنها لم تستعمل سوى طقمين فقط من مفروشات الاسرة، دلالةً على أن حياتها لم تعرف معنى الاستقرار، وأن ما عاشته داخل مسكن الزوجية لا يتخطى الأسابيع القليلة في مُجمل ما عاشته بعيدًا عن الضرب والسب والغضبات.

حريق غامض

صباح الثلاثاء قبل الماضي كان الأمر الفارق في حياة رشا وعلاقتها بزوجها، إذ اصطحبت «رشا» ابنتها «مكة» إلى عملها في المستشفى الجامعي بالمدينة، على غير العادة، فيما كانت والدة رشا في طريقها إلى أحد المخابز لحلب الخبز التمويني، قبل أن تشتعل النيران فجأة في مسكن الجدة دون سابق إنذار، ويلتهم الحريق محتويات الشقة بالكامل، دون إصابات أو خسائر في الأرواح.

 

هرولت رشا ووالدتها إلى حيث مسكنها الذي تفحم عن آخره، لكن الغريب في الأمر أن زوج رشا لم يُحرك ساكنًا أو حتى يسعى للتواصل والاطمئنان على ابنته، إلا أن الطامة الكبرى كانت فعلته التي أقدم عليها -بحسب حديث رشا لـ«أخبار الحوادث»- إذ أكدت أن زوجها قد استغل وجود هاتفها بحوزته لبضع ساعات واستولى على صور ومقاطع فيديو لها وهي ترقص رفقة طفلتهما، قبل أن تفاجأ فيما بعد، وبعد ساعات من اختراق مسكن والدتها، بأن زوجها قد أنشاء حسابًا شخصيًا باسمها وصورها عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، وأخذ في نشر تلك الصور وفيديو الرقص بعدما اقتطع منه ظهور طفلتهما، قبل أن يُعنون ذلك بطعن الزوجة في شرفها واتهامها صراحةً بأنها ترقص لعشيقها.


سردت الزوجة «رشا عاطف خيري»، تفاصيل ما جرى وما تعرضت له على يد زوجها، في مشهد جاء على بُعد خطواتٍ من مسكن والدتها الذي كان يأويها وابنتها واحترق عن آخره بمحتوياته، لتؤكد على أنها باتت لا تملك شيئًا من الدنيا ولا تملك كذلك رفع دعوى تُطالب فيها بالطلاق لما تُعانيه من زوجها لعدم قدرتها على توفير نفقات الدفاع والمحامين، لكنها لاذت بإدارة مكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات، التابعة للإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات في وزارة الداخلية، وحررت هناك بلاغًا رسميًا حمل رقم 5 أحوال مباحث الانترنت وتكنولوجيا المعلومات في منطقة العباسية لسنة 2022، تتهم خلاله زوجها بما فعله في حقها من ابتزاز وتشهير وخوض في شرفها ونشر صور ومقاطع خاصة وإظهارها على غير حقيقتها.

 

استغاثة
رشا الآن بلا بيت يأويها هي وطفلتها الصغيرة وأمها بعدما احترق بيتها بفعل فاعل، حتى اتعاب المحامي الذي ترغب في أن يرفع لها قضية طلاق من هذا الزوج الندل تعجز عن أن تدفعها، وهي الآن تلتمس أن تمتد إليها يد المساعدة ونحن في أيام الشهر الكريم.