سفيرة سلوفينيا بمصر: قضية سد النهضة «مُعقدة» وتؤثر على السلم والأمن بالمنطقة

سفيرة سلوفينيا مع محررة بوابة أخبار اليوم
سفيرة سلوفينيا مع محررة بوابة أخبار اليوم

قالت سفيرة سلوفينيا بمصر ماتيا بريفولشيك إن سلوفينيا ومصر تتمتعان بعلاقات ثنائية ممتازة.

اقرأ أيضًا: وزير الدولة البريطاني يؤكد على أهمية العلاقات بين المملكة المتحدة ومصر

وأضافت – خلال حوارها مع بوابة أخبار اليوم – أنها تود أن تغتنم هذه الفرصة وتلفت انتباه الجميع إلى حقيقة أن سلوفينيا ومصر تحتفلان في 30 أبريل بالذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما.

 وتابعت قائلة «أعتقد أن كلا الجانبين يعتبرها معلمًا مهمًا في تاريخ العلاقات وآمل أن نتمكن من الاحتفال بهذه المناسبة أيضًا من خلال استضافة الرئيس السيسي في سلوفينيا بحلول نهاية العام.. ونؤكد ان هناك دعوة مفتوحة للرئيس عبد الفتاح السيسى لزيارة سلوفينيا، ونأمل أن تشمل خططه للرحلات إلى أوروبا هذا العام سلوفينيا أيضًا».
وأضافت «يسعدني أن أشير إلى أن مصر هي أهم شريك لسلوفينيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأن علاقاتنا تتعزز بشكل أكبر من خلال الاتصالات المنتظمة على مختلف المستويات، وكذلك التعاون في مختلف المجالات.. وقد كان هناك ارتفاع في تبادل الزيارات بين مصر وسلوفينيا على أعلى مستوى منذ عام 2016».
وتابعت قائلة «منذ ذلك الحين، شهدنا زيارة الرئيس السلوفيني بوروت باهور وممثلين رفيعي المستوى آخرين ، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق ووزير الخارجية إلى مصر خلال زيارة وزير الخارجية السلوفيني في عام 2019، تم تنظيم الدورة الأولى للجنة الاقتصادية المشتركة في القاهرة».
ولفتت إلى أنه خلال المشاركة تم استكشاف المجالات الممكنة للتعاون الاقتصادي والعلمي، كما شارك الوزيران في حدث الأعمال لوكا كوبر (ميناء كوبر داي). 
وتابعت قائلة «نحن نقدر مشاركة مصر على مستوى مساعد وزير الخارجية السفير بدر عبد العاطي في الملتقى الإبداعي في ليوبليانا في سبتمبر من العام الماضي، ونتطلع إلى استضافة وزير الخارجية سامح شكري قريباً للدورة الثانية للاقتصاد المشترك». 
ولفتت إلى أنه من المعتاد أيضًا أن يجتمع وزراء الخارجية بانتظام على هامش الأحداث الدولية المختلفة، لذلك التقى وزير خارجيتنا، أني لوغار، بوزير الخارجية سامح شكري آخر مرة خلال الاجتماع الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة في أواخر نوفمبر.
وفيما يخص حجم التبادل الاقتصادي والاستثماري بين مصر وسلوفينيا وأهم مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين قالت سفيرة سلوفينيا إنه لا تزال مصر واحدة من أهم الشركاء التجاريين لسلوفينيا في المنطقة والأولى في القارة الأفريقية.
ولفتت إلى أنه على الرغم من انخفاض التجارة الثنائية في عام 2020 بشكل طفيف مقارنة بالعام السابق، إلا أن قيمة التجارة في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2021 تجاوزت بالفعل التجارة في عام 2020 ونمت بنسبة 99٪. 
وقالت ان المصدر الرئيسي لهذا الاتجاه الإيجابي هو الزيادة الكبيرة في الواردات من مصر إلى سلوفينيا. وتصدر سلوفينيا في الغالب المنتجات الورقية والآلات والمركبات والمنتجات الصيدلانية والألمنيوم ، والواردات من مصر في الغالب الفواكه والمكسرات والخضروات ، وكذلك بعض الوقود المعدني والزيوت. 
ويعود أبرز استثمار مصري في سلوفينيا إلى عام 2007 عندما استحوذت شركة السويدي إلكتريك على الشركة السلوفينية Iskraemeco d.d. كرانج.

واكدت سفيرة سلوفينيا ان هناك العديد من الاتفاقيات بين البلدين في مجالات مختلفة من التعاون، لا سيما التعاون الاقتصادي والصناعي والتكنولوجي والعلمي والترويج المتبادل للاستثمارات وحمايتها.
وتابعت قائلة «في نوفمبر 2018 ، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة الوطنية المصرية للإنتاج الحربي والشركة السلوفينية Iskra d.o.o. والتعاون في مجال تطوير البنية التحتية لتوزيع الطاقة. وقد أقام ميناء كوبر الأبرز منذ عدة سنوات تعاونًا ممتازًا مع موانئ الإسكندرية ودمياط ، مما أدى إلى شراكة ممتازة.
ولفتت إلى أن تلك الشراكة توفر لمصر نقطة دخول مناسبة لتصديرها من الفاكهة وغيرها من المنتجات إلى وسط وشرق أوروبا ويتجلى هذا التعاون الوثيق سنويًا من خلال حدث "Port of Koper Day" السنوي حيث يلتقي شركاء الأعمال بانتظام ويعملون على زيادة تحفيز قطاع الخدمات اللوجستية في مصر وأفريقيا.
وفيما يخص التطورات في العلاقات الثقافية والتعاون الثقافي بين مصر وسلوفينيا قالت السفيرة ان السفارة تحاول أن تكون نشطة قدر الإمكان في مجال الثقافة وقد نظمت العديد من الفعاليات الثقافية في السنوات القليلة الماضية. خلال رئاستها لمجلس الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من عام 2021 .
وتابعت أن السفارة أعدت عددًا من الفعاليات والمشاريع الثقافية و تم إنشاء مكتبة رقمية مجانية، "Europe Readr"  لتزويد القراء بمجموعة مختارة من الأدب الأوروبي بجميع اللغات الرسمية الأربع والعشرين في الاتحاد الأوروبي والترجمة الإنجليزية.
وأشارت إلى أنه كجزء من هذا المشروع ، تم إنشاء "مكتبة في الهواء الطلق تحت عنوان Treetops" في جامعة هليوبوليس ومكتبة مصر العامة في الدقي. أما بالنسبة للمكتبة التابعة لـ Treetops ، فقد تم الاتفاق مع مكتبة مصر العامة على تمديد المشروع حتى عام 2022 وفروعها الأخرى في جميع أنحاء مصر.
وقالت السفيرة «في أكتوبر الماضي، نظمنا معرضًا للتصميم السلوفيني المعاصر "صنع في سلوفينيا - مستقبل الحياة" في ساقية الصاوي في الزمالك وقد شارك المعرض في 25 موقعًا حول العالم وتم اختيار القاهرة كإحدى محطاته البارزة، حيث عرض للإبداع السلوفيني ويؤكد على دور القطاع الثقافي والإبداعي كمحرك للتنمية المستدامة».
وتابعت قائلة «في سياق التعاون الثقافي، لا يمكنني أن أتجاهل علاقة تاريخية فريدة بين البلدين ، ما يسمى بنساء الإسكندرية فمنذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى بداية الحرب العالمية الثانية ، أتت حوالي 7000 امرأة سلوفينية إلى مصر ، وخاصة إلى الإسكندرية ، للعمل في منازل الاغنياء ورعاية الأطفال وتعليمهم».
وأضافت قائلة «تركت معظم هؤلاء النساء أسرهن وأطفالهن في سلوفينيا ، وتزوجن من المصريين وأنجبوا أطفالهم. لا يزال أطفالهم يعيشون في مصر ويشكلون جزءًا مهمًا من المجتمع السلوفيني هنا ، وأنا أرغب في الحفاظ على العلاقات القائمة معهم أيضًا في المستقبل».
وقالت السفيرة إن نساء الإسكندرية، كما نسميهن في الوطن، جزء من التراث الثقافي والتاريخي السلوفيني، وتتمثل رغبة ووظيفة السفارة في الحفاظ على هذا التراث حيًا.
وفي مجال السياحة، وهل عادت السياحة السلوفينية إلى مصر لفتت السفيرة إلى أن مصر تجذب السائح السلوفيني بشواطئها الجميلة وشعابها المرجانية في البحر الأحمر، والرحلات البحرية في نهر النيل وفوق كل ذلك التراث التاريخي مع العديد من المواقع والمتاحف في جميع أنحاء مصر.
وفيما يخص التعاون بين البلدين في مجال التعليم قالت السفيرة إن السنوات الماضية كان التعاون بين مصر وسلوفينيا في مجالات التعليم والصحة كبير للغاية.
وتابعت أن سلوفينيا اعتادت أن تقدم منحًا للدراسات العليا للطلاب المصريين ، ولا سيما في مجال الهندسة الكهربائية والطب ، ونفذت عدة مشروعات من تدريب الخبراء وورش العمل للأخصائيين الطبيين، و تم تنفيذ معظم المشاريع في إطار المساعدات الإنسانية والتنموية لمصر ولكن لدينا طموح لاستكشاف إمكانيات مثل هذا التعاون على أساس تجاري .
وفيما يخص موقف سلوفينيا من أزمة سد النهضة قالت السفيرة ان قضية سد النهضة الإثيوبي قضية معقدة للغاية ويمكن أن تؤثر ليس فقط على الأمن القومي لمصر ولكن أيضًا على السلم والأمن في المنطقة.
وتابعت أن سلوفينيا تتفهم قلق مصر فيما يتعلق بأمنها المائي وأهمية نهر النيل وتأمل أن تتمكن الدول المعنية في النزاع من حل هذه القضية الحساسة قريبًا ، إما من خلال جهود وساطة الاتحاد الأفريقي أو بمساعدة جهة أخرى.
ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي قد أعرب مرات عديدة عن رغبته واستعداده لتزويد مصر والدول الأخرى في النزاع بالخبرة القانونية والفنية والمساعدة في العملية. 
وأشارت السفيرة إلى أهمية إمدادات الطاقة لأوروبا بشكل كبير مع الأحداث الأخيرة في أوكرانيا قائلة «أعتقد أن مصر قد تكون واحدة من الدول التي سيلجأ إليها الاتحاد الأوروبي في ترتيب مصادر بديلة للطاقة ، وخاصة الغاز ، في المستقبل».