قريباً من السياسة

مطلوب تعاطف الفلسطينيين مع أنفسهم

محمد الشماع
محمد الشماع

مصر لا تتوقف عن جهودها لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة لوقف الانهيار والشلل الذى أصيبت به الحياة الفلسطينية وتأثر به المواطن الفلسطينى فى حياته اليومية، فى نفس الوقت فليس من المعقول أن يكون هناك حديث عن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بدون إجماع وطنى فلسطينى وفى ظل انقسام أراضى السلطة الفلسطينية بين فتح وحماس واستمرار هذا الموقف يسعد إسرائيل تماماً!!


لا تتوقف مصر عن عقد الاجتماعات بين ممثلى مختلف الأجنحة والفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة وبعد الأحداث الأخيرة على الأراضى الفلسطينية على الشعب الفلسطينى، أصبحت هذه المصالحة ضرورية، فيجب على كل الفصائل أن تتحلى بالواقعية السياسية وتتحمل مسئولياتها تجاه شعبها وقضيتها ومن غير المعقول استهلاك الجهود فى خلافات بين الأشقاء بينما يحتاج الفلسطينيون إلى كل جهدهم للتفاوض مع عدو شرس كما يحتاجون استعادة التعاطف الدولى مع القضية الفلسطينية التى كانت مطروحة فى كل المحافل وكسبت التأييد الشعبى فى أوروبا وأمريكا إلى الحد الذى جعل متطوعين من هذه البلدان يذهبون إلى الأراضى الفلسطينية ويتصدون مع الفلسطينيين للجرافات الإسرائيلية، هذا التأييد الدولى - حكومياً وشعبياً- أخذ فى التراجع بسبب خلافات القادة الفلسطينيين وهذا طبيعى لأننا لا يمكن أن نكون ضد أنفسنا ونتصور أن العالم سيكون معنا.


التفاوض معركة لا تقل فى ضراوتها عن الحرب والمطلوب إن لم يكن هناك إجماع فعلى الأقل لابد من توزيع الأدوار، فقد كان وصول حماس إلى السلطة خلطا للأوراق تسبب فى كل الكوارث التى جاءت بعده، هناك قواعد لكل لعبة والدخول فى لعبة السلطة يعنى القبول بالاتفاقات والتفاهمات والمرجعيات التى قامت على أساسها السلطة الفلسطينية فلا يمكن تبنى الوجود فى الحكومة والمقاومة المسلحة فى نفس الوقت هذا هو الدرس الذى لا تريد حماس أن تستوعبه حتى الآن.


ومتى يتعاطف الفلسطينيون مع أنفسهم؟!.