عبد الهادي عباس يكتب: الإنشاد المصري لا يزال يخطف أسماع الدنيا

الكاتب الصحفي عبد الهادي عباس
الكاتب الصحفي عبد الهادي عباس

تعمر قلوب المنشدين الشباب ثقة كبيرة في مستقبل الإنشاد الديني المصري، ويرون أن الأيام المقبلة ستشهد تنوعا في المستمعين وزيادة في الإقبال عليه؛ وربما كان لهؤلاء الشباب بعض المنطق بعدما ازداد جمهور المنشدين بين فئات الشباب في الآونة الأخيرة مع إقبال الناس على الاستماع وتقضية أوقاتهم في حفلاته، ومع تنوع قنوات اليوتيوب المتخصصة للباحثين عن الشهرة من بين شباب المنشدين.    

ولكن من بين هذه المواهب المتلاطمة تبرز عدة خامات ذهبية الصوت تذكر المستمع بالعمالقة الأولين الذين ملأوا العالم العربي والإسلامي مديحا وإنشادا وابتهالات لا ينساها من سمعها، إذ تخترق القلوب وتسكن فيها دون مغادرة، حتى إنه لم يعد أحد يستطيع مجاراة مصر في فنون المديح النبوي والإنشاد الديني، فكما صدحت أصوات كبار المنشدين قديمًا في كل بقاع العالم الإسلامي وخطفت القلوب والأسماع، فإن الواقع يشهد بأن المدرسة الإنشادية المصرية لا تزال عريضة الجدران متينة البنيان، ومن بين أركان هذه المدرسة من الشباب المبتهل والقارئ الصعيدي: محمد عبد الرءوف السوهاجي.

يؤكد الشيخ السوهاجي لـ"بوابة أخبار اليوم" أن مستوى الإنشاد في مصر يزدهي ويزدهر عاما بعد عام ليملأ أسماع الدنيا، حيث يرجع الفضل إلى نقابة العاملين بالإنشاد الديني والمبتهلين، التي أخرجت عدة دفعات من المبدعين في الإنشاد الديني والتواشيح والأناشيد، بقيادة المبتهل الكبير محمود التهامي.

ويضيف السوهاجي أنه يعتمد على إعادة التسجيل بصوته والتوزيع الموسيقي لبعض الأعمال الخالدة، منها: أنشودة "مولاي" للشيخ سيد النقشبندي؛ والأغاني الدينية مثل: (حب الرسول يابا- لأجل النبي- عليك سلام الله)، لمداح الرسول الحاج محمد الكحلاوي؛ ويقوم بالتجهيز لإعادة هيكلة التواشيح والموشحات الثراثية القديمة، مثل: توشيح "أمدح المكمل" للشيخ محمد الفيومي، وموشح "مولاي كتبت رحمة الناس عليك" للشيخ زكريا أحمد، وغيرها من التراث المصري الأصيل. 

يقوم الشيخ السوهاجي بإحياء السهرات الرمضانية يوميا في الكثير من المحافل المصرية والعربية، بعدما قضى العامين الماضيين يحييها من منزله بعد أزمة "كورونا" عبر البث المباشر على قناته على اليوتيوب وصفحته على الفيس بوك، حيث يستخدم كل مواقع السوشيال ميديا لنشر رسالته، بعد غياب الإنتاج الديني الذي ترك المنشدين والمبتهلين من أصحاب الأصوات الجميلة دون مأوى-  حسبما يقول- وأصبحت المواهب لا يُسمع لها صوت إلا عبر الوسائل الإلكترونية، بل وفي تجاهل كبير من الإعلام إلا في بعض المواسم الدينية التي تقتصر على لقاءات تلفزيونية وإذاعية دون أي مقابل مادي. 

 

 

يُناشد المنشدون الشباب شركات الإنتاج الفني بألا يقتصر عملها على الفن والسينما فقط، وإنما إنتاج أعمال دينية للمبتهلين والمنشدين ليعود جيل الشيخ علي محمود والشيخ سيد النقشبندي والشيخ نصر الدين طوبار والشيخ محمد عمران وغيرهم، فهناك من المنشدين والمبتهلين من لا يجد مصدرا للرزق.

يرتكز السوهاجي على مؤهلات كثيرة أسهمت في صقل موهبته حتى أصبح مبتهلا بالإذاعة والتليفزيون، وعضو مجلس إدارة نقابة العاملين بالإنشاد الديني والمبتهلين، وعضو نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم، وحصل على ليسانس أصول الدين جامعة الأزهر الشريف، وعلى شهادة عالية القراءات، ومن ثم نال العديد من الجوائز المحلية والعالمية في الإنشاد الديني وقراءة القرآن منها: المركز الأول على العالم في تجويد القرآن الكريم عام 2005 في المسابقة العالمية لحفظ وتجويد القرآن بوزارة الأوقاف.

 

وايضا المركز الأول في مسابقة الإنشاد الديني بوزارة الشباب عام 2007، وجائزة أفضل أداء في الإنشاد الديني مناصفة لعام 2007 من دار الأوبرا المصرية، والمركز الثاني في مسابقة المزمار الذهبي النسخة الثانية في تجويد القرآن الكريم، والمركز الأول في مسابقة الإنشاد الديني من جامعة الأزهر الشريف عام 2012، وعلى الإجازة متصلة السند بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم وأجازه فضيلة الشيخ إبراهيم عبد العزيز عام 2018.. وتم تكريمه كأفضل منشد ديني لعام 2016 من مؤسسة الحسيني الثقافية.