الرئيس السيسي: تعمير سيناء بمثابة خط الدفاع الأول عنها

الرئيس عبدالفتاح السيسي
الرئيس عبدالفتاح السيسي

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مصر بدأت مرحلة جديدة عقب استعادة سيناء، حيث اتجهت لتعمير سيناء الغالية ليكون ذلك بمثابة خط الدفاع الأول عنها، مضيفا: "ولعلكم تلمسون حجم المشروعات التي تنتشر فوق ربوعها"، والتي تهدف لتمنيتها والاستفادة من خيراتها، وتحقيق الرفاهية لأهالي سيناء".

وأشار "السيسي"، خلال كلمته بمناسبة الذكرى الـ 40 بمناسبة عيد تحرير سيناء، إلى أن الاحتفال بعيد تحرير سيناء يأتي متزامنا مع العديد من المناسبات الدينية والقومية، حيث يتواكب مع مرور 50 عاما هجريا على انتصار العاشر من رمضان والذي مهد الطريق لعودة هذه الرقعة المباركة من أرض مصر.

وأوضح أن سيناء "تلك البقعة الغالية من أرض الوطن التي يحمل لها المصريون جميعًا في قلوبهم تقديرًا لا ينقضي مع تقادم الزمن وتعاقب الأجيال".

وأضاف: "ينظرون إليها على أنها درة التاج المصري ومصدر فخر واعتزاز تلك الأمة.. باعتبارها الأرض الوحيدة التي تجلت عليها الذات الإلهية.. وهي البقعة التي اختارها المولى سبحانه وتعالى لأولى رسالاته السماوية".

وتابع أن مكانة أرض سيناء الدينية والتاريخية لا ينازعنا فيها أحد، كما أن موقعها الفريد هو ما لفت إليها الأنظار عبر العصورة المختلفة، فهي حلقة الوصل بين الشرق والغرب.

 

وفي مثل هذا اليوم 25 أبريل، استردت مصر كامل أراضي شبه جزيرة سيناء، عدا مدينة طابا ‏التي دخلت التحكيم الدولي بشأنها واستردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989، وتم رفع العلم المصري على الحدود الشرقية ومدينة شرم الشيخ في مثل هذا اليوم عام 1982.

 

ومهدت حرب السادس من أكتوبر 1973 لاسترداد مصر لأراضيها بالكامل، عبر معركة تفاوضية شاقة شاركت بها جميع جهات الدولة، وانطلقت العملية التنموية عقب استرداد «أرض الفيروز»، لكن يؤكد الخبراء أن العملية التنموية الحالية التي تشهدها غير مسبوقة.

 

استردت مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، واكتمل التحرير عندما رفع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك علم مصر على طابا، حيث كانت قد وقعت في يد المحتل الإسرائيلي بعد هزيمة يونيو 1967، ولكن بعد أيام معدودة من الهزيمة، بدأت مصر معركة استعادة الأرض، حيث شهدت جبهة القتال معارك شرسة كانت نتائجها بمثابة صدمة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي عرفت بحرب الاستنزاف واستمرت حتى السادس من أكتوبر 1973.

 

بدأت المواجهة على جبهة القتال ابتداء من سبتمبر 1968 وحتى السادس من أكتوبر 1973م، حيث انطلقت القوات المصرية معلنة بدء حرب العبور والتي خاضتها مصر في مواجهة إسرائيل واقتحمت قناة السويس وخط بارليف كان من أهم نتائجها استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975.

 

وكان نصر أكتوبر الطريق لعقد اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل الذى عُقد في سبتمبر 1978، على إثر مبادرة السادات التاريخية في نوفمبر 1977 وزيارته للقدس.

 

وبعد اليوم السادس عشر من بدء الحرب انطلقت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية، حيث تم إصدار القرار رقم 338 والذى يقضى بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءا من 22 أكتوبر 1973م، بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن، وهو ما قبلته مصر ونفذته مساء يوم صدور القرار.

 

لكن خرق القوات الإسرائيلية للقرار أدى إلى إصدار مجلس الأمن قرارا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، والذى التزمت به إسرائيل ووافقت عليه، ودخلت في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات، الأمر الذى أدى إلى توقف المعارك في 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء.

 

وأدت معاهدة السلام إلى انسحاب إسرائيلي كامل من شبه جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها، وتم تحديد جدول زمنى للانسحاب المرحلي من سيناء.

 

وخلال الانسحاب الإسرائيلي تفجر الصراع حول طابا وعرضت مصر موقفها بوضوح، واستغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية 7 سنوات من الجهد الدبلوماسي المكثف.