كنزٌ لا تفقده

إيمان عبد الموجود محمد  منطقة وعظ الغربية
إيمان عبد الموجود محمد منطقة وعظ الغربية

بالأمس القريب كنا ننتظر شهر رمضان بكل شوقٍ، وها نحن نعيش أيامه ولياليه، وكأن هذا الشهر ضيف خفيف يأتى حاملًا بالخيرات والمسرات ويمضى مسرعًا مرور الكرام وصدق الله حينما قال عنه «أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ « (البقرة:١٨٤).

أيام معدودة ونودع هذا الشهر الفضيل، جعل الله فى ختامه أيامًا عظيمة الفضل والمنزلة، ذات قدر وشرف، وهى كنز لكل مسلم لابد أن يغتنمه ولا يفقده، إنه العشر الأواخر التى تعد لياليها أفضل عشر ليال للعبادة والعمل الصالح، فقد كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يجتهد فيها أكثر من غيرها، فإذا دخل عليه العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره فعن عائشة رضى الله عنها، قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم): يجتهد فى العشر الأواخر ما لا يجتهد فى غيره» لقد حباها الله شرفاً بأن جعل فى وتر من أوتار ليلها؛ ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر، شرّفها الله ورفع قدرها لنزول القرآن فيها، فمن صام نهارها وقام ليلها غفر له ما تقدم من ذنبه كما أخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ:- «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخارى..

وقد عرف السلف قدرها وعظيم شأنها، فتسابقوا فيها إلى الطاعات، وسارعوا فيها إلى الخيرات، وكانوا أشد حرصاً على الاجتهاد فيها فى كافة العبادات من صيام، وصدقة، وقيام، وتلاوة القرآن، فقد كان الأسود بن يزيد يختم المصحف فى ست ليال، فإذا دخل رمضان ختمه فى ثلاث ليال، فإذا دخلت العشر ختمه فى كل ليلة، وكان الشافعى  يختمه فى العشر فى كل ليلة بين المغرب والعشاء وكذا روى عن أبى حنيفة رحمه الله..

والعشر الأواخر من رمضان كنز لمن جَد واجتهد فيها فخرج من رمضان وهو مغفور له وقد نال رضوان الله ورضاه، فهنيئًا له على فوزه ورفع درجاته وامتثاله لله ولرسوله..  نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عتقائه من النار ومن المغفور لهم ذنوبهم، وأن يعيننا على طاعته وحسن عبادته.