اللواء الإسلامى

حمادة إمام يكتب.. «الاختيار» يكشف 4 جواسيس في الاتحادية حول الرئيس الإخواني

محمد رفاعى الطهطاوى - عصام حداد - أسعد شيخة - أحمد عبدالعاطي - حمادة إمام
محمد رفاعى الطهطاوى - عصام حداد - أسعد شيخة - أحمد عبدالعاطي - حمادة إمام

صباح يوم الإثنين 25 يونيو 2012 دخل محمد مرسى مقر رئاسة الجمهورية، لأول مرة، بعد أن ظل مهجورًا منذ إعلان تنحى الرئيس السابق، حسنى مبارك، عن السلطة فى 11 فبراير 2011.

التقى مرسى العاملين فى مقر رئاسة الجمهورية، للتعرف عليهم وعلى سير العمل، كما التقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور كمال الجنزورى، قبل تقديم الأخير استقالة حكومته.

 ودبّت الحياة من جديد فى مقر رئاسة الجمهورية حيث استعاد المقر نشاطه، بعد أن أوفد مكتب الإرشاد التابع لجماعة الإخوان فريقًا منها يؤمّن الرئيس ويحَجِّم رجال النظام القديم ويسيطر فى الوقت ذاته على مفاصل القصر..

هذا الفريق كان مكونًا من  أربعة مثلوا الطبقة العازلة الجديدة للرئيس.


الفريق الذى أرسله مكتب الإرشاد لإدارة مكتب الرئيس كان يحمل معه خطة أو تصور أو أجندة الجماعة للتمكين فى حكم مصر 


فى 3 يوليو 2013، كان محمد مرسى يجلس بمقر إقامته بإحدى دور الحرس الجمهورى، وحوله 20 من مساعديه ينتظرون إلقاء الفريق أول «عبدالفتاح السيسى» وزير الدفاع والإنتاج الحربى فى ذلك الوقت- بيان الجيش والقوى السياسية والوطنية والدينية، بشأن تكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا بإدارة شئون البلاد مؤقتًا. وذلك لحين انتخاب رئيس آخر.


وقبل إلقاء «السيسى» بيانه بساعة توجه 3 من قادة الحرس الجمهورى إلى حيث يقيم «مرسى» لإبلاغه بقرار إقالته وعزله والتحفظ عليه.


تم تحديد إقامة «مرسى» ونُقِل فى سرية إلى مكان آمن، واستمر فيه إلى أن بدأ معه التحقيق فى حزمة من الاتهامات، منها التخابر والهروب من السجن وإفشاء الأسرار وقتل متظاهرين.


النيابة العامة أسندت إلى محمد مرسى ومعه، عصام الحداد وأسعد الشيخة وأحمد عبدالعاطى ومحمد رفاعة الطهطاوى، وهم المجموعة التى أرسلها مكتب الارشاد لادارة مكتب الرئيس تهم التخابر مع منظمات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الدفاع عن البلاد لدولة أجنبية.


وما بين بدء التحقيق والإحالة للمحاكمة كانت أسرار وتفاصيل كثيرة قد بدأت تتساقط من فوق جسد الإخوان بشكل عام، ومساعدى مرسى بشكل خاص.. وكان وراء كل مساعد قصة وحكاية، 


«الأول ..حفيد رفاعة الطهطاوى»


لما قامت ثورة 25 يناير كان محمد فتحى رفاعة الطهطاوى هو الحفيد الأكبر لرفاعة رافع الطهطاوى يشغل منصب المتحدث الرسمى لشيخ الأزهر، ومع أيامها الأولى انضم لصفوف الثوار واستقال من منصبه.. قبل ذلك كان دبلوماسيًا فى بروكسل، ثم اختاره عمرو موسى -وزير الخارجية فى ذلك الوقت- لرئاسة الوفد المصرى فى إيران، ما بين 1998 إلى عام 2001، وهى فترة شهدت علاقة شديدة التوتر بين الجانبين المصرى والإيرانى، ولكن استطاع بفضل دبلوماسيته أن يحشد الإيرانيين لصالح التقارب بين البلدين.


وخلال تلك الفترة كان الرئيس محمد خاتمى حاكمًا لإيران ونجح «الطهطاوى» فى إقامة علاقات دبلوماسية قوية مع الرئيس الإيرانى فى ظل حدوث مناوشات دبلوماسية بين البلدين، استطاع الطهطاوى أن يحسمها لصالح الجانب المصرى..

ولقّبه الطاقم الدبلوماسى المرافق له بـ«راعى المصالح المصرية فى طهران»، ثم عمل سفيرًا لمصر فى ليبيا، ومساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية، ثم عميد المعهد الدبلوماسى.


ولما وصل الإخوان للحكم عُيِّن رئيسًا لديوان رئيس الجمهورية.


محمد فتحى رفاعة الطهطاوى هو الحفيد الأكبر لرفاعة رافع الطهطاوى، من قادة النهضة العلمية فى مصر فى عهد محمد على.


وفى الوقت ذاته، هو ابن خالة الدكتور أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، حيث إن والدة كل منهما ابنة عبدالوهاب عزام.ومن هنا تبدأ حكايته التى تتكشف منذ القبض عليه من داخل صالون دار الحرس الجمهورى واقتياده لمبنى نيابة أمن الدولة بمصر الجديدة.

ورغم قُرب المسافة بين المبنيين فإن الاعترافات التى جاءت على لسانه كانت البوابة التى جمعت خيوطًا كثيرة فى يد المحقق، وكانت نواة لفك ألغاز كثيرة.. 


«الثانى.. صيدلى ترك الطب وفضل السياسة»


لم يكن اختيار أحمد عبدالعاطى متحدثًا باسم رئاسة الجمهورية بعد خروج ياسر على أمرًا غريبًا أو مثيرًا للدهشة؛ فهو أحد قيادات التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، وشريكًا للمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فى شركة «حياة» للأدوية، وهو المنسق العام للحملة الانتخابية للشاطر ومن بعده مرسى، وبعدها مدير مكتب رئيس الجمهورية.


كما أنه أحد كوادر التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، ومسئول تنظيم طلاب الإخوان العالمى، والأمين العام السابق لـ «الاتحاد الإسلامى العالمى للمنظمات الطلابية» قبل أن يصبح أحد حاملى مفاتيح ملف النقابات، وواحدًا من أهم الـ26 قياديًّا إخوانيًّا الذين صدرت ضدهم أحكام عسكرية بالسجن فى القضية الشهيرة «ميليشيات جامعة الأزهر» عام 2006، والذين تم الحكم عليهم بالسجن خمس سنوات عام 2007 من قِبَل القضاء العسكرى، وتمكن من الهرب إلى تركيا حتى عاد بعد سقوط النظام السابق فى ثورة 25 يناير 2011.


أحمد عبدالعاطى لغز من ألغاز جماعة الإخوان رغم صغر سنه فهو من مواليد أكتوبر 1970 بمدينة الزقازيق محافظة الشرقية حاصل على بكالوريوس العلوم الصيدلية لعام 1993.


كان التحرك وسط الطلاب وتجنيد عناصر جديدة هى مهمته منذ أن كان طالبًا فقد كان عضو اتحاد طلاب كلية الصيدلة جامعة الزقازيق ثم عضو اتحاد طلاب كلية الصيدلة عن الفرقة الإعدادية بجامعة الزقازيق لعام 1988/1989 ثم مستبعدًا من خوض الانتخابات بقية الأعوام.


هذه الخبرات جعلت قيادات الجماعة تسند إليه الإشراف على العمل الطلابى الدعوى بجامعة الزقازيق، ثم فى مرحلة تالية مشرفًا على العمل الطلابى الدعوى بجامعات جنوب الصعيد (1999/2004)، ثم أصبح مشرفًا على العمل الطلابى الدعوى بجامعات القاهرة الكبرى (2004/2006) فى 3 يوليو، وعقب سقوط «مرسى» كان «عبدالعاطى» أحد الجالسين حوله بمقر احتجازه بدار الحرس الجمهورى حيث تم القبض عليه وأحيل لنيابة أمن الدولة للتحقيق معه فى شقين، الشق الأول كان متعلقًا بما دار قبل 25 يناير، والشق الثانى حول الفترة التى تلت فوز «مرسى» فى انتخابات الرئاسة وتعيينه مديرًا لمكتب الرئيس.


الفترة التى سبقت قيام 25 يناير تضمنت عدة تسجيلات له مع محمد مرسى.. وهى الاتصالات التى جرت فى الفترة من 21 وحتى 26 يناير 2011.


«الثالث.. وزير خارجية التنظيم»


فى 4 ديسمبر 2012 كسرت الادارة الأمريكية كل قواعد وأعراف وتقاليد  البيت الأبيض والدبلوماسية الأمريكية  فى استقبال الوفود والزوار الذين يقصدون البيت الأبيض.


من أجل استقبال عصام الحداد مبعوث محمد مرسى للولايات المتحدة رغم انه لايحمل  أى صفة  دبلوماسية  ولم يسبق له الفوز بأى جوائز  عالمية فى الأداب أوالفنون أو العلوم.


الحداد لم يلتق بأوباما  فقط وانما  التقى أيضا بمسئولي الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض والخارجية الأمريكية، وكذلك أعضاء بارزين بالكونجرس الأمريكي، كما اجتمع بمسئولي صندوق النقد والبنك الدوليين.

وعقد  لقاءات بمجموعة من الباحثين في أهم المراكز البحثية  ثم ختم لقاءاته مع مستشار الأمن الوطني الامريكى  توم دونيلون، لمع نجم الحداد كمسئول للاتصال بين «التنظيم الدولى  الإخواني وواشنطن، وأحد محركي «اللوبي» الجديد المعروف في الصحافة الأميركية وداخل أروقة وزارة الخارجية الأميركية باسم «اللوبي الإسلامي»، الذى وضع على عاتقه منذ اللحظة الأولى الدفاع عن نظام «الإخوان»، والتسويق لهم على أنهم الإسلاميون المعتدلون القادرون على الدفاع عن المصالح الأميركية في المنطقة.


ولم تكن وظيفة ذلك «اللوبي» الدفاع عن النظام الجديد في مصر فقط، وإنما أيضاً الدفاع عن نظام «الإخوان» في بلدان «الربيع العربي» التي وصلوا فيها إلى الحكم (تونس وليبيا).


فالجماعة كانت على تواصل دائم مع الأمريكان، لكن تحت غطاء جمعية أمريكية تسمى «ماس»، تعمل لصالح التنظيم الدولى للجماعة،
الرجل لغز فى دوره، محير فى تصرفاته. دخل البيت الأبيض كما دخل قصر الاتحادية، وفى الحالتين كان الأمر غامضاً.. 


عمل  عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية، وتلك وظيفة مستحدَثة تكشف عن عدم ثقة الإخوان فى مؤسسات الدولة، وفى المقدمة وزارة الخارجية، وتبين أن ما كانت تريده الجماعة ينبغى ألا تعرفه الدولة. الجماعة ترى نفسها فوق الدولة، وأن ما تدبره فى الخفاء لا ينكشف للعلن. 


الرجل لغز وينتمى لمدرسه تفضل اللعب في الخفاء وتحريك الاخرين تخرج من كلية الطب جامعة  ولما سافر للحصول على الدكتوراه  بجامعة أستون بانجلترا ترك الطب.


وحصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة أستون وأثناء وجوده بلندن  زادت مساحة غموضه ونفوذه.


ففى سنوات قليلة أصبح رجل اعمال وصحاب  عدة شركات وأصبح أحد قيادات التنظيم الدولى للإخوان هناك، بعد أن كان مسئولا عن إخوان البوسنة والهرسك وكذا مستشارا للرئيس الشيشانى السابق علي عزت بيجوفيتش.


بمجرد خروج خيرت الشاطر من السجن عقب ثورة 25 يناير، قام بإدخاله مكتب الإرشاد بالتعيين لا بالانتخاب فى8فبراير 2011 
كان الحداد مشرفا على الحملة الانتخابية لخيرت الشاطر عند ترشحه لسباق الرئاسة في 2012، بعد خروج الشاطر تولى الحملة الرئاسية للرئيس مرسي، وأصبح مساعداً للرئيس لشئون الخارجية.


الرابع ...كاتم أسرار مرسى 


رغم فارق السن بين أسعد الشيخة  وبين مرسى الذى يقترب من 20 عامًا فإنه كان كاتم أسرار مرسى وأحد المحيطين به بل والملقب بـ«المسيطر على أذن مرسى» لأنه حلقة الوصل بين مكتب الإرشاد ورئاسة الجمهورية..

تعرف على المهندس خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد العام للإخوان، عن طريق محمد مرسى ودخل معه فى شراكة نتجت عنها شركة مقاولات كبرى، وكان يخاطب مرسى قائلاً له فى العادة: «يا خال» ومرسى يعتبره بـ«ابن أخته الوفى».


وثق فيه مرسى وجعله الشريك الأمين على أموال جماعة الإخوان المسلمين واتسعت دائرة الأعمال التى يشارك فيها لحساب الجماعة ومنها شركة «الحياة للأدوية» التى تم تأسيسها فى الجزائر، وقتها تعرف على «أحمد عبدالعاطى» أحد رجال خيرت الشاطر.

وتشاركوا معًا «هو وعبدالعاطى والشاطر» فى 2006، ولما خرجت ميليشيات الإخوان فى جامعة الأزهر فى عرض عسكرى شهير عام 2006 على أثره تم الحكم عليه وعلى «أحمد عبدالعاطى بالسجن 5 سنوات لكنه هرب إلى تركيا وظل هناك منذ 2007 حتى قامت ثورة 25 يناير.

وبعد تنحى مبارك حصل على عفو من الحكم الصادر ضده ليعود إلى مصر وتبدأ جماعة الإخوان المسلمين إنشاء حزب سياسى لها يكون ذراعها السياسية مع الإبقاء على الجماعة ويضم «مرسى والشاطر وهو» للهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة.


وحينما قرر الإخوان ترشيح «مرسى» للرئاسة كبديل عن «الشاطر» بدأ اسم الشيخة أو المهندس أسعد الشيخة فى الظهور والصعود.


ظل «الشيخة» بجوار «مرسى» ولم يتركه للحظة واحدة، يمشى معه كظله دائمًا فى المؤتمرات الانتخابية فى المحافظات، وجاب معه محافظات مصر فى الجولات الانتخابية ليبدأ فى الظهور بجواره أثناء إعلان النتيجة بفوز مرسى وخطابه الشهير فى ميدان التحرير، ثم أصبح نائبًا لرئيس ديوان رئيس الجمهورية والمسيطر على أذن محمد مرسى..

يحصل على الأوامر من مكتب الإرشاد لترى النور إلى أذن مرسى ويتم تنفيذها حرفيًا.


فى 3 يوليو 2013 وبصالون دار الحرس الجمهورى كان يجلس على الجانب الأيمن من محمد مرسى يتابعون ما يحدث عبر الفضائيات عندما دخل ضابط من القوات المسلحة ليبلغ مرسى قرار تحديد إقامته والقبض على ساعده الأيمن أسعد الشيخة ليُنقَل إلى مبنى أمن الدولة لبدء التحقيق معه.

اقرأ أيضاً|عبد العزيز مخيون |مرشد «الاختيار» مختلف عن «الجماعة»