اتحاد الكرة فى ورطة.. و«الجبلاية غرقانة»

لا تغيير فى صفوف المنتخب.. وحازم وبركات لسه «زعلانين»!

لاعبي منتخب مصر
لاعبي منتخب مصر

كتب: كمال الدين رضا

فجأة وبدون سابق إنذار وعلى  غير المعتاد تناثرت وتبعثرت كل أوراق اتحاد الكرة ووقع الانقسام قبل أن يبدأ المجلس الجديد مهمته.. وجاء قرار إنهاء التعاقد مع كيروش ليفتح ويزيد  هوة الخلافات بين ما يطلق عليهم "الكروجية" من بين الأعضاء.. وما يطلق عليهم فى الطرف الآخر خبراء الإدارة الكروية وعلى رأسهم جمال علام الرئيس الحالى للمجلس.. قصص وحكايات وكواليس وراء حالة الفزع الحالية التى  تزايدت بعد اختيار إيهاب جلال مديرا فنيا للفريق الوطنى لكرة القدم الذى سوف يبدأ مشواره الأفريقى خلال الصيف القادم.

 

انقلبت كل الأوضاع داخل الجبلاية فى لحظة واحدة بعد رفض كيروش البقاء فى مصر حسب شروط  اتحاد الكرة، وذكرنا وقتها وقبل فتح باب المفاوضات أن اتحاد الكرة يريد التجديد لكيروش رغم أنف كيروش، وكانت «الصدمة» برفض البرتغالى عرض الجبلاية للبقاء حتى نهاية أمم أفريقيا ٢٠٢3، وطلب كيروش البقاء حتى نهائيات كأس العالم ٢٠٢٦ وبين العرض والرفض انقلب الحال تماما داخل اتحاد الكرة ولوح المطالبون بإسناد المهمة للمدرب المصرى إلى الكلام السابق من مسئولى الدولة بضرورة إسناد مثل تلك المهام إلى المدربين المصريين، وأنه بالرغم من ذلك تم التعاقد مع كيروش وإزاحة البدرى وأن الموقف يتكرر الآن..

 

إقرأ أيضاً | مفاجأة| رئيس «فيفا» يتعهد للمصريين بشأن إعادة مباراة مصر والسنغال | فيديو

وهنا كان التلويح مجددا وملزما بضرورة تنفيذ التعليمات وهو ما قيل وتردد على ترابيزة الاجتماعات عندما رأى أغلبية المجلس أن حازم وبركات والدرندلى على اتفاق بضرورة التعاقد مع مدير فنى أجنبى، وعلى الفور زادت المواجهة بين الطرفين، وتم التصويت على المدرب المصرى أو المدرب الأجنبى.. وجاءت النتيجة ٦ أصوات إلى  ٣ أصوات للأجنبى، وهنا وعلى الفور وفى لحظة واحدة وبدون سابق إنذار أيضا أعلن جمال علام اختيار المجلس المدرب إيهاب جلال وذلك بعد إجراء أكثر من محادثة تليفونية معه ولم يتم إعطاؤه مهلة للتفكير كما طلب عند عرض المهمة الثقيلة عليه، وطلب أن يتابع أولا ردود الأفعال عند طرح اسمه ضمن مجموعة أخرى من المدربين، وهو الأمر الذى لم يحدث على الإطلاق وتم إعلان اسمه رسميا كمسئول عن المنتخب وله كل الصلاحيات وعليه اختيار مساعديه مع ضرورة الإبقاء على كلٍ من الحضرى ومحمد شوقى مما يؤكد أن الجهاز الفنى سوف يواجه معارضة من أطراف عديدة  فى بداية عمله حتى يثبت كفاءته.

 

وحتى اللحظة لم يتأكد إيهاب جلال نفسه من إمكانية قيامه باختيار مساعديه الآخرين أم لا حيث اختفى المدرب عن كل الأنظار ولم ينطق بحرف حتى لكل المقربين له والقريبين منه وفضل التركيز مع بيراميدز فى مباراتيه الأفريقيتين الهامتين.

 

وفى ذات التوقيت زادت حرارة الأحداث داخل اتحاد كرة القدم وزاد غضب الثلاثى المطالب بالتعاقد مع مدير فنى أجنبى.. وأعلن حازم إمام غضبه صراحة مشيرا إلى أنه بالفعل بدأ فى رحلة البحث عن مدير فنى أجنبى ورشح  ثلاثة أسماء أىٌ منهم أفضل من المدرب الراحل وأن ثلاثتهم لديهم خبرات واسعة فى الكرة الأفريقية ويرحبون بالتدريب فى مصر رغم انشغالهم الآن مع فرق ومنتخبات، وكاد الأمر أن يصل إلى حد تقديم استقالته بسبب غضبه الشديد من طريقة حل هذه الأزمة، ومشيرا أيضا إلى أنه لا يعنيه اختيار المدير الفنى  الأجنبى أو غيره بقدر رغبته والحاجة بضرورة وضع نظام محدد لمسيرة الكرة فى مصر وإعادة تنظيمها بمسابقات جادة ومنظمة تخدم مسيرة اللعبة وليس الرغبة فى وضع حلول سريعة ووقتية، واصفا ما حدث أن اتحاد الكرة عاد باللعبة إلى الوراء كثيرا بسبب طريقة وأسلوب التعامل مع هذا الملف الشائك الذى يحتاج إلى جهد كبير لإعادة تنظيم شئون اللعبة..

 

ولم يكن محمد بركات بعيدا فى تفكيره عن دوائر تفكير ورغبات حازم إمام، مؤكدا أيضا أن ما حدث يمثل مواجهة غير محسوبة بين أعضاء الاتحاد وما كنا نريدها الآن على الإطلاق، وما ظهر الآن أننا ضد إيهاب جلال كأعضاء مجلس إدارة، وإننا بسبب ذلك الأمر هددنا بتقديم الاستقالة من المجلس وهذا لم يحدث ولكننا بالفعل غضبنا من الأسلوب وطريقة الاختيار بالرغم من أننا فى مركب واحد وأهلا وسهلا بالكابتن إيهاب جلال مديرا فنيا للمنتخب الوطنى ولكن الأهم أن نقف الآن كرجل واحد من أجل رسم خطط لإعادة الكرة المصرية إلى مواقعها الحقيقية..

 

وبالرغم من تلك التصريحات إلا أن شروخا عديدة قد حدثت بين الجبهتين.. وبثقة واقتناع قال جمال علام رئيس اتحاد كرة القدم أن المدرب الجديد سوف يقوم بتوقيع عقده مع اتحاد الكرة نهاية الأسبوع القادم.. وكل بند من البنود سوف يتم إعلانه بالتفاصيل ولن يتم إخفاء أى شيء على الإطلاق، وأنه لا صحة لما يتردد عن عدم قبول المدرب المهمة وأنه سوف يعتذر فى أول ظهور له، وهذا الكلام غير حقيقى بالمرة ولكنه طلب منى فترة لإعادة ترتيب أوراقه خاصة أنه مدرب يتولى أحد الفرق المهمة فى سباق بطولة الدورى، وأنه خطا خطوات إيجابية فى البطولة الأفريقية، وأنه سوف يقوم بترشيح بقية الجهاز المعاون له لأن مهمة الجهاز لن تتوقف، حيث هناك تصفيات ومباريات مع نهاية مايو القادم ولا وقت أمامنا لأى خلافات جديدة.

 

من ناحية أخرى تجيء «ورطة» اتحاد الكرة الجديدة فى عدم وجود الوقت الكافى أمام الجهاز الجديد لإعادة تشكيل الفريق وهو ما قاله إيهاب لرئيس اتحاد الكرة، أى أنه سوف يبدأ من حيث انتهى كيروش تماما مما يؤكد عدم وجود أى تعديلات فى أى شيء على الإطلاق.