فكرتي

نبوءة مصطفى أمين!

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

بقلم: صفية مصطفى أمين

مات «مصطفى أمين» فى مثل هذا الشهر من 25 سنة، وفى نفس الشهر مات «على أمين» من 47 سنة.. شوقى إليهما يساوى ألف سنة، وإحساسى بهما يجعلنى أشعر إنهما ماتا أمس!

كان «مصطفى أمين» يشعر أن «على أمين» نصفه الأول، وعندما مات «على»  كان «مصطفى» يشعر أن نصفه فى القبر، ونصفه فى الحياة. عاشا فى الدنيا 61 عاما يبكيان معا ويضحكان معا!

وقع فى يدى بالصدفة خطاب كتبه «مصطفى» إلى توأمه «على» فى لندن، بتاريخ 11مارس 1933 ، قال فيه: لا تتصور مبلغ غبطتى لما علمت أنك قررت أن تكون صحفيا، ويكون لنا دار للنشر اسمها «دار زغلول». أنت تشرف على هندسة الصفحات، وأنا أشرف على التحرير.

والغريب أن «مصطفى» كتب هذا الخطاب وقت أن كان عمره 19 سنة ورغم ذلك كان واثقا بما يقوله، وكأنه رسم لنفسه خطا ومشى عليه ولم ينحرف عنه ، حتى أسس دار أخبار اليوم عام 1944! تلقى مصطفى وعلى ضربات كثيرة ولكن مضيا إلى الأمام، وأقنعا أنفسهما أن الأهوال التى صادفتهما هى أقواس النصر التى ترحب بهما.

عشق التوأم على ومصطفى أمين الصحافة منذ الطفولة المبكرة، فكانا يفطران صحافة ويتغديان صحافة ويتعشيان صحافة. كان مُر الصحافة كالشهد بالنسبة لهما، وكانت نارها جنة. تعثرا عدة مرات،وقاما على أقدامهما عدة مرات!
رحم الله التوأم على ومصطفى أمين.. فقد كرسا حياتهما لتحقيق هذه النبوءة!