213 عاما على غدر محمد على باشا بـ«عمر مكرم»

محمد على باشا  --السيد عمر مكرم
محمد على باشا --السيد عمر مكرم

فى الخامس من إبريل 1809 نجح محمد على باشا فى نفى عمر مكرم إلى دمياط بعد أن جرده من رتبة نقيب الأشراف التى أسندها إلى الشيخ السادات، برغم كل ما قدمه عمر مكرم من خدمات جليلة لتولية محمد على على مصر، ولكن.. لماذا فعل محمد على باشا ذلك مع عمر مكرم الذى حلت علينا الذكرى 213 لنفيه خارج القاهرة؟


دخل محمد على مصر كرئيس للكتيبة الألبانية التى أرسلتها الدولة العثمانية لمحاربة الفرنسيين وأخذ يتقرب ويتودد من كبار رجالات مصر وعلمائها، كان يجالسهم ويؤدى الصلاة من خلفهم وأظهر العطف للشعب، وبعد فترة من الصراع بين العثمانيين والمماليك الذى أدى لحالة من الفوضى نتج عنها عزل الوالى خورشيد باشا، اتفق عمر مكرم مع علماء الأمة وطبقات الشعب بضرورة تولية محمد على على مصر.

وبناء على ذلك أصدر السلطان العثمانى سليم الثالث فرمانا بذلك، وبعد فترة قصيرة من ولايته اكتشف محمد على أن هناك بعض أخطار تحول دون تمكنه من السيطرة التامة والكاملة على الحكم، وأيقن أن هذه الأخطار سوف تعرقل خططه فى البناء والتنمية، ولذا قرر التخلص من المماليك فى مذبحة القلعة ونجح فى خطة التخلص منهم، ولم يكن مرتاحا لسطوة الزعامة الشعبية التى يتمتع بها السيد عمر مكرم نقيب الأشراف.

رغم المساعدات التى قدمها له ليجلس على كرسى الحكم وتشفع له عند السلطان ليصدر فرمانا بولايته على مصر، وقد أحس عمر مكرم أن محمد على باشا بدأ يتراجع عن الوعود التى قطعها على نفسه بأن يحكم بالعدل، وقبل فى البداية أن تكون هناك سلطة رقابية عليه، ولكن ما وعد به لم يدم كثيرا، وبمجرد أن بدأ الوضع فى الاستقرار النسبى بدأ التخلص من الألفى.

وفرض فى يونيو 1809 ضرائب جديدة على الشعب، فهاج الناس ولجأوا إلى عمر مكرم الذى انحاز لمصلحة الشعب ونقل الوشاة لمحمد على أن عمر مكرم يحرض الشعب على القيام بثورة ضد محمد على الذى استغل محاولة عدد من المشايخ والعلماء للتقرب منه وغيرة بعض الأعيان من منزلة عمر مكرم عند الشعب كالشيخ محمد المهدى والشيخ محمد الدواخلي، فاستمالهما بالمال ليوقعا بعمر مكرم.

وأرسل يستدعيه لمقابلته، لكن عمر مكرم امتنع عن الذهاب قائلاً: «إن كان ولا بد، فنجتمع معا فى بيت الشيخ السادات«، ووجد محمد على فى ذلك إهانة له، فجمع بعض العلماء والمشايخ والزعماء الذين حاولوا التقرب إليه، وأعلن عليهم خلع عمر مكرم من نقابة الأشراف وتعيين الشيخ السادات بدلا منه، مدعيا ان عمر مكرم أدخل فى دفتر الأشراف بعض الأقباط واليهود نظير بعض المال.

وأنه كان متواطئًا مع المماليك حين هاجموا القاهرة يوم وفاء النيل عام 1805، وبناء عليه أصدر فرمانا بنفيه من القاهرة إلى دمياط، وبنفى عمر مكرم اختفت الزعامة الشعبية الحقيقية من الساحة السياسية، وحل محله مجموعة من المشايخ سيطر عليهم محمد على بالمال، وطلق عليه الجبرتى «مشايخ الوقت». 


من موقع « الملك فاروق الأول » 

اقرأ أيضا

كنوز | تهنئة «الملك» لشعبه أول رمضان