رمضان مع المماليك.. صلح إجباري بين المتخاصمين على الإفطار

أرشيفية
أرشيفية

كان من عادة أهل مصر إذا ما ثبت رؤية الهلال انصرفوا في جميع المدن والقرى إلى استقبال الشهر الكريم بالبهجة والحفاوة وعاشوا الشهر كله مع الله في التضرع والابتهال والتوجه إلى إليه.

كان هذا الاندفاع المصري الأصيل  يحدث بكل ما في طاقاتهم من الإيمان معبرين عن ذلك بمختلف الأساليب والألوان فالزينات تملأ الساحات والأنوار تتلألأ في كل مكان والمساجد عامرة بحلقات الدروس بعد صلاة العصر من كل يوم أما هي في الليل فصلاة وتراويح وذكر وتسابيح وكان أصحاب الجاه واليسار يتنافسون على كبار القراء لإحياء ليالي رمضان في دورهم.

 وكانت هذه الدور مقصد الوافدين من جميع الطبقات للزيارة والسماع والانتفاع هكذا كان الشأن في المدن وفي قرى الريف أيضا بل إنها كانت في الريف أحقل بالمعاني الإنسانية والروحية والأخوية فمن عقائدهم أن الشياطين تتقيد في شهر رمضان وأن الشر يجب أن ينحسر والخير لابد أن يعم وأن يكون  الناس في صفاء مع أنفسهم ومع الله طوال هذا الشهر.

كان المتخاصمون لابد أن يتصالحوا والمتقاطعون لابد أن يتواصلوا والحجب والفواصل التي تباعد بين الناس لابد أن تتحطم فالغني مع الفقير والكبير مع الصغير والحاكم مع المحكوم .


ويروي الجبرتي انه كان من عادة الحكام أيام المماليك في شهر رمضان أن يمد الحاكم سماطا للإفطار في مغرب كل يوم حافلا بألوان الطعام والمرطبات ويدعه مفتوحا لجميع الناس من سائر الطبقات فكان الناس يتناولون إفطارهم في مساواة شاملة ومن كانت له مظلمة منهم انتظر في مكانه على الطعام فيستدعيه الحاكم ويستمع إلى مظلمته ويقضيها له من ساعته.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا | حي الغورية.. 500 سنة من عظمة القاهرة ونهاية مأساوية لمؤسسه قنصوة