بوتين يصل إلى بلاجوفيشينسك ويلتقي مع رئيس بيلاروسيا

 الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مدينة بلاجوفيشينسك، حيث سيجري محادثات مع رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.

ومن المتوقع أن يقوم الرئيسان بتفقد بناء قاعدة "فوستوشني" الفضائية ومرافق البنية التحتية من طائرة هليكوبتر، والتحدث إلى العمال وتكريم رواد الفضاء الطيارين.

اقرأ أيضًا: رئيس ديوان المحاسبة الروسي يكشف عن التوقعات الاقتصادية لروسيا لـ2022

وخلال المحادثات، سيناقش الطرفان تطوير التعاون الثنائي، ومن المتوقع عقد مؤتمر صحفي مشترك بعد الاجتماع.

كما سيلتقي الرئيس الروسي مع حاكم منطقة أمور، فاسيلي أورلوف، ورئيس "روسكوسموس"، دميتري روجوزين.

كما ذكرت الخدمة الصحفية للرئيس البيلاروسي، عن وصول لوكاشينكو بالفعل إلى بلاجوفيشينسك. بالإضافة إلى زيارة فوستوشني والمفاوضات مع بوتين، من المقرر أن يلتقي في فلاديفوستوك مع حاكم إقليم بريمورسكي، أوليج كوزيمياكو. سيكون الموضوع الرئيسي للمحادثات هو تعاون بيلاروسيا مع هذه المنطقة.

ومن المقرر أن يزور لوكاشينكو أيضًا جزيرة روسكي ويناقش توريد الأسماك إلى السوق البيلاروسية.

ونقلت وكالة "بيلتا" البيلاروسية، ان الرئيسان التقيا ويتجهان إلى قاعدة فوستوشني الفضائية في منطقة أمور، على متن طائرة هليكوبتر.

هذا وتم تحديد موعد الزيارة إلى مركز الفضاء ليتزامن مع يوم رواد الفضاء، الذي يتم الاحتفال به في 12 أبريل.
وبحسب وكالة "بيلتا"، في اليوم السابق، صرح رئيس هيئة رئاسة الأكاديمية الوطنية للعلوم فلاديمير جوساكوف، الذي يرافق ألكسندر لوكاشينكو خلال زيارته، للصحفيين بأن بيلاروسيا وروسيا تواصلان العمل على إنشاء مركبة فضائية مشتركة، والتي ينبغي أن تصبح واحدة من أكثر المركبات الفضائية واعدة في العالم.

كما واتفق الطرفان بالفعل على القضايا الرئيسية، ويبقى بعض التفاصيل الدقيقة المتبقية، بما في ذلك تلك المتعلقة بتمويل المشروع.

وقال رئيس الأكاديمية الوطنية للعلوم: "نحن نعمل على قمر صناعي جديد. وقد تم تطوير مسودة تصميمه. والآن، دعنا نقول ذلك، معداته جارية. نحن نناقش قضايا التمويل، لقد اتقفنا على عدة قضايا، كإنشاء قمر صناعي جديد وتمويله ووقت إطلاقه ".

أما بالنسبة لموضوع الفضاء والتعاون البيلاروسي الروسي في هذا المجال، فإن هذه القضية قيد الإعداد أيضا من أجل إعداد مجموعة من المتقدمين لرحلة جوية من بيلاروسيا في المستقبل القريب. يتوقع فلاديمير جوساكوف أن يتم تضمين المتقدمين الذين تم اختيارهم من بيلاروسيا في البرنامج التدريبي لرواد الفضاء للسفر إلى محطة الفضاء الدولية، وقد تتم الرحلة نفسها في وقت مبكر من عام 2023.

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 48، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وأعلنت الأمم المتحدة فرار أكثر من 3 ملايين شخص من أوكرانيا منذ بدء الحرب هناك، فيما كشفت المنظمة الأممية، يوم السبت 19 مارس، عن مقتل ما يقرب من 850 مدنيًا في الحرب حتى الآن. 

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وأعلن الرئيس الأوكراني، يوم الأحد 20 مارس، تمديد فرض الأحكام العرفية في البلاد لمدة 30 يومًا، بدايةً من يوم الأربعاء 23 مارس.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.