الفاطميون في رمضان.. فتح خزينة التوابل وتوزيع آلاف الدنانير  

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يهل شهر رمضان الكريم ليملأ بيوت المسلمين بالفرحة والسرور وعلى الرغم من احتفال المسلمين بقدوم الشهر إلا أنه لا يزال عهد المعز لدين الله الفاطمي أول الخلفاء الفاطميين في مصر هو من أشهر الاحتفالات بشهر رمضان على مر العصور.


  
ومع تولي الفاطميين حكم مصر قاموا بهدم «دكة القضاة» المقامة من الخشب بجوار جبل المقطم التي كان يتحرى من خلالها القضاة رؤية هلال شهر رمضان المبارك في عهد الفاطميين ومن سبقوهم، وقاموا ببناء مسجد صغير بدلا منها.

 

وانقطع القضاة عن رؤية الهلال منذ بداية عصر المعز لدين الله الفاطمي وحتى انتهاء عهد الدولة الفاطمية نظرا لاعتماد الفاطميين على الحسابات الفلكية في استطلاع رؤية هلال شهر رمضان، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في الثامن من أكتوبر عام 1972.

 

كان الفاطميون يقدرون شهر رمضان المبارك حق قدره؛ إذ تبدأ الاحتفالات قبل قدوم شهر رمضان بثلاثة أيام فيخرج قاضى القضاة في موكب مهيب إلى الجوامع والمدارس والمستشفيات والمدافن ليقوم بنفسه بالإشراف على نظافة هذه الأماكن وحسن استعدادها للشهر الكريم.

 

وتضيء القناديل وتنتشر مشاعل البخور في كل مكان لتعم القاهرة الفاطمية اذكي الروائح الطيبة وتأمر الدولة بصرف كميات هائلة من المواد التموينية لهذه الأماكن من مكان  يعرف باسم «خزينة التوابل».


وعندما تعلن الرؤية يدخل الوزير إلى «مقطع الوزارة»، وهو المكان المخصص له في القصر ويحرص على الوقوف بجوار جواد الخليفة حتى يركب حصانه وطوال الوقت يدعو له ويشكر أفضاله ويتجه معه إلى قاعة الذهب ليرتدي الخليفة أبهى ثيابه استعدادا للخروج إلى الشارع.

 

ويخرج الخليفة في موكب مهيب يضم الأمراء وجميع الوزراء ورؤساء الجنود ورجال الدين وما إن يشرف بطلعته البهية حتى ينفخ في الأبواق ويعلو صياح الناس والجنود لتحية الخليفة. 

 

ويصطف الجميع في نظام رهيب من مناطق بين القصرين ومنطقة الغورية والصاغة والحسين والأزهر ويظهر الخليفة أبو المؤمنين وتبدأ الجنود في نشر آلاف الدنانير والدراهم على الشعب.

 

وكان العلماء من معالم موكب الخليفة وكانوا يسمونهم «الأساتذة المحنكون»، وكانت مسيرة الموكب تبدأ من باب الفتوح لتخرج خارج أسوار القاهرة وتعود لتدخل من باب النصر.

 

ويعود الخليفة إلى القصر ليجلس على كرسي العرش ليستمع إلى آيات الذكر الحكيم ثم يقوم بتوزيع الهدايا والصدقات على الفقراء والذي يفتح لهم أبواب القصر طوال الشهر الكريم.

 

وعلى مقربة من القصر تقام «دار الفطرة» المعروفة بموائد الرحمن لإطعام الفقراء، ويعتبر الفاطميون هم أول من أغلقوا الخمارات في شهر رمضان وقاموا بإنذار أصحاب الخمارات بمنع تداول الخمر نهائيا ومن يخالف ذلك تتم مصادرة جميع أملاكه على الفور.

 

 والخليفة الفاطمي كان حريصا على إمامة المسلمين في الصلاة طوال الشهر الكريم والصلاة بجامع عمرو بن العاص والأزهر وقراءة القرآن حتى يحافظ على مهابته الدنية في نفوس الناس وكان حريصا على قراءة القرآن يوميا في قصره حتى يتم ختام المصحف كاملا مع نهاية الشهر الكريم.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم