وش تانى

حكاية البلوجر فاطمة كشري في رمضان

ريشة :  محمد صبرى
ريشة : محمد صبرى

عبد الصبور بدر

استيقظت “فاطمة كشري” بعد منتصف الليل على رنة موبايلها، “الأيفون”، مذعورة، وشاهدت رقما غريبا على الشاشة، فانقبض قلبها وأحست أنها سوف تسمع خبرا سيئا عن زوجها “عبد الغفور البرعي” الذي سافر إلى الإسكندرية منذ يومين لتخليص إجراءات الجمارك الخاصة بشحنة خردة مستوردة.

 انت نايمة على ودانك وجوزك اتجوز عليكي واحدة من دور عياله.

انهالت “فاطمة” بالشتائم من “المنقي خيار” على فاعلة الخير التي نقلت إليها الخبر، لكن الست المؤدبة لم ترد عليها، وطلبت منها إلقاء نظرة على الـ”واتس آب” حتى تتأكد بنفسها. 

مخ “فاطمة” عمل “error”، وفرت منها الدمعة وهي تشاهد عبده “مسخسخ” من الضحك يسير حافي القدمين بشورت وتي شيرت على رمال ميامي، وتحت باطه حتة مهلبية تضع رأسها على كتفه بدلع، وشعرها الحرير على الخدود يهفهف ويرجع يطير. 

 

جرت الدماء في عروقها، واتصلت بـ”عبد الغفور” الذي لم يرد، فعاودت الاتصال عشرات المرات حتى سمعت صوته على الطرف الآخر نائما يقول: “ألو”.. فباغتته قائلة: “اتجوزت عليا يا عبده.. بعد العشرة دي كلها.. سبتني وروحت اتجوزت.. واتجوزت مين.. واحدة من دور عيالك.. طب وديني وما أعبد، ورحمة أمي وحياة عبد الوهاب أبني، إن مارميت عليها اليمين دلوقتي حالا وأنا بكلمك.....”.

 

ولم يمهلها “عبد الغفور” فرصة رص قائمة التهديد، هبّ فيها قائلا: “ماتلمي نفسك يا ولية.. إنتي هتسوقي فيها ولا أيه.. وهو أنا عملت حاجة تغضب ربنا.. ده حقي الشرعي.. وربنا سبحانه وتعالى كافأني بست حلوة ونغشة ترجّعلي شبابي اللي ضاع في الخردة!”.

 

لطمت فاطمة وجهها، وقبضت خدها بأظافرها وهي تقول: “أنا خردة يا مرمطون وكالة سردينة.. هو أنت نسيت نفسك يا عبده.. لاااا.. إن كنت ناسي أفكرك..”. 

 

وحسم “عبد الغفور” الجولة بالضربة القاضية وهو يقاطعها قائلا: “كلمة زيادة وهبعت لك ورقتك”، فخرست “فاطمة كشري”، وألقت بالعدة “الأيفون” في الحيطة، قبل أن تنهار وتبكي وتصرخ.

 

في الأيام التالية ظهرت “فاطمة كشري” وهي تعصب رأسها بمنديل، واختارت هي الأخرى أن تحصل على حقها الشرعي، لكن في التكنولوجيا، بنشر فيديو “عبد الغفور” والسنيورة بتاعته على “الفيسبوك” مصحوبا ببوست منشنت فيه معلمين وكالة البلح، ولم تنس عمل تاج لصفحة “عبد الغفور البرعي”.

 

كتبت “فاطمة كشري” تقول: “قاعدة في البيت كافيه خيري شري، ألاقي الموبايل بيرن وش الصبح.. قلتيابت يمكن عبده  كتر خيره، بيفكرني بصلاة الفجر عشان ياخد الثواب، بس رجعت قلت لأ.. عبغفور ما بيحسش بنفسه بعد ما ينام.. دوا القلب والضغط والسكر والروماتيزم يا حبّة عيني بيدروخه ويبهدله، قلبي اتوغوغش لما لاقيت رقم غريب قلت يمكن نقلوه الاسبتالية بعد ما عمل حادثة قطعت رجليه ودشدشت دماغه، ولا جاتله جلطة وراح في شربة ميّة، ماهو برضه عضمة كبيرة ورجل في الدنيا والتانية في الآخرة.

 

لسا بقول: “ألو”.. لاقيت اللي بتقولي: “الحج دلوقتي نايم في حضن عروسته، وبعتتلي الفيديو الحلو ده.. قلت يابت متفرحيش لوحدك، وخلي الناس كلها تشوف الحج بعد ما قلع العمّة والجلابية والعباية وماشي بالبوكسر والفانلة والبرنيطة، عشان لو في حد معاه رقم  سراية المجانين يكلمهم يجوا يزفوه على الخانكة”.

 

حصلت “فاطمة” على الطلاق بعد انتشار البوست على جروبات الستات، وحقق أعلى نسبة مشاركة، وأصبحت “كشري” ترند، وبعد أن كانت تدعو على “عبد الغفور” بين أربع حيطان، دعت عليه في البرامج الفضائية، وربنا كرمها وعملت قناة “يوتيوب” بعنوان “دعوة ولية في ساعة مغربية”، فربحت أموالا طائلة اشترت منها وكالة كبيرة باسمها، ونافست طليقها في المزادات، والأهم أنها لم تنس نفسها وتزوجت من شاب أصغر من ضرتها، ورقصت معه في ليلة الفرح التي أقامتها في وكالة البلح، على أغنية حسن شاكوش “انت بسكوتاية مقرمشة”.