تنمية سيناء.. كيف قضت الدولة على شبكة الأنفاق الجهنمية في رفح ؟

 انهاء وتدمير شبكة الأنفاق الجهنمي
انهاء وتدمير شبكة الأنفاق الجهنمي

"لم أكن أتخيل يوما أننى سأعود مرة أخرى لمنزلى وأرضى.. ٧ سنوات من الغياب بسبب الارهاب تركت فيها مع أسرتى مسقط رأسي خوفا من رصاصات الغدر ..اليوم عدنا مطمئنين ورسالتي لمن لم يعد ..عودوا فالاوضاع تحسنت كثيرا ".. هكذا تحدث لنا احد سكان مدينة الشيخ زويد عن حالة القرى والمدن السيناوية بعد أن عاد لها الهدوء والاستقرار ..الحياة الطبيعية بدأت فى النمو وبشائر الخير هلت .

في كل شبر وطريق داخل مدن شمال سيناء هناك دماء ضباط وجنود أوفياء نزفت وارواح استشهدت لتحرير كل شبر من أرضها من أهل الشر ..هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..قدموا الغالي والنفيس دفاعا عن تراب الوطن وحماية أراضيه وبفضل من الله وهم عادت سيناء آمنة مستقرة بعد ان تطهرت من دنس الإرهاب الأسود و تجار المخدرات و السلاح والانفاق وأصبح يحميها اليوم رجال عقيدتهم "النصر أو الشهادة" ..حققوا نتائج مبهرة أثبتت للعالم أنه لا تهاون مع كل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر وأن لهذه الأرض جيش يحفظها ويحميها ويشهد على ذلك تقارير الأمم المتحدة وغيرها من جيوش الدول العظمى التى تسعى للتعاون معنا لمعرفة مفاتيح النجاح المصرية فى القضاء على الارهاب ونقل الخبرات العسكرية المصرية من خلال التدريبات المشتركة أو المنتديات العسكرية ..

"بوابة أخباراليوم  " قضت 48 ساعة داخل مدن شمال سيناء بصحبة وسائل إعلام محلية وعالمية لرصد عودة الروح و الحياة لمدن شمال سيناء قبل تلك الجولة كان لنا بمفردنا جولات عديدة قمنا بها طوال السنوات الماضية فى شمال سيناء وبين ما رأيناه فى الماضى و الحاضر نرصد كيف تحولت تلك الأرض من مثلث الرعب و الأرهاب و الدمار الى الأمن و التنمية و عودة الروح و الحياة وكيف كانت تلك المنطقة شاهدة على تحول مصر من شبه دولة الى دولة حقيقة تمارس سيادتها وأرادتها.

اقرأ أيضا|في ذكرى العاشر من رمضان.. التنمية في سيناء عبور جديد نحو المستقبل | صور

التحول من شبه الدولة

أطفال صغار يحملون قطع من الاسلحة الحقيقية يلهون بها ومن خلفهم قصورا لم نرى مثيلا لها فى أرقى مدن القاهرة  نبتت جميعها من رحم تجارة السلاح وزراعة  المخدرات والتهريب والرقيق الأبيض داخل بعض مدن شمال سيناء..كان ذلك المشهد  معتادا قبل عام 2014  بعدها خرجت جرافات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تعمل على تنفيذ قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بعمل منطقة آمنة بعمق 5 كيلو متر داخل كل الحدود المصرية كإجراء تأمينى من شأنه تحقيق أقصى درجات التأمين للأمن القومى للبلاد ولاستعادة السيادة المصرية التى تحولت الى شبه دولة بلا رقيب او حسيب ..قبل 7 سنوات كنا نرى فى مناطق رفح و الشيخ زويد العجب العجاب من كل صنوف التجارة الحرام.

كان القرار حاسما بضرورة انهاء وتدمير شبكة الأنفاق الجهنمية التى تشكلت طوال سنوات مضت وكان الأمر مكلفا وتم دفع الثمن بأصعب عملة للمصريين هى أرواح الرجال و الأبطال من القوات المسلحة والشرطة المدنية ..أحد المصادر الأمنية قال لنا خلال جولتنا فى تلك الفترة " لم يكن أصعب ما نواجه فى تلك الفترة هو الارهاب فقط بل كان الأخطر هو محاربة فريق متعدد من اخطر التشكيلات والعصابات ومن يعاونهم من تجار السلاح و زراعة المخدرات وتهريبها و تجار الاعضاء البشرية و تجار الرقيق الابيض وتجار المسروقات والبضائع المهربة وجميعهم كانوا يحصدون مليارات الجنيهات كل عام من تلك التجارة الحرام" .

وأضاف، "القضاء على الانفاق وبناء منطقة حدودية آمنة كان يعنى نهايتهم واستمرار وجودنا كان بالنسبة لهم تهديدا مباشرا ..كل هؤلاء  دفعوا بكل ما يستطيعون من أفكار شيطانية وتمويل وقوة و أتباع لايقافنا عن العمل والتطهير حتى انهم تحالفوا مع انصار الاخوان عقب 30 يونيو و مارسو كل الحيل وانفقوا أموال لاتحصى من أجل ايقاف هدم الأنفاق وعمل منطقة آمنة لكن كان لنا ما أردنا وانتصرت سيادة الدولة".