تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، حصيلة الهجمات الإرهابية التى شهدتها باكستان خلال شهر مارس ٢٠٢٢ والتي استهدفت رجال الجيش والشرطة، ففي الثالث من مارس وقع هجوم أسفر عن مقتل ٣ وإصابة ٢٥ من أفراد الأمن في مدينة "كويتا"، وذلك خلال هجوم بعبوة ناسفة بدائية الصنع استخدم فيها ما بين ٢.٥ إلى ٣ كيلو غرام من المتفجرات، استهدفت دوريتهم.
هذا وقد وقع هجومًا انتحاريًا في منطقة "قصه خواني بازار" بمدينة "بيشاور"؛ حيث فجَّر انتحاريان نفسيهما بحزام ناسف بين المصلين في مسجد "رسالدار" خلال صلاة الجمعة ما أسفر عن مقتل نحو (٦٣) شخصًا وإصابة ما يزيد عن (٢٠٠) شخص في أعنف هجوم تشهده باكستان منذ سنوات، وقد أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي في بيان له مسؤوليته عن التفجير.
بدوره، أعلن وزير الداخلية الاتحادي شيخ رشيد أحمد، عن تحديد هوية المتورطين في الهجوم بعد يومين من تتبع الشرطة للحادث. كما كشف المتحدث باسم دائرة مكافحة الإرهاب عن تلقي الانتحاري تدريبًا مكثفًا لمدة تصل من ثلاثة إلى أربعة سنوات.
ولم يكن هذا هو الهجوم الانتحاري الوحيد في مدينة "بيشاور" بل وقع في نفس الشهر (مارس) هجومًا انتحاريًا استهدف المسجد الجامع في منطقة"كوتشا".
كما شهدت مدينة "سبي"، هجومًا انتحاريًا استهدف الرئيس الباكستاني "عارف علوى"، حيث وقع الانفجار بعد نحو نصف ساعة من مشاركة الرئيس "علوي" في مهرجان سبي، وخلف الهجوم ٧ قتلى من أفراد الأمن وأكثر من ٢٧ آخرين ، بينهم رجال شرطة. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم، وتم التعرف على هوية الانتحاري وهو "عبد الرحمن الباكستاني".
وبناءً على ما صّرح به مكتب الشرطة المركزي في "خيبر باختونخواه" فإن هناك توقعات بشن عدد من الهجمات الانتحارية خلال الفترة القادمة في مناطق: لاهور، وروالبندي، وإسلام أباد، وذلك بعد الكشف عن وصول ٢٠ إرهابيًا من ولاية كونار الأفغانية إلى باكستان بغرض التخريب، مع قرب احتفالات اليوم الوطني الباكستاني والذي يوافق الـ٢٣ من مارس.
أما "جيش تحرير البلوتش" فقد شن أيضًا عدد من الهجمات الإرهابية في مناطق متفرقة بأنحاء باكستان، بدأت بهجومين منفصلين في مدينة "قلات".
وأدت الهجمات التي شنها "جيش تحرير البلوتش" خلال شهر مارس بكل من: "سي باك"، و"سبي"، و"تربت"، و"كويتا"، "كيتش"، "جوشانك مري آباد" عن مقتل ٩ وإصابة ٥ من أفراد الأمن.
تجدر الإشارة أن الانفجارت في مدينة "سبى" تحدث بمعدل يومي. كما شن مسلحون تابعون لتنظيم "طالبان باكستان " المحظور هجومًا على معسكر لقوات الأمن بالقرب من "قندهاري" ما أسفر عن مقتل ٣ من أفراد الأمن، وقيادي بارز في التنظيم المحظور.
وفي هجوم على معسكر لقوات الأمن في منطقة "دبابات" بـ"خيبر بختون خوا"، قتل ٣ من أفراد الأمن و٣ من المسلحين. بينما خلف هجومًا إرهابيًا على مجمع عسكري في منطقة "تانك" ٦ قتلى من الجنود، و٣ إرهابيين في تبادل لإطلاق النار.
وردًا على هذه الهجمات الإرهابية، نفذت أجهزة الأمن الباكستانية حملة مداهمات واسعة شملت العديد من المناطق، بحثًا عن الإرهابيين خلال شهر مارس، وأسفرت الحملة عن مقتل (٣٨) إرهابيًا واعتقال ما يقرب من (٩) آخرين.
وبهذا نجد أن الحصيلة النهائية للهجمات الإرهابية خلال شهر مارس سجلت نحو (٣١) قتيلًا من رجال الأمن وحوالي (٣٠) مصابًا، و(٦٨) قتيلًا من المدنيين بينهم (٦٣) في التفجير الإرهابي الدموي بمدينة بيشاور ونحو (٢٢٥) مصابًا من بينهم (٢٠٠) أصيبوا في نفس التفجير الذي استهدف أحد مساجد "بيشاور".
ووفق ما تم رصده من أرقام لوحظ ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الضحايا من أفراد الأمن خلال مارس مقارنة مع شهر فبراير الماضي.
