واشنطن تتحدث عن «صراع طويل» عقب الانسحاب الروسي من كييف

محللون: أمريكا ستقاتل موسكو حتى آخر جندى أوكرانى

رفع جثث فى منطقة بوتشا
رفع جثث فى منطقة بوتشا

عواصم - وكالات الأنباء


أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميترى بيسكوف، إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، هو من أصدر أمرا بسحب قوات الجيش الروسى من مقاطعة كييف لتهيئة ظروف مواتية للمفاوضات كبادرة حسن نية وأضاف بيسكوف فى حوار مع قناة «ال سى اي» الفرنسية، متحدثا عن انسحاب القوات الروسية من منطقة كييف، أن هذه كانت بادرة حسن نية لتهيئة ظروف مواتية للمفاوضات مع كييف، يمكن خلالها اتخاذ قرارات جادة.


لكن سكرتير عام حلف شمال الأطلنطى اعتبر خطوة موسكو جاءت لتعزيز صفوف الجيش الروسى «للسيطرة على كامل منطقة دونباس» فى شرق أوكرانيا لإقامة «جسر برى مع القرم» التى ضمتها موسكو عام 2014.


وفى تلك الأثناء تدور معارك ضارية فى ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا، حيث أكد الجيش الروسى أنه أسقط مروحيتين أوكرانيتين كانتا تسعيان لإجلاء قادة كتيبة قومية تدافع عن المدينة داعيا مجددا هؤلاء المقاتلين إلى وقف القتال.


وقال رئيس بلدية مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة إن الوضع فى المدينة «أسوأ من كارثة إنسانية» واصفا حالة 120 ألفا من سكانها لا يزالون داخلها بأنه «لا تطاق».


وقالت المخابرات العسكرية البريطانية امس أن القتال الضارى والضربات الجوية الروسية مستمران فى مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة. 


من جانبه، اعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية الجنرال مارك ميلى أن الأعمال القتالية فى أوكرانيا يمكن أن تستمر لعدة سنوات.

وقال ميلى فى كلمة أمام الكونجرس: «سيكون هناك المزيد من الأعمال القتالية فى أوكرانيا، أعتقد أنه سيكون صراعا طويل الأمد. أعتقد أنه سيمتد لسنوات على الأقل.

لست متأكدا من امتداده لعشرات السنوات، ولكن امتداده على الأقل لسنوات هو شيء أكيد».


وأضاف: «نحن نتحدث عن صراع طويل جدا بدأته روسيا.

أعتقد أن الناتو والولايات المتحدة وأوكرانيا، وكذلك جميع الحلفاء والشركاء الداعمين لأوكرانيا، سيشاركون فى هذا الأمر لفترة طويلة».

وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تدرب الجنود الأوكرانيين على الأسلحة الحديثة قال ميلي: «نعم هذا صحيح، تتطلب هذه المعدات تدريبا من أجل استخدامها، ونحن نقوم بتدريبهم».


وفى اسرائيل، كشف الإعلام العبري، صباح امس أن وفدا أوكرانيا رسميا موجود فى تل أبيب منذ نحو أسبوع، فى محاولة لشراء أسلحة من شركات إسرائيلية خاصة.

وأوضحت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن هذه الخطوة من أوكرانيا تأتى فى ظل رفض الحكومة الإسرائيلية تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.


وفى واشنطن، اعتبر محللون أن الولايات المتحدة حوّلت أوكرانيا إلى «سلاح» ضد روسيا. وقال الباحث والأكاديمى بجامعة بليموث الأمريكية، تى جى كولز ، فى مقال نشره فى صحيفة «ذا جراى زوون» أن الولايات المتحدة عملت على مدى أكثر من عقدين من الزمن على «عسكرة أوكرانيا بشكل محموم»، موجهة بذلك جهودها ضد روسيا.


وكان الدبلوماسى الأمريكى المتقاعد، تشاس فريمان، قد أشار فى وقت سابق فى مقال نشرته نفس الصحيفة الإلكترونية، إلى أن الولايات المتحدة تشن حربا غير معلنة ضد روسيا فى أوكرانيا، من أجل الحفاظ على هيمنتها فى العالم.

ويعتقد فريمان أن تصرفات واشنطن الرسمية لم تترك لموسكو أى خيار سوى استخدام القوة، وأن الولايات المتحدة ستقاتل روسيا «حتى آخر مواطن أوكراني».


فى سياق اخر، تشدد الدول الغربية مواقفها حيال روسيا مع مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا وتعزيز العقوبات على موسكو. 


وتنوى الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة عليها بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبى ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تهدف خصوصا إلى «منع أى استثمار جديد» فى روسيا على ما أفاد مصدر مطلع على الملف.


وتوعد الاتحاد الأوروبى روسيا بعقوبات جديدة «خلال الأسبوع الحالي».

واقترحت المفوضية الأوروبية على الدول السبع والعشرين الأعضاء وقف مشترياتها من الفحم الروسى التى تشكل 45 % من واردات الاتحاد وإغلاق موانئ أمام السفن التى يشغلها روس.


وفى هولندا، صادرت السلطات 14 يختا فى ورش بناء سفن، 12 منها فى طور البناء فيما يخضع اثنان للصيانة، فى إطار العقوبات المفروضة على روسيا.


وفى سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن أن بلاده تتوقع أن تقلص الهند مشترياتها من المعدات العسكرية الروسية، مشيرا إلى أن واشنطن «لا تعتقد أن هذه المشتريات فى مصلحة نيودلهي».


وفى فيينا، قال وزير خارجية النمسا ألكسندر شالنبرج إن فيينا ستبدأ بطرد الدبلوماسيين الروس فى حال توفر لدى أجهزة المخابرات النمساوية الدليل على عدم امتثالهم لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.

واعتبر أنه من المحزن أن تتصرف الآن كل دولة فى أوروبا بشكل مستقل فى مسألة طرد الدبلوماسيين الروس، وليس بشكل موحد داخل الاتحاد الأوروبي.


فى المقابل، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، أن ما تقوم به الدول الأوروبية من اضطهاد للدبلوماسيين الأوروبيين ليس سوى قطع هذه الدول لفرع الشجرة الذى يجلسون عليها.


كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تعمل على إعداد رد على الحزمة الخامسة من العقوبات الأوروبية المنتظرة ضد روسيا.ومن جهته، انتقد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميترى ميدفيديف، العقوبات الغربية الحالية على روسيا، وشبهها  بأساليب «محاكم التفتيش» بأوربا فى القرون الوسطى.

إقرأ أيضاً|بوتين يهنئ رئيس الوزراء المجري بفوز حزبه في الانتخابات البرلمانية