مندوب روسيا فى مجلس الأمن يحذر من «أزمة اقتصادية تاريخية»

 فاسيلي نيبينزيا
فاسيلي نيبينزيا

أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، اليوم الأربعاء، عن تحذيرة من أزمة اقتصادية ذات "أبعاد تاريخية" في العالم بسبب العقوبات الغربية ضد روسيا.

وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، إن الأسباب الحقيقية التي تهدد سوق الأغذية العالمية بتقلبات خطيرة، لا تكمن في أعمال روسيا بل في هستيريا العقوبات التي لا حدود لها، والتي شنها الغرب على روسيا، دون أن يفكر في سكان ما يسمى الجنوب العالمي ولا مواطني الدول الغربية.

وأضاف نيبيزيا، أن محاولة لزل روسيا اقتصاديا وماليا ولوجستيا عن قنوات التعاون التي تم ترتيبها منذ سنوات، قد بدأت بالتحول إلى أزمة اقتصادية ذات أبعاد تاريخية.

وتابع نيبيزيا، أنه من الواضح أن تخفيف التوترات عن الروابط اللوجستية والنقل والصلات المالية وضمان استمرار التوريدات وإحلال الاستقرار في الأسواق الزراعية والغذائية الدولية يمكن فقط عبر التخلي عن القيود غير الشرعية المفروضة من طرف واحد.

وأكد نيبينزيا، على أن روسيا تنفذ بدقة التزاماتها الدولية، وبالتالي لن يكون هناك أي تهديد على العسكريين الأوكرانيين الذين سيلقون سلاحهم.

وانتقد نيبينزيا الدعوات الغربية "لهدنة إنسانية" في أوكرانيا، مشيرا إلى أن موقف تلك الدول غير منطقي إذ أنها رفضت مشروع القرار الروسي حول الوضع الإنساني في أوكرانيا، الذي كان "يتضمن عددا من الخطوات لتسوية الأزمة الإنسانية بشرق أوكرانيا قبل كل شيء".

وأضاف أنه "على هذه الخلفية تبدو التصريحات التي أطلقت اليوم، وخاصة من قبل الوفود الغربية، منافقة".

وأعرب المندوب الروسي عن قلق موسكو إزاء الأنباء عن الاضطهادات بحق بعض النشطاء والصحفيين والشخصحيات الاجتماعية في أوكرانيا.

كما طالب بتقديم توضيحات لمشاركة عربات تحمل لوحات دبلوماسية في القتال قرب خاكوف، معبرا عن قلقه إزاء مصادرة القوات الأوكرانية للسيارات التي تحمل رموز الأمم المتحدة واستخدام النازيين سيارات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وتتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم الـ34 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".