أحمد حلاوة.. عمه «فايز» خصم له 5 أيام وكان سيطرده من مسرحه‬

أحمد حلاوة.. عمه «فايز» خصم له 5 أيام وكان سيطرده من مسرحه‬
أحمد حلاوة.. عمه «فايز» خصم له 5 أيام وكان سيطرده من مسرحه‬

فنان قدير وأكاديمي كبير، برع في كافة الأدوار التي قدمها، وحفر تاريخه الطويل بيديه العاريتين على صخرة الفن معتمدًا على موهبته الطاغية وإمكاناته المتفردة وإبداعه المتميز، إنه الدكتور الفنان «أحمد حلاوة» غول التمثيل المسرحي وثعلب الدراما الماكر.

بدأ الفنان أحمد حلاوة حواره مع محرر مجلة الكواكب بتصحيح ما هو شائع عن تاريخ ميلاده المغلوط والمتداول بشكل كبير، وقال: يا سيدي الفاضل أنا أحمد صلاح رجب رمضان حلاوة، وعلى فكرة أحمد صلاح هو اسم مركب، ولدت في 17 من شهر مايو في عام 1949 وليس كما هو شائع في 7 يناير 1949.

واستكمل حديثه قائلاً: تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية بعد حصولي على شهادة بكالوريوس الهندسة تخصص اتصالات عام 1969، ثم حصلت على عدة شهادات وصولاً إلى درجة الدكتوراه في تقنيات الإخراج المسرحي، متزوج من سيدة من خارج الوسط الفني ولدي بنتان.

وسأله محرر الكواكب: إذا تطرقنا إلى خانة الذكريات كيف كانت علاقتك بعمك الراحل «فايز حلاوة»، وما أبرز ما تحكيه لنا عن تلك العلاقة من مواقف وأحداث حفرت في ذاكرتك؟

أول تعاون لي مع عمي كان في مسرحية هامة اسمها «كلام فارغ» كانت مأخوذة عن كتاب هام للكاتب الصحفي الساخر «أحمد رجب» وأعدها للمسرح «نبيل بدران» وأخرجها المبدع «سمير العصفوري»، وقد كان فؤاد المهندس يأتي يوميًا ليشاهد العرض في الكواليس من شدة إعجابه به، ومن بعدها وافقت أن أعمل مع عمي.

واستكمل«حلاوة» حديثه قائلاً: أنا لا أنكر أنني استفدت منه كثيرًا وخاصة في صناعة الكوميديا وكان من أبرز عباراته «ما تمخمطش الإفيه» أي لا تظل تعيد وتزيد فيه حتى يمل منك الجمهور اعتمادًا على أنك أضحكته في أول مرة، وأيضًا جملة أدرسها لتلامذتي بسببه مفادها أن «الفن تلميح وليس تصريحًا».

أما عن المواقف الصعبة «لأحمد حلاوة» مع عمه «فايز» قال: من المواقف التي لا أنساها معه، عندما كنا في إجازة المسرح كان محجوزًا لنا في فنادق في كافة المحافظات لنريح أعصابنا ثم نعود إلى العرض في القاهرة.

وحدث أن كنا في بورسعيد وكانت أول سنة تصبح فيها منطقة حرة، وكنا وقتها شبابًا صغيرًا أخذنا الفنان «أنور محمد» لننهي جولتنا ثم نعود معه، وتم تحديد ميعاد لتحرك الباص الذي يقلنا وتم التنبيه علينا أنه بعد الميعاد المحدد بدقيقة واحدة سيتحرك الباص ولن ينتظر أحد.

ولسوء حظنا تأخرنا لمدة ساعتين كاملتين عن الميعاد، فقد فقدنا بعضنا في الطريق فضاعت وسيلة الرجوع، وكان موعد العرض في نفس الليلة ونحن الممثلون أساسيون فيه، ولكن أنور محمد حاول أن يتصرف وذهب إلى قائد المنطقة العسكرية ليوفر ثمن المواصلات، وكان رجلاً محبًا للفن فأخرج معنا سيارة خاصة بالجيش لتقلنا إلى القاهرة.

ولسوء حظنا للمرة الثانية فقد تعطلت بنا السيارة في منتصف الطريق وأصبحنا في قلب الصحراء الجرداء لا نفكر سوى في النجاة بأنفسنا، ومن ستر الله مرت علينا سيارة القائد الذي أخرج لنا السيارة الأولى و«اتكربسنا» في سيارته إلى أن وصلنا المسرح بعد ميعاد العرض بساعة كاملة.

وعندما دخلنا وجدنا المسرحية تمثل بكل أريحية وكأن شيئًا لم يكن، فقد كان فايز حلاوة رجلاً حاذقًا يدرب كامل أعضاء الفرقة على كافة الأدوار بحيث إذا تغيب أحدهم فإن الأخر يحل محله مباشرة.

وعندما رآنا عمي نظر إلى «أنور محمد» نظرة ذات مغزى ثم أخبره بكل صرامة أن يذهب إلى الشباك ويأخذ حسابه رغم أنه كان من أعز أصدقائه، واكتفى بخصم 5 أيام من أجورنا لصغر سننا وقلة خبرتنا بعد أن كان يفكر في طردنا نحن أيضًا، وتلك هي قيم المسرح وأخلاقه التي تربينا عليها.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا |  في الستينيات.. ليلة سقوط ملوك الجبل بالصعيد