كتبت: رباب محمود
كنت أجلس في مقعدي وعيناي ثابتتان على الشاشة الصغيرة تتابعان باهتمام هذا الفيلم العجيب الذي يعالج موضوعا يهم الملايين من الناس في كل بقعه من بقاع العالم.
وكان موضوع العلاقة بين التدخين وسرطان الدم.. لقد استطاع هذا الفيلم القصير الملون أن يجعل الآلاف من الناس يترددون ويفكرون مرارا قبل أن يضعوا السيارة بين شفايفهم وأما بعد ذلك حاولت شركات السجائر في أمريكا أن تبذل الكثير من جهدها في سبيل شراء هذا الفيلم لمنع عرضه.
اقرأ أيضا:كنوز الأميرة| أفلام مجانية فى شوارع القاهرة وداخل القرى
والفيلم يصور قصة واقعية لصحفي أمريكي كان يدخن بإفراط ولا يكاد أن يرفع السيجارة عن شفتيه وشاءت الظروف أن يكشف على رئتيه بالأشعة في إحدى الوحدات المتنقلة فرأى طبيبه الخاص صورة الأشعة فقرر أنه مصاب بالسرطان في الرئة ولا نجاة له إلا بعملية سريعة لاستئصال المرض قبل أن يستعجل أمره.
ويعرض الفيلم بعد ذلك صورة دقيقة بالألوان الطبيعية للعملية الجراحية التي أجراها الدكتور أوشر الجراح الأمريكي ومن أكبر الخبراء في مرض السرطان وكلية الجراحين.
ولقد استطاع هذا الفيلم أن يقدم دليلا جديدا على العلاقة بين التدخين بإفراط وهذا الداء الوبيل الذي ينهش صدور الملايين من البشر، رغم أن العلم لم يصل بعد إلى أدلة ثابتة على وجود هذه العلاقة.
لقد آمنت بعد أن رأيت هذا الفيلم، يجب أن يعرض على نطاق واسع علي آلاف الشباب في أنحاء الجمهورية قبل أن تعرف السجائر طريقها الي شفاهم.
وهذا الفيلم الذي أطلق عليه منتجه اسم واحد من 20 ألف نسبة إلى عدد ضحايا سرطان الرئة الذين يموتون به سنويا في الولايات المتحدة فيجب أن يعرض في نوادي الشباب والجامعات والمعاهد والمدارس والهيئات في كل مكان.
إن فيلمنا كهذا أفضل في تأثيره من مئات المحاضرات والنصائح والنشرات فإنه كفيل أن ينقذ حياة الكثيرين سواء من المدخنين أو من الذين لم يدخنوا بعد.
وإنني أشكر الجماعة التي أتاحت لي أن أرى هذا الفيلم الرائع.. جماعة الأدفنتست أو السبتيون (السبتية) بمصر الجديدة وقد أعده قسم مكافحة المكيفات في هذه الجمعية على استعداد لعرض هذا الفيلم في أي مكان.
هذا الحديث كان على لسان أحد محرري جريدة الأخبار ونشرته في عددها الصادر بتاريخ 4 يونيو عام 1958، مختتما حديثه بالمطالبة بعرض هذا الفيلم على أوسع نطاق في عرضه فائدة محققة لملايين من المواطنين وفي طلعتهم الجيل الجديد.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
