إنتباه

أرجوك.. «لا تسلى صيامك»!

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

ساعات تفصلنا عن أول سحور، لنصبح صائمين، فهل انعقدت النية على اغتنام رمضان الكريم فى الصيام عن المعاصى والرذائل، قبل أن يكون مجرد امتناع عن الأكل، والشرب، فلا ينال المرء إلا معاناة الجوع والعطش، دون أن يحظى برضا الخالق العظيم، الذى خص الصوم دون كل العبادات بأنه له وحده سبحانه وتعالى.

عبادة هذا شأنها، فهل يتسق أداؤها مع رفع شعار «سلى صيامك»؟!
 من يتبنى ذاك الشعار ينشغل بالتسكع بين الشاشات من متابعة شغوفة للمسلسلات، وبرامج معظمها يتسم بالتفاهة، أو قد يفضل «الشات»، والرغى الإليكترونى للاستطراد فى حوارات أغلبها يتضمن هتكاً للخصوصيات، وربما الأعراض، وممارسة الغيبة والنميمة، واستنزاف الوقت فيما لا طائل فيه، ومراكمة الذنوب والخطايا!

هناك من يفضل الوقت على قارعة الطريق أو جالساً على «كافيه»، مستغرقاً مع «الشلة» فى ثرثرات غالباً تتعارض مع آداب الصيام، وقتل الوقت بين الطاولة والدومينو والكوتشينة ،...،...، ولا ينصرف إلا قبيل الإفطار بدقائق.

وتضيع الصلوات، ولا نقول نوافلها، وبالطبع لا وقت للقرآن استماعاً أو قراءةً، ولا فرصة لذكر أو استغفار، بل انغماس فى المعاصى، وانشغال بالمباهج الزائلة، وانتهاك الحرمات بالجوارح والحواس، والحجة الممجوجة التى تتكرر لتبرير كل ذلك، إن الصائم يسلى صيامه! فأى صيام هذا، وهل يقبل المولى جل وعز عملاً غير خالص يبتغى به العبد وجهه وحده، فما بال الصوم الذى يجزى به الله عبده؟

من ثم فإن الصائم إذا توخى قبول عبادته، فلابد أن يكون عاقد العزم على أن يجمع فى سائر عمله، لاسيما الصوم، بين الإخلاص والصواب، حتى يتقبله رب العباد، والصائم مطالب للوصول لهذه المنزلة أن يعف بجوارحه وروحه عن الانزلاق صوب المعاصى بدعوى أنه يسلى صيامه!
 أتمنى عليك أخى الصائم ألا تزعجك النصيحة، فالدين النصيحة، وهى حق لك وواجب على الناصح، فقط اقرأ هذه السطور من قبيل أنها للتذكرة، مصداقاً لقوله تعالى: «وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين».