نهاية الإجازات.. كيف تتخلص من الاكتئاب عند العودة للعمل

 كيف تتخلص من الاكتئاب عند العودة للعمل
كيف تتخلص من الاكتئاب عند العودة للعمل

تسير غالبيّة الموظفين وفق نمط حياة مختلف في أيّام الإجازات، مهما طالت هذه الأخيرة، تنتاب البعض رغبة داخلية في الحظي بمزيد من الاسترخاء، بعيدًا من ضغوط العمل، الأمر الذي يجعل من معاودة العمل مهمة صعبة، في هذا الإطار، تتحدّث المدرّبة المعتمدة في المجال الاجتماعي.

الاكتئاب يزيد من مخاطر الإصابة بهذا المرض لدى النساء

يشعر أغلب البشر بحزن مبالغ، عند انتهاء الإجازات الأسبوعية أو السنوية من العمل، حيث يعود الجميع إلى روتين الاستيقاظ المبكر والغرق في زحام المرور لنحو 5 أو 6 أيام متواصلة، علاوة على مشكلات العمل المتراكمة، ليظهر مصطلح اكتئاب نهاية الإجازات والذي نكشف عن خباياه وكيفية التخلص منه.

- اكتئاب نهاية الإجازات :

يصف مصطلح Monday Blues الإنجليزي، حالة اكتئاب نهاية الإجازات المعروف أيضًا باكتئاب ما بعد العطلة، والذي يسيطر على المرء حينما توشك فترات الراحة بشكل عام، والراحة في نهاية الأسبوع بشكل خاص على الانتهاء، ليعود روتين العمل من جديد.

يرى الباحثون أنه كلما طالت أيام العطلة زادت فرص المعاناة من اكتئاب نهاية الإجازات لدى البعض، فيما تبدو الأسباب مختلفة بالنظر إلى نسبة من البشر على سبيل المثال، ينتابها الشعور بالحزن عند العودة للوظيفة، ولكن جراء عدم الإحساس بالشغف تجاهه، أو نتيجة عدم التوافق مع زملاء العمل.

ينصح دومًا بالتفرقة بين هذه الحالة الشائعة بين البشر والمعروفة باكتئاب نهاية الإجازات وبين الاكتئاب العادي، فبينما يبدأ الإنسان في تجاوز الأولى مع مرور اليوم الأول ثم الثاني من الأسبوع وهكذا، فإن الوضع يبدو مختلفًا حينما يعاني من الاكتئاب، والذي يدفع صاحبه للشعور بالحزن والإحباط في أوقات متفرقة، وللمعاناة من قلق يؤدي لمواجهة صعوبات في النوم أو التركيز، بصرف النظر عن ترتيب الأيام.

- أسباب اكتئاب نهاية الإجازات :

إن كان المنطقي أن يشعر الإنسان بالشغف تجاه العودة إلى العمل بعد العطلة، فإن الواقع يثبت معاناة الكثيرين من اكتئاب نهاية الإجازات فور بدء الأسبوع، ما يحدث لأكثر من سبب كما نوضح في النقاط التالية:
- العودة للروتين :

ربما هو السبب الأبرز وراء المعاناة من اكتئاب نهاية الإجازات، فبينما يحصل المرء على الراحة دون أي حسابات خلال أيام العطلة الأسبوعية، فإنه يبقى مطالبًا مع نهايتها بالعودة إلى عالم الأعمال الذي يتسم في أغلب الظروف بالروتينية الشديدة.
يبدو الوضع الروتيني مجهدًا بداية من الاستيقاظ مبكرًا في مواعيد محددة، ومرورًا بخوض غمار الوظيفة الذي لا يخلو من الخطوات المكررة ومواعيد الانصراف الثابتة، ونهاية بضرورة النوم في موعد مبكر من أجل إعادة الكرة في اليوم التالي، ما يكشف عن واقعية معاناة البعض من الحزن مع نهاية أيام العطلة المريحة.

- كراهية الوظيفة :

قد لا تتشكل مشاعر اكتئاب نهاية الإجازات جراء عدم جاذبية الروتين فحسب، بل ربما تنبع من الإحساس بالكره تجاه الوظيفة التي يؤديها الإنسان، أو حتى عدم القدرة على أداء مهامها المختلفة بقدر بسيط من الشغف والحماس، لتصبح النتيجة الواردة هي الشعور بالحزن الشديد كل أول أسبوع عمل.

إضافة إلى ذلك، تبدو ضغوطات العمل وحدها كفيلة بأن تزيد مشاعر التوتر والقلق السلبية كلما مرت الساعات الأخيرة قبل بداية كل أسبوع عمل.

- عدم الشعور بالتقدير
إن كان الروتين غير محفز للبعض، وعدم الرضا عن المهام الوظيفية محبطًا لأغلب البشر، فإن عدم الشعور بالتقدير من جانب المُديرين في العمل قد يشكل العبء الأكبر على قطاع ليس بالصغير من الموظفين.
سواء كان المرؤوس لا يشعر بنتائج عمله على صعيد الراتب أو من ناحية التقدير المعنوي، فإنه يبدأ في الإصابة رويدًا رويدًا بقلة الشغف تجاه وظيفته، لتصبح المعاناة من اكتئاب نهاية الإجازات مجرد مسألة وقت لا أكثر.

- الانطوائية
من الوارد أن يتمثل سبب اكتئاب نهاية الإجازات في السلوك الانطوائي للإنسان، فبينما ينصح دون شك بالتركيز على مهام العمل خلال اليوم الوظيفي، فإن البقاء في عزلة عن زملاء العمل الآخرين وعدم الرغبة أو القدرة على التجاوب معهم، يزيد من روتينية يوم العمل.

تصبح في تلك الحالة سيطرة مشاعر الحزن مع بدء كل أسبوع منطقية، وخاصة إن كان الشخص لا يتسم بأي من صفات الشخصية الاجتماعية، التي تفضل التواجد وسط البشر طوال الوقت والتفاعل معهم كلما سنحت الفرصة وليس العكس.
سلبيات اكتئاب نهاية الإجازات

يعتقد البعض أن آثار اكتئاب نهاية الإجازات السلبية على الإنسان، قد لا تزيد على الإحساس بالحزن والملل قبل وأثناء اليوم الأول من بدء أسبوع العمل، فيما يتبين أن الأمر يبدو أكثر خطورة من ذلك بالإشارة إلى تلك النتائج التالية:

- تدهور الحالة الصحية
إن كانت مشاعر الحزن البسيطة والتي لا تسيطر على البعض إلا خلال لحظات من بداية الأسبوع مقبولة بدرجة أو بأخرى، فإنها ليست مشابهة لما يحدث حينما يبدو اكتئاب نهاية الإجازات أكثر حدة على البعض الآخر، إذ يمكن لمشاعر القلق والتوتر أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض عضوية خطيرة مثل أمراض القلب، علاوة على أنها تزيد فرص الإصابة بأمراض القلق والاكتئاب.

- الوفاة
من الوارد أن يصبح اكتئاب نهاية الإجازات سببًا في وفاة مفاجئة لضحاياه، فبينما تزداد فرص المعاناة من النوبات القلبية في بدايات الأسبوع، تماما كما يزداد خطر الإصابة بالاكتئاب ولو كان مؤقتًا حينها، فإن فرص الوفاة تصبح واردة، وسواء كانت تبدو طبيعية أو جراء الانتحار في بعض الحالات.

- سوء الأداء الوظيفي
لا يوجد شك في أن المعاناة من اكتئاب نهاية الإجازات تؤثر سلبًا على الأداء الوظيفي لضحاياه، فحتى إن بدا التأثير للبعض بسيطًا، فإنه يبدو واضح المعالم وفقًا للإحصاءات التي أكدت أن اليوم الأول من أسبوع العمل يعد هو الأقل من ناحية الإنتاجية على جميع الأصعدة، وبعكس اليوم التالي، كونه يشهد شعور الموظف بالراحة النفسية جراء تجاوز نقطة البداية المعقدة.

- كيفية تجاوز اكتئاب نهاية الإجازات :

بينما يبدو اكتئاب نهاية الإجازات محبطًا وشديد الخطر على كل من يعاني منه، فإن تجاوزه لا يتطلب إلا اتباع بعض الخطوات البسيطة التي تجنب الجميع منه ببساطة ويسر.

- لا للسهر :
يحرص أغلب الناس على السهر والاستيقاظ في أوقات متأخرة، في نهايات الأسبوع وفي فترات الإجازات، ما يجعل الاستيقاظ المبكر عند العودة للعمل مرة أخرى أمرا صعبا، لذا يفضل تثبيت موعد الاستيقاظ مبكرا حتى في حالة السهر، كي يعتاد الجسم موعد الذهاب للعمل دون تأفف.

- النوم المبالغ :
قد يلجأ البعض للنوم على مدار أيام الإجازات، وكأن ذلك سيعوض من مشاعر التعب بالعمل، أو سيمنحهم طاقة لبقية أيام الأسبوع، فيما يتبين أن هذا السلوك الخاطئ يزيد من صعوبة العودة لروتين الوظيفة المنظم، لذا فالأفضل أن يعتاد المرء عدد ساعات محددة وثابتة للنوم، بحيث لا تطول بأيام الإجازات، فيصبح الاستيقاظ مؤلمًا مع بداية الأسبوع.

- التخطيط لليوم الأول :
بالطبع سيبدو الأمر أكثر راحة، عند وضع بعض الخطط المريحة للنفس مع بداية أسبوع العمل، بحيث يجد الإنسان الأمور أكثر تنظيمًا على مدار تلك الفترة الزمنية، إلا أن الأكثر أهمية هنا هو التركيز على يوم العمل الأول تحديدًا، بحيث يشهد مجموعة نشاطات مسلية يمكن ممارستها مع الانتهاء منه، كي يصبح انتظار التجارب المحفزة هو ما يسيطر على العقل بدلًا من الشعور بالضيق مع قرب نهاية الإجازة.

- فواصل زمنية قصيرة:
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بعدم الرغبة في إتمام أعماله، مع بداية أول أيام الأسبوع تحديدا، ما يشير إلى ضرورة أن يتخلل ذلك اليوم بعض الفواصل الزمنية القصيرة، التي تعمل على تنشيط الذهن من ناحية، فيما تحسن من الحالة النفسية من ناحية أخرى ليصبح بداية العمل أمرا معتادا لا يصيب المرء بالملل، علمًا بأن بعض الشركات تضع في الحسبان مشاعر القلق والكآبة التي تنتاب الموظف في بداية أسبوع العمل، لذا تسعى للتخفيف من الأعباء الوظيفية خلال هذا اليوم.

- إفطار مثالي :
تتنوع الأكلات التي يمكن أن يبدأ بها الفرد يومه، سواء مع بداية الأسبوع أو بأي يوم آخر، فيما يشار إلى أن الإفطار المثالي حقا، يتمثل في تناول كل من البيض والأفوكادو، نظرًا لأن البيض مصدر رائع للبروتين، ويحافظ على اتزان نسب السكر بالدم، ومن ثم تظل طاقة الإنسان مصانة بالصباح الباكر من كل يوم، في الوقت الذي يزخر فيه الأفوكادو بأحماض دهنية، من شأنها أن تحمي خلايا الجسم من أضرار عدة، فتحافظ على مستويات الطاقة أيضا بنجاح ملحوظ من أجل بداية عمل رائعة.

في كل الأحوال، يبدو اكتئاب نهاية الإجازات شائعًا بين قطاع كبير من البشر، إلا أن الاستسلام له يظل مرفوضًا، وإلا أثر سلبًا على صعيد الحالة النفسية والعضوية، وكذلك على المستقبل الوظيفي لضحيته.