«المعامل البيولوجية».. دعاية أم تهديد حقيقى؟

 صور الأقمار الصناعية الروسية ترصد اماكن المعامل البيولوجية الأوكرانية
صور الأقمار الصناعية الروسية ترصد اماكن المعامل البيولوجية الأوكرانية

كتبت : سميحة شتا

مع تواصل القتال على الساحة الأوكرانية، تتزايد المخاوف من احتمال استعمال أسلحة غير تقليدية فى الحرب، وتبادل الاتهامات بين روسيا والغرب حول استعمال محتمل لأسلحة بيولوجية فى ساحات القتال، مما ينذر بعواقب وخيمة وغير مسبوقة.


وكانت وزارة الدفاع الروسية اتهمت الخميس الماضى الولايات المتحدة بأنها مولت برنامج بحوث حول أسلحة بيولوجية فى أوكرانيا وأنفقت عليها أكثر من 200 مليون دولار وأقامت 30 مختبرا بيولوجيا تنتج فيروسات تسبب أمراضا خطيرة، مشيرة إلى تدمير بعضها.


إعلان موسكو جاء بعد أكثر من أسبوعين على بدء العملية العسكرية الروسية فى اوكرانيا ، فيما وصفه خبراء ومحللون بالسبب الحقيقى وراء تحرك الرئيس الروسى فلاديمير بوتن صوب أوكرانيا..

ورغم نفى واشنطن الا ان أفريل هاينز مديرة الاستِخبارات الوطنيّة الأمريكيّة اعترفت بصحّة الاتّهامات الروسيّة التى تقول إن بلادها تُشرف على برامج إنتاج أسلحة بيولوجيّة فى أوكرانيا، وقالت إنها تُشغّل أكثر من عشرة مُختبرات بيولوجيّة مُرتبطة بمشروعات عسكريّة دفاعيّة وصحيّة، مُشيرةً إلى أن الحُكومة الأمريكيّة قدّمت لكييف مُساعدات فى مجال السّلامة البيولوجيّة.. شهادة أفريل جاءت خِلال جلسة اجتِماع بمجلس الشيوخ الأمريكى مؤخرا حول إنتاج هذه الأسلحة البيولوجيّة بهدف استِخدامها ضدّ روسيا عبر الطّيور والزّواحف لنشر الأمراض الفتّاكة، وهى شهادة جاءت صادمةً ومُرعبة وتُعيد طرح العديد من الأسئلة حول احتِمال تصنيع فيروس كورونا فى أحد المُختبرات الأمريكيّة.

وهى الفرضيّة التى روّج لها الجانب الصينى فى الأسابيع الأولى لظُهور الفيروس فى إقليم ووهان الصينى ونفتها واشنطن .


وقد عقد مجلس الأمن الدولى جلسة طارئة بطلب من روسيا للبحث فى الاتهامات التى أطلقتها موسكو بإنتاج أسلحة بيولوجية فى أوكرانيا بدعم من الولايات المتحدة.. وردا على الاتهامات الروسية، نفت الولايات المتحدة مزاعم موسكو، ووصفتها بأنها سخيفة ولمحت إلى أن روسيا ربما تكون تمهد لاستخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية فى أوكرانيا..

وكانت روسيا أكدت أن لديها وثائق تكشف محاولة أوكرانيا محو أدلة لبرامج بيولوجية عسكرية تحظى بتمويل البنتاجون؛ وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية الاسبوع الماضى أن لدى روسيا وثائق تثبت أن وزارة الصحة الأوكرانية أمرت بإتلاف عينات من الطاعون والكوليرا والجمرة الخبيثة ومسببات الأمراض الأخرى فى 24 فبراير، عندما اجتاحت القوات الروسية الأراضى الأوكرانية.


بعدها نصحت منظمة الصحة العالمية أوكرانيا بتدمير مسببات الأمراض الخطيرة الموجودة فى معامل الصحة العامة بالبلاد لمنع أى انتشار محتمل من شأنه أن ينشر الأمراض بين السكان. وقال خبراء الأمن البيولوجى، إن تحركات القوات الروسية داخل أوكرانيا وقصف المدن أثار المخاوف من احتمال خروج الفيروسات أو الجراثيم المسببة للأمراض فى حال تدمير أى من المنشآت.. يذكر أن التعاون بين أوكرانيا والولايات المتحدة فى مجال البحوث البيولوجية ليس سرًّا؛ حيث قال أوليفييه ليبيك الباحث المشارك فى مؤسسة البحوث الاستراتيجية، والمتخصص فى الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، ، أن «أوكرانيا تشارك فى برنامج يعود تاريخه لأوائل التسعينيات، يسمى «التعاون للحد من التهديد».

وهو جاء بمبادرة من الولايات المتحدة ، وكان الهدف من إطلاقه فى البداية تأمين وتفكيك أسلحة الدمار الشامل والبنى التحتية الخاصة بها فى دول الاتحاد السوفيتى السابق.
واشنطن وصفت اتهامات موسكو بأنها وسيلة لتبرير غزوها لأوكرانيا ، فهذه ليست هى المرة الأولى التى تستخدم فيها روسيا هذه الحيلة لزعزعة استقرار خصومها، ففى سنة 2018، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بإجراء تجارب بيولوجية سرًّا فى مختبر فى جورجيا، التى تعد إحدى الجمهوريات السوفييتية السابقة التى كانت تسعى للانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي.. فى غضون ذلك، قال متحدث باسم الأمم المتحدة أن هناك تقارير موثوقة عن عدة حالات استخدمت فيها القوات.. الروسية ذخائر عنقودية فى مناطق مأهولة بالسكان فى أوكرانيا، مضيفاً أن الاستخدام العشوائى لهذه الأسلحة قد يشكل جرائم حرب، وهى محظورة من قبل أكثر من 100 دولة ليس من بينها روسيا أو أوكرانيا أو الولايات المتحدة.
اقرأ ايضا | واشنطن تنفى امتلاك مختبرات للأسلحة البيولوجية وتطوير أسلحة كيماوية في أوكرانيا‎‎