محمد التلاوى - علا نافع - ياسين صبرى
أصبحت السبائك الذهبية الخيار الأمثل للاستثمار فى الذهب مع تغير أسعاره بين الحين والآخر بسبب التوترات السياسية الدولية والظروف الاقتصادية، ونشط العمل فى شركات بيع وشراء السبائك حيث تستقبل الكثير من الزبائن يوميا خاصة وأن التداول فى بورصة الذهب العالمية أصبح متاحا عبر تطبيقات إلكترونية تحت إشرف الشركات، ولم تكن الشركات وحدها التى شهدت نشاطا فى عمليات الشراء، فالبنوك التى تطرح السبائك للبيع مثل البنك الأهلى هى الأخرى لاقت إقبالا من الزبائن خاصة مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، لكن سياسة البنوك تلزم المشترى بالاحتفاظ بسبيكته داخل البنك ومنع تداولها خارجه.
ولم تكن الشركات والبنوك وحدها التى تبيع السبائك فمحلات المصوغات الذهبية الكبرى أصبحت تنافس بقوة، حيث تجلب السبائك من المصانع المشهورة وتبيعها بنفس سعر التداول 
العالمى للجرام الواحد، وبالرغم من شهرتها إلا أن الكثير منها يغش السبائك بأساليب عدة مما يصعب كشفها.
من جانبه، أوضح المهندس رفيق العباسى، رئيس شعبة الذهب الأسبق، أن السبائك هى عبارة عن كمية من الذهب يتم صهرها ثم توضع فى قالب، فيبدأ وزن السبيكة من 1 جرام ويصل لـ12٫5 كيلو جرام تقريبًا، لافتًا إلى أن هناك نوعين من السبائك الذهبية، سبائك معتمدة تصنع من قبل البنوك ودرجة نقائها تصل لـ99٫9% من عيار 24 قيراط عالى النقاء، وأخرى تصنع من أى عيار للذهب مثل عيار 18 أو عيار 21، وهى توضع مُذابة فى قوالب مُعدة مُسبقًا بالوزن أو المعيار المُحدد.
وقال إن وزن السبيكة المصنعة محليا يكون حسب طلب المستهلك الذى يعتمد على إمكانياته المادية فإذا ما طلب سبيكة بقيمة خمسة آلاف جنيه يتم وزن جرامات الذهب على حسب المبلغ الذى سيدفعه بعدها يتم صهر الذهب داخل القالب المخصص لذلك ثم يتم دمغه، كما لفت الى أن سبائك الذهب المصنوعة محليا تعتبر أرخص من المستوردة فى سعر الجرام بنسبة 5 لـ10 جنيهات من السعر العالمى، بسبب ارتفاع تكلفة الشحن والتفريغ التى يتحملها مكتب التاجر المستورد للذهب، وهى تعتبر ميزة فى مصلحة المنتج المحلى، وأشار لوجود شركات محلية بدأت بالفعل فى تصنيع سبائك مطابقة للمعيار الذى تنتجه البنوك العالمية وهو عيار "24 قيراط" بأوزانها المختلفة، وتقوم بعرضها للبيع فيما تقوم شركات أخرى بتصنيع السبائك من الأعيرة المختلفة سواء كانت عيار 21 أو 18 أو أقل.
يقول أحمد النقيطى، صاحب إحدى شركات تجارة الذهب، إن استثمار السبائك الذهبية يعد هو الأكثر أمانا حيث إن مصنعيتها منخفضة مقارنة بالمشغولات الذهبية فهى عبارة عن قطعة من الذهب الخالص التى لم تمر بأى عملية تشكيل، وإذا أراد الزبون بيعها يوما ما فإنه يسترد نصف قيمة المصنعية كما يتم بيعها بنفس الوزن والكمية مشيرا إلى أن سعرها يرتبط ببورصات التداول العالمية وهى المعروفة ببورصة الذهب مشيرا إلى أن انخفاض سعر الذهب يعد الوقت الأمثل لشراء السبائك.
أضاف، تتنوع أوزان السبائك حيث تبدأ من وزن الجرام الواحد حتى الخمسة كيلو جرامات، وكل جرام واحد من الذهب يساوى 5 قراريط حرة وتمتاز السبائك الذهبية أنها مصنوعة من 
الذهب النقى الخالص والمعروف باسم عيار 24، وعند بيع السبيكة يتم احتساب قيمة أوقية الذهب عند الشراء ثم قسمة الرقم على قيمة الأونصة وهو سعر الجرام الواحد من ذهب 24، وينصح النقيطى الزبائن بشراء السبائك فور انخفاض سعر الذهب وثبات الانخفاض أياما متتالية مع تجنب الشراء فى أوقات التوترات السياسية والظروف الاقتصادية الصعبة لأنها أوقات يتذبذب فيها السعر العالمى ببورصة الذهب.
أحمد عيد، مُدير المبيعات بإحدى شركات صناعة السبائك يقول، إن قيمة السبيكة تختلف باختلاف وزنها ويعد الاستثمار بها هو الأكثر أمانا لصغار المستثمرين وتوفر شركات تداول الذهب السبائك العالية النقاء بنسبة 999.9 وهى الأعلى على مستوى العالم، وعند الشراء لابد من أن تكون المنتجات مدموغة من مصلحة الموازين والدمغة، إضافة إلى كونها مغلفة لضمان سلامة المنتج من أى عمليات غش بالأسواق مشيرا إلى وجود عدة شركات مصرية لها باع كبير وثقة فى تلك التجارة.
وعن أنواع السبائك، قال إنها متعددة وتختلف أسعارها حسب نوعها ومن أهمها سبائك الذهب المصبوبة ويتم فيها سكب الذهب السائل فى قالب لإنشاء شريط بحجم معين لكن أغلبها يكون به شوائب وبها خليط من النحاس مما يصعب بيعه بعد ذلك ويطلق عليها اسم سبائك "0"، أما النوع الثانى فهى السبائك المصقولة وتمتاز بشكلها اللامع ونقاوته العالية ويكون من السهل بيعها لاحتفاظها بشكلها وقيمتها الأصلية وهى المعروفة بسبيكة 999.9 ويوجد بها نسبة ضئيلة من النحاس.
وقال إن استثمار الذهب عن طريق الشركات يكون عبر شبكة الإنترنت حيث يقوم المستثمر بفتح حساب خاص بالتداول فى أحد البنوك العالمية والإلكترونية الخاصة بيع الذهب وتداوله، ويبدأ المستثمر بالمضاربة سواء ببيع السبائك أو شرائها دون حيازتها من خلال تلك الشركات وباستخدام جهازه اللوحى لكن من المهم أن تكون تلك الشركة معروف عنها النزاهة وذات سمعة طيبة منعا لعمليات الغش والنصب منوها ضرورة متابعة أسعار بورصة الذهب.
أمير الزينى، أحد العاملين بشركات إنتاج الذهب، أوضح أن السبائك الذهبية لها أشكال متعددة، لكن أبرز تصاميمها القطع المستطيلة والمجسمات البيضاوية، لافتًا إلى أنها تأتى فى أحجام مثل 1 و10 و20 جرامًا، والأونصة وحجمها 31٫1 و50 و100 جرام، ثم الأحجام الأكبر والتى يتم سبكها للزبائن وفق طلبيات محددة ويتم تسليمها خلال أسبوع من بداية الطلب.
أضاف، عند قيام المشترى بشراء السبيكة لابد من وجود إيصال شراء من أجل إثبات ملكيتها، ويجب أيضًا أن تكون السبيكة مدموغة من مصلحة الدمغ والموازين وهى الوسيلة الأكثر 
أمانا لمنع الغش والتقليد، فالسبائك المدموغة بختم المصلحة تم أخذ عينة سابقة منها لمعرفة مدى مطابقتها للعيار المعلن عنه من قبل البائع، وحتى بعد قيام المشترى بالتأكد من وجود ختم المصلحة على السبائك يجب أن يتوجه بها مرة أخرى لمصلحة الدمغ والموازين لمعرفة إذا ما كانت الدمغة سليمة وغير مقلدة، فإذا لم تكن مطابقة يجب إرجاع السبيكة لمحل الشراء واسترداد ثمنها فى أسرع وقت، أما فى حالة قيام المشترى بشراء سبائك غير مختومة من مصلحة الدمغة يجب الذهاب بها لـ"الشيشنجى"، وهو شخص مهمته التأكد من قيمة عيار الذهب ومطابقته للمواصفات القياسية ويستخدم وسيلتين للتأكد من هذا الأمر، الوسيلة الأولى تعتمد على أخذ قطعة صغيرة من السبيكة بحجم 40 ملليجرام وإذابتها لقياس نسبة النقاء بها، وهناك وسيلة أخرى أكثر حداثة باستخدام جهاز أشعة إكس لفحص السبيكة، وهذه الطريقة تتميز بصغر حجم العينة المأخوذة وسرعة ظهور النتائج ودقتها.
أما موريس جرجس، صاحب إحدى ورش التصنيع، فيرى أن سبائك الذهب واحدة من صور الذهب الخام المستخدمة فى صناعة المشغولات الذهبية ولها أوزان وعيارات مختلفة، وإما أن تكون مستوردة وتعرف باسم" البندقى المستورد" وأغلبها يكون مستوردا من سويسرا وإيطاليا لشهرتهما الواسعة فى هذا المجال وهو ذهب عيار 24، وهناك السبائك المحلية المعروفة بالسبائك البلدية وهى عيار 18 أو 21 ولا ينصح بشرائها وذلك بسبب عمليات الغش الكثيرة الموجودة بها، تصنع عبر صهر الذهب القديم وتصنع منها السبائك ورغم أنه محظور بيعها للجمهور إلا أن بعض أصحاب الورش يبيعونها بعد دمغها بأختام مزيفة، مشيرًا إلى وجود سبائك محلية تضاهى نفس السبائك المستوردة من حيث الجودة وإتقان صناعتها شرط أن تكون مغلفة ومدموغة بختم مصلحة الدمغة والموازين وهناك شركتان يتمتعان بثقة كبيرة فى تلك السبائك.
يوسف فكرى، صاحب محل ذهب فى منطقة السيدة زينب، أشار لوصول سعر جرام الذهب حاليًا لـ980 جنيهًا وهو رقم متغير وفقًا لظروف السوق العالمى صعودًا وهبوطًا جراء الحرب المستعرة بين روسيا وأوكرانيا، وبناء عليه فإن أسعار اليوم ــ مع إقفال مساء يوم الأحد والمجلة ماثلة للطبع ــ فقد بلغ سعر جرام الذهب وفقا لآخر التداولات فى السوق العالمى عيار ١٤: ٥٨٣ جنيها، وعيار ١٨ بلغ ٧٥٨جنيها، أما عيار ٢١ فبلغ ٨٨٥جنيها.
وبالنسبة للعملات الذهبية فقد ارتفع سعر الجنيه الذهب عيار ٢١ زنة ٨ جرام إلى ٧١٠٥ جنيهات فيما وصل سعر نصف جنيه الذهب زنة ٤ جرام إلى ٣٥٥٠ جنيها أما سعر الربع جنيه الذهبى زنة ٢ جرام فهو ١٧٨٠ جنيها..
وبالنسبة للسبائك الذهب فقد وصل حاليا سعر سبيكة الذهب عيار ٢١ وزن ٥ جرام إلى ٤٥٠٠ جنيه، والسبيكة زنة عشرة جرام إلى ٩٠٠٠جنيه أما الخمسون جراما فيصل سعرها إلى ٤٥٠٠٠جنيه والكيلوجرام يصل سعره إلى ٩٠٠ ألف جنيه.
بينما وصل سعر السبيكة عيار ٢٤ وزن ٥ جرام إلى ٥٥٠٠جنيه ، والأونصة ٢٦٫٤١١جنيه، والخمسون جرام ٥٥ ألف جنيه والمائة جرام٨٥٫٠٨٣جنيه والكيلو جرام ٩٢٩٫١٥٢جنيه.
أما كسر الذهب فيصل سعر الجرام منه للعيار ١٨ إلى ٧٢٨جنيها، أما عيار ٢١ فسعره ٨٥٣جنيها وعيار ٢٤ سعره ٩٧٨جنيها.
محمود نور، صاحب محلات للذهب بمنطقة الأزهر، قال إن الغش بالسبائك الذهبية محدود خاصة أن أغلب التداول يكون من خلال الشركات الكبرى وغالبا ما يكون الغش فى وزن السبيكة أو الدمغة الموجودة عليها، أما الورش التى تقوم بغش السبيكة فغير معلوم أماكنها وتبيع السبائك الذهب عيار 18 و21 على أنها سبائك ذهبية خالصة عيار 24 مستغلة جهل الزبائن وطمعهم المستتر فى توفير بعض الجنيهات أثناء الشراء، وينصح نور المشترين بضرورة الشراء من شركات معروفة تتحرى الدقة وتلتزم بوضع دمغة مصلحة الموازين كما تقوم بتغليف السبيكة بغلاف يصعب تقليده، كذلك السبائك السويسرية المستوردة المتوفرة لدى بعض محلات الذهب الكبرى والشركات الرائدة.
وعن طرق كشف غش السبائك، يقول أمير تواضروس، صاحب ورشة للذهب، إن الشيشنجى يفحص السبيكة لمعرفة إن كانت أصلية أم لا، والشيشنجى هو شخص مسئول عن مهمة الفحص وهى كلمة تركية أصلها "الجاشنجى" تم تحريفها، حيث يأخذ عينة من السبيكة ويجرى عدة اختبارات لتحديد نسبة الذهب مقارنة بالمعادن الأخرى كالفضة والنحاس مما يحدد عيار الذهب بشكل دقيق.
وقال إن هذه المهنة تتبع مصلحة الدمغة والموازين ولابد من الحصول على ترخيص مزاولة المهنة، وتحدد نسبة الذهب بطريقتين التقليدية وهى الأضمن ومؤخرا بات يتم الاعتماد على الطرق التكنولوجية الحديثة باستخدام برامج متخصصة ورغم جودة تلك البرامج المعتمدة على أشعة إكس لكنها لا تستطيع كشف وجود نسبة من الرصاص داخل السبيكة مشيرا إلى أن الورش الكبرى تعتمد على الشيشنجى فى الفحص قبل إرسال السبيكة لمصلحة الدمغة والموازين منعا للمساءلة القانونية.
العملات الذهبية.. تاريخ وادخار وتطور تكنولوجى
تصنيع العملات الذهبية يحتاج إلى دقة حتى تخرج فى أبهى صورها كلوحة بديعة، حيث يتم صهر خام الذهب وصبه فى قوالب ثم تدق ويتم تلميعها حتى تأخذ شكلها النهائى، أن العملة الذهبية الأشهر هى الجنيه الإنجليزى، وهو ذو وزن ثابت يصل إلى 8 جرامات وعياره 22 قيراط، أما الجنيه المصرى فيشبه الجنيه الإنجليزى وهو عيار 21 ويصل وزنه إلى 8 جرامات ويتم أيضا تصنيع نصف جنيه بوزن 4 جرامات وربع جنيه بوزن 2 جرام كما يتم سك عملات تذكارية.
والحكومات هى التى تقوم بإنتاج العملات الذهبية وأشهرها التى يتم إنتاجها فى إنجلترا كنوع من العملات التذكارية، ومدينة البندقية الموجودة فى إيطاليا كانت مركزا للتجارة وكان أصحاب هذه المدينة أثرياء للغاية بسبب عملهم وكانت عملاتهم مصنوعة من الذهب الخالص عيار 24 قيراط ولأنهم اشتهروا بهذا العيار أطلق عليه اسم ذهب ابندقىب، والعملات الذهبية تنتج فى كل الدول ليس بغرض استخدامها كغطاء نقدى ولكن يتم إنتاجها كعملات تذكارية كما هو الحال لدينا فمصلحة سك العملة تقوم كل عام بإنتاج عملات تذكارية من معدن الذهب والفضة، ويتم طرحها للبيع فى وزارة الخزانة الموجودة فى ميدان لاظوغلى بعيار 21.
إن العملات الذهبية يتم إصدارها فى مناسبات عديدة تؤرخ للمرحلة الزمنية التى تواكبها، فنجد أن هناك عملات ذهبية تم سكها فى عهد السلطان حسين كامل، بعدها تم سك عملات ذهبية فى عهد الملك فؤاد بقيمة 20 قرشا و50 قرشا وجنيه واحد.
لقد شهدت صناعة الذهب طفرة كبيرة تمثلت فى دخول أنواع جديدة من الآت السبك واللحام والتقطيع والتشكيل بالليزر، وماكينات سى إن سى للنقش على الذهب لم تكن مستخدمة من قبل، فقديما لم يكن باستطاعة الصانع تنفيذ كافة الأشكال المطلوبة وكان وزن المشغولات ثقيلا بدرجة ملحوظة، ولكن حاليا يتم تصميم مشغولات حجمها كبير وفى ذات الوقت خفيفة الوزن تتناسب مع احتياجات الجمهور.
