ابنتى فوق كل حب

ابنتى فوق كل حب
ابنتى فوق كل حب

كانت أمام قرار هو الأصعب فى حياتها، حاولت كثيرا تجنب اتخاذه، فهى تدرك جيدا أنه سيهدم الاستقرار الذى تعيشه بعد سنوات من المعاناة، لكنها كعادتها لم تستطع الانتظار، فكرت بعاطفة الأمومة، واختارت ابنتها عن أقرب شىء لقلبها، تاركة حياة سعيدة لتكون ذكرى من الماضى.

كثيرا ما حاولت الزوجة أن تتناسى ماضيها مع زوجها الأول، أرادت رغم صغر سنها أن تمحو من عقلها كونها فتاة جميلة ذات قوام ممشوق وصاحبة عينين خضراوين وبشرة بيضاء، وأن ذلك «الجمال الطاغى» هو سبب مأساتها فى الحياة منذ صغرها وحتى الآن.

لكن ماضيها لم يتركها، عادت بعقلها إلى الوراء قليلا، تذكرت عندما كانت فتاة صغيرة مفعمة بالجمال، وكيف كان يهرع الشباب للتعرف عليها، لكنها كانت تصد الجميع، وعندما اكتملت أنوثتها، ولقلة خبرتها وفقر أسرتها، وافقت على الزواج من ذلك الشاب الثرى، الذى اكتشفت بعد أيام من زفافها أنه مدمن خمر ومخدرات، لتذوق معه 5سنوات من المعاناة.


تساقطت دموع الزوجة وهى تتذكر مأساتها فى الماضى، وكيف كانت تتحمل ضرب وإهانة وفجور زوجها، وازدادت مأساتها بعد وفاة والدتها ومن قبلها والدها لتصبح وحيدة فى هذا العالم.


مع مرور سنوات المعاناة، لم يعد جسد وعقل الزوجة قادرين على أن يتحملا كل هذه المأساة والتفكير فى المستقبل مع زوج لا يراها سوى خادمة له ولنزواته «الشاذة»، قررت أن تنهى معاناتها أخيرا، فكرت فى نفسها فقط، وتناست أنها أم لطفلة صغيرة بمجرد أن تنفصل عن زوجها «الثرى» لن تستطع أن تأخذها معها إلا بحكم القانون.


أقنعت الزوجة نفسها أن القضاء سيحمى ابنتها من ذلك الزوج، وأنها ستعود إلى حضانتها، لكنها تفاجأت بعد انفصالها برفض الزوج حضانتها لابنتها وتمسكه بأن تعيش معه.


مرت الأيام وهى تحارب ذلك الزوج فى المحاكم، تقيم الدعاوى لتحظى بحضانة ابنتها، لكن النزاع بينهما طال لسنوات، عطل محامى الزوج القضية عدة مرات، لتشعر الأم بعدها بالعجز وتستسلم لطلبات طليقها بالسماح لها بزيارة ابنتها يومين فى الأسبوع.


وجدت الزوجة نفسها بعد انفصالها عن زوجها وحيدة ومطمعا لكل من يعرفها، لذلك عندما استراح قلبها لجار لها، وهو شاب يكبرها بـ٣ سنوات، تولدت بينهما قصة حب، شعرت خلالها الزوجة أنها لأول مرة تحب، وأن ما كانت تعيشه مع زوجها الأول ما هو إلا كابوس تمنت ألا تراه مرة أخرى.


وافقت على الارتباط من حبها الحقيقى الذى جاء متأخرا لسنوات، انعقد الزواج، وبدأت تشعر بالسعادة معه، لكن عقلها كان منقسما الى شطرين ما بين إسعاد زوجها، وقلقها على ابنتها الوحيدة التى تجاوزعمرها الـ12 عاما.


شعرت الأم أن ابنتها تعيش فى بيت خطر، كثيرا ما حاولت الهروب منه، فهى تدرك أن ابنتها معرضة فى أى وقت إلى إدمان المخدرات وضياع الأخلاق.


قلقها على ابنتها جعلها تستقيظ من النوم أكثر من مرة على صرخة واحدة، تنادى بصوت مرتفع ابنتى، وعندما يوقظها زوجها ويسألها ما بها، تخبره أنها رأت كابوسا مرعبا، شاهدت فى المنام ابنتها وهى تدمن المخدرات، وأنها قد سارت فى الطريق الخطأ.


لكن الزوج كان يهدئ من روعها ويطمئنها، ويخبرها أن ما تشعر به لا يعدو كونه قلقا عليها، ورغم ذلك كان قلب الأم يشعر بخطر يقترب من ابنتها.


لم تنتظر الزوجة كثيرا.. خاصة أنه منذ زواجها لم تزر ابنتها، وكانت تكتفى بالاتصال بها عبر الهاتف.. وشعرت وقتها أن ابنتها ساءت أخلاقها فى ردودها على أسئلتها.


لذلك تواصلت فى الصباح مع جارة لها فى بيت طليقها، طلبت منها أن تتحدث مع نجلتها، فهى زميلة ابنتها فى المدرسة، لتكتشف الزوجة فظائع.


أخبرتها الفتاة ان ابنتها خلعت الحجاب، وانها تشرب السجائر، ولا تحضر سوى القليل من الحصص الدراسية، ودرجاتها ضعيفة، بل إنها رسبت فى معظم المواد.


اشارت الفتاة الى ان الجميع يتجنب الاقتراب من ابنتها بعد أن أصبحت سيئة، فهى تتسكع ليل نهار على كورنيش المعادى وتصاحب الشباب، ولا تستمع إلى أحد.


كاد الجنون يصيب الأم ، تحدثت مع طليقها، طلبت منه أن ينتبه لابنتهما، لكنه لم يعر لها اهتماما، بل إنه توسل إليها أن تأخذ الفتاة لتعيش معها فلم يعد قادرا على تحملها فى منزله، بعد أن أصبحت له أسرة جديدة وأولاد.


شعرت الأم وقتها بالسعادة، أسرعت إلى زوجها، أخبرته بموافقة طليقها على عيش ابنتها معهما مدى الحياة، لكن الزوج ظل صامتا، أومأ برأسه، ثم غادر المنزل الى العمل دون أن يعطى لها اشارة بالموافقة أو الرفض.


انتظرت الزوجة حتى عاد الزوج، اقترحت عليه أن تعيش ابنتها معهما، لكن المفاجأة كانت اكبر مما توقعته الزوجة، رفض زوجها طلبها، اخبرها انه يعلم اخلاق ابنتها من صديق له بالمدرسة، وانه لا يريد اى شىء يربطها بماضيها سواء مع زوجها «الخمورجى» اوابنتها «الضائعة»..

وصمم الزوج على قراره رغم إلحاح الزوجة عليه وتوسلها بالدموع له.


لم تتوقع الزوجة رد فعل زوجها، عادت بذاكرتها الى الوراء قليلا وبالتحديد قبل ايام من الزواج، عندما كانت تخبره ان حلمها واملها الوحيدين هو ان تعيش ابنتها معها فى البيت، خاصة بعد ان أخبرها الأطباء أنها لن تنجب مرة اخرى بسبب مشاكل فى الرحم.


تذكرت كيف كان الزوج وقتها يطمئنها ويخبرها انه سيسعى ليحقق لها أملها، لكنها وجدت نفسها اليوم امام شخص أنانى لا يحب سوى نفسه فقط.


أغلقت الزوجة باب حجرتها على نفسها، ثلاثة ايام من التفكير المتواصل، لتقرر فى النهاية تخيير زوجها بين حياتها معه وابنتها، ليصمم الزوج على قراره رافضا مناقشة الأمر مرة اخرى معها.


ادركت الزوجة انه لا وقت للتضحية بابنتها مرة اخرى، طلبت الطلاق، رفض الزوج وأصر على موقفه.


لتتوجه بعدها إلى محكمة الأسرة بالمعادى..

وتقيم دعوى خلع لزوجها، وتتنازل عن كل حقوقها فى سبيل حضانة ابنتها..

وبعد تداول القضية عدة جلسات أصدرت المحكمة حكما بخلع الزوج.

إقرأ أيضاً|أبشع جرائم قتل الأزواج.. والسبب «الزوجة الثانية»