أمس واليوم وغدا

الأسواق.. والتاجر النبيل.. ورجل الأعمال الحقير!

عصام السباعي
عصام السباعي

الخيانة أنواع، ومن أحقرها خيانة الوطن والأهل، وتتعدد أنواع تلك الخيانات، لكن أحقرها هو الذى يتم باستغلال ظروف البلد واحتياج الناس، ولا يخفى على أحد تلك الموجات التضخمية الواردة من الخارج نتيجة ظروف الاقتصاد العالمى سواء بسبب تداعيات فيروس كورونا أو الحرب الروسية فى أوكرانيا، فضلاً عن الآثار السلبية لتلك الحرب على بعض مصادر قوة الاقتصاد المصري، وهى ظروف كما سبق وقلت تتطلب الحذر والعمل والأمل واحترام القواعد أكثر مما مضى، والتطبيق الصارم لأخلاقيات العمل، فلا تخزين للسلع بغرض مضاعفة الأرباح، أو الغش من أجل تحقيق أعلى معدل ممكن للربح، وغير ذلك من صور استغلال ذلك الظرف العالمي.

الدكتور مصطفى مدبولي

مهندس شريف إسماعيل

وأتذكر هنا القرار الذى كان قد أصدره المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء السابق عام 2016، بتشكيل لجنة برئاسته، لوضع الأساليب المناسبة لتحديد هامش الربح من المنتجات والسلع الأساسية سواء المحلية أو المستوردة، مع ارتباط ذلك بنظام متطور لتسعير هذه المنتجات بالتنسيق مع اتحاد الصناعات المصرية والاتحاد العام للغرف التجارية، ولم يتم تنفيذ ذلك القرار بعد أن تصدى له العديد من التجار وشيطنوه، رغم أننى كنت أتمنى لو تم تطبيق الجزء الأول منه، وهو الخاص بتحديد التكاليف، بحيث يمكننا على الأقل الحصول على حق الدولة، ولو افترضنا على سبيل المثال أن هناك خمسة تجار يقومون باستيراد معظم واردات سلعة ما، فسوف يتيسر لهم مع الميكنة المالية تحديد أسعار البيع وتحديد مكاسب الحلقات التالية لهم، ومن ثم توفير معلومات عن وجود احتكار من عدمه، وتحديد حجم الأرباح المحققة وتحديد مستحقات الدولة بشيء أقرب للدقة، ولا أعتقد أن التجار والصناع ومنظماتهم سيقفون ضد أى إجراء يكفل تحصيل حق الدولة وضمان عدم ضياعه فى جيوب المتلاعبين والمحتكرين، وأتمنى لو أخرجت الحكومة التى يقودها باقتدار الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، ذلك القرار من الأدراج وقامت بدراسة شاملة له للاستفادة منه فى ذلك الشق، نعم يا سادة..

الأسعار يحددها العرض والطلب فى الظروف العادية، لكن الأمر يختلف فى تلك الظروف القاهرة التى تحتاج إلى تلاحم وتعاطف وإنسانية، تحتاج إلى التاجر النبيل وليس إلى رجل الأعمال الحقير الذى يستغل الناس لتحقيق أكبر ربح ممكن من جيوب الفقراء والشريحة الكبرى للطبقة الوسطى التى أصبحت بالفعل «غلبانة جداً»!

الطـابور الغــادر!

اسمحوا لى بالكتابة فى نفس القضية التى تناولتها الأسبوع الماضي، فمازال البعض لا يدرك أننا نعيش فى مركب واحد، ونواجه نفس التحديات والمخاطر، التى يجب أن نواجهها معا، ونتصدى لها معا، ونعبرها معا، وأننا يجب أن نكون يداً واحدة، ولا يمكن أبداً أن نسمح للبعض بأن يقوم بالتجديف فى عكس الاتجاه، ولا أن يحاول استغلال الأزمات لتحقيق مصالح شخصية وقتية على حساب الآخرين، وهكذا عبرنا أزمة ما بعد فبراير 2011، وكارثة ما بعد يونيو 2012 التى استهدفت وجود الدولة المصرية، وتمكنت الإرادة الواحدة للشعب المصرى من تجاوزها فى ثورة 30 يونيو، وإحباط المؤامرة الكبرى فى المنطقة، وتواصلت الانتصارات بفضل وعى ووحدة الشعب المصرى، وبدأت أكبر عملية لبناء الوطن، حيث تم تحقيق معدلات نجحنا بها فى تجاوز الأزمة العالمية التى ضربت كل العالم مع فيروس كورونا، ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية، وتعمق من الأزمة العالمية متعددة الزوايا وتأثيراتها الكارثية على الاقتصاد العالمي، وهى مرحلة تتطلب تضامن المصريين أكثر من أى وقت مضى وأى أزمة تخطيناها فى الماضي، فذلك المركب الذى هو الوطن يواجه أعاصير وأمواجاً عاتية قدمت له من الخارج، ويتطلب الأمر أن نكون يداً واحدة وعلى قلب رجل واحد، مع قائد السفينة وقبطانها الذى بيده الدفة والبوصلة، ولا يتوقف أحد من ركابها عن العمل، ولا يسمح أهلها لأحد بالتجديف العكسي، أو إشاعة القلق واليأس فى مواجهة أى إعصار ومهما كانت الظروف الصعبة.
لاحظت أن الطابور الخامس قد بدأ ينشط بين الناس، وكأننا لم نحصد ثمار ما زرعناه وشقينا من أجله، فنجدهم يشككون فى كل ما أنجزناه فى الإصلاح الاقتصادى والتنمية الشاملة، ويلمزون فى كل ما تحقق للفقراء فى مصر وتلك الحياة الكريمة التى أصبحوا يعيشون تحت مظلتها، وكأن العالم لم يشهد بذلك عبر المؤسسات الدولية، وكلها إنجازات جعلتنا أكثر صلابة ومناعة وينشرون الإحباط واليأس بين الناس، والغريب أن «عديمى الوطنية» قد وجدوا ضالتهم فى «عديمى الوعى» فى ترويج أكاذيبهم لشق الصف وزرع الشك وبث روح اليأس، وما ألح عليه هنا هو التركيز على الإعلام المحلى والاهتمام بعمليات التوعية، وطرح الحقائق أولاً بأول، حتى يستمر مركب الوطن فى الإبحار بأمان، ويأمن شر الأعاصير التى تصلنا من العالم الخارجي، ويتواصل العمل فى التنمية الشاملة.. وحفظ الله الوطن من شرور ذلك الطابور الخائن، وحفظه من كل سوء وسيئ ومسىء.

هن بخير.. إذن كلنا بخير!

 

شعرت بالفخر وأنا أتابع احتفالية يوم المرأة المصرية أيقونة النجاح، والتى حضرتها السيدة انتصار السيسى قرينة رئيس الجمهورية، حيث قامت بتكريم باقة متميزة من النماذج النسائية، كل وردة فى تلك الباقة لها رونقها وجمالها وقيمتها، عندها قصة نجاح ونضال وصبر وعمل وأمل وتفاؤل، كل واحدة منهن هى الأم والزوجة والأخت الكبرى والابنة والحفيدة وابنة العم والعمة والخال والخالة، صانعات الرجال والسيدات من مستقبل مصر، حاضنات المواهب، وشموس العلم والمعرفة والفن، كل قمر منهن أضاء سماء مصر، يقدم رسالة وقدوة للجيل الجديد، كل لحظة وكل هى وكل هن بخير، وعندها سنكون كلنا بخير والبلد بخير وسلام.

بوكس

مطلع كوبرى العباسية للقادم من غمرة فى الطريق لصلاح سالم، يحتاج لتدخل سريع ورصف عاجل، ممنوع الصعود حالياً لأصحاب أمراض الفقرات، والحوامل!