«سلميلي على بابا».. تلك هي آخر كلمات قالتها فتاة لوالدتها، التي غادرت إلى القاهرة للاطمئنان على زوجها المريض، وجلست الفتاة بمفردها داخل الشقة، بعد ما ذهب شقيقها لعمله.
ظل جار الفتاة يراقب شقتها، لتنفيذ مخططه الشيطاني، لإشبعاع غرائزه الدنيئة، ونهش جسد الفتاة، الذي كان يراقب خطواتها، ويتلذذ جسدها بنظراته، وينتظر الفرصة المناسبة لإشبعاع رغباته الشيطانية.
كان «الذئب البشري» من شرفة مسكنه، وتأكد من مغادرة والدة الفتاة وشقيقها للمنزل، وتسلل على أطراف أصابعه وطرق باب شقتها، وعندما فتحت له، انقض عليها وحاول اغتصابها.. دافعت الفتاة بكل ما تملكه من قوة عن شرفها، وتوسلت للمجرم لكي يتركها، إلا أن دموع الفتاة وتوسلاتها لم تشفع لها.
ظل «الذئب البشري» يحاول هتك عرض جارته، التي صرخت بقوة، وعندما تعالت صرخاتها، أحضر المجرم «سكين» وسدد لها عدة طعنات قاتلة، كانت كفيلة بإزهاق روحها، وتركت المجرم وسط بركة من الدماء، ودخل شقته وكأن شيئًا لم يكن.
صدمة مدوية كانت من نصيب الأم المكلومة، عندما عادت لمنزلها، ووجدت ابنتها ملقاة على الأرض جثة هامدة، فأطلقت صرخات مدوية، تجمع على إثرها جيرانها، ودخلت الأم في حالة بكاء هيستيري، حزنًا على فراق فلذة كبدها.
أبلغ الجيران قسم شرطة ثالث المنتزه، بوجود جثة لفتاة داخل شقة بعقار كائن بدائرة القسم.. انتقلت قوة أمنية، وبالفحص تبين وجود جثة طالبة، مقيمة بأحد العقارات بدائرة القسم، مُسجاة على ظهرها بصالة الشقة سكنها وبها عدة طعنات، وبسؤال والدة المجنى عليها وشقيق المجنى عليها، قررت الأولى أنها عقب عودتها من زيارة زوجها المريض بالقاهرة، اكتشفت وجود جثة كريمتها بالحالة المشار إليها، وقرر الثانى بتواجده بالعمل وقت الحادث، وحضر عقب علمه بالواقعة.
وضع فريق البحث برئاسة قطاع الامن العام، وبمشاركة إدارة البحث الجنائى، بمديرية أمن الإسكندرية، خطة مُحكمة لكشف لغز الجريمة، تركزت على فحص علاقات أسرة المجني عليها، لمعرفة ما إذا كان لهم عداوت مع أحد من عدمه، ومناقشة سكان العقار محل الواقعة، وفحص كاميرات المراقبة المتواجدة حول المنزل الذي شهد الجريمة، لمعرفة كل من تردد على المنزل، في وقت معاصر لارتكاب الواقعة.
أسفرت جهود التحريات، عن أن جار المجنى عليها «طالب»، مقيم بذات العقار، هو مرتكب الواقعة، وعقب تقنين الإجراءات، تم استهدافه بمأمورية برئاسة قطاع الأمن العام، تمكنت من ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة، بقصد التعدى على المجنى عليها.
